فناجــــــــــــــــــــــــــــين ....
فناجين
قارىء فنجان القهوة / كبائع البضائع لديه بضاعة مناسبة لكل زمن وقلب وظرف وجرح!
فنجان (1)
في زمن نزار
كانت الفناجين رومانسية جدا
تبوح بــ سر وجود حب ما
واتساع عين الحبيبة
وطول ضفائرها
والطريق المسدود!
وفي زماننا هذا أصبحت الفناجين متشائمة جدا
تبوح بــ غدر حبيب مؤتمن !
وبخيانة زوج محصن !
وبوجود إمرأة أخرى
وبعين حسود تتبعنا
و بسحر ساحر نُثر على عتبة بابنا!
حتى أكاذيب الفناجين في زماننا / أصبحت سوداء ملوثة !
فنجان ( 2)
منذ ان فتحنا أعيننا ونحن نسمع قارئة الفنجان
تردد في المسلسلات العربية والأفلام عباراتها شبه الثابتة:
أمامك سكة سفر !
في فنجانك غيمة سوداء !
في فنجانك طائر أبيض!
خطوط ودوائر / دوائر وخطوط !
وتتغير نوعية البضائع المعروضة في قاع الفنجان!
حسب جنس وعمر وظروف المشتري !
فالفتاة دائما هناك في فنجانها
فارس قادم وفستان أبيض !
وقد يمر العمر / لاالفارس يأتي
ولا الفستان الأبيض يحتضن جسدها !
فنجان (3)
وفي المسلسلات العربية !
يتناولون فناجين قهوتهم في السرير
بمجرد استيقاظهم وفتح أعينهم !
وماذا عن استحمامهم وغسل وجوههم وأسنانهم
فلا تسأل !!
فاستغفالهم للمشاهد / تجاوز هذه الأمور بمراحل كثيرة !
فنجان ( 4)
منظر آخر يتكرر في الأفلام العربية أيضا!
رجل يقرأ الجريدة وبجانبه فنجان القهوة !
يقرأ سطرا / ويرتشف قهوته /ثم يعاود القراءة !
ونادرا ماتُقرأ الجريدة في الأفلام / بلا قهوة !
فحتما هناك اعتقاد قديم يربط بين القهوة / والمثقف !
اذا قرأت الجريدة الصباحية فأنت مثقف !
واذا رافقك فنجان القهوة أثناء قراءتها / فأنت مثقف أكثر !
كانت القهوة من مظاهر الثقافة لديهم
وأصبحت من مظاهر الصداع لدينا!
فنجان (5)
ربما لهذا كان معظم الكتاب والشعراء في الماضي
يتحدثون عن طقوس كتاباتهم والتي لاتخلو من ( فنجان القهوة )
ويسردون عن قهوتهم وأهميتها الكثير !
حتى يخيل اليك ان اختفاء القهوة في العالم
قد يساعد على انتشار الجهل وانقراض الأدباء والشعراء وأهل السياسة !
فنجان (6)
وفي الصحراء!
كان فنجان القهوة من أساسيات خيمة البدوي !
وكان عند العرب عادة معروفة !
ان يتوقف الضيف عن احتساء القهوة حتى يتم تلبية طلبه !
فيقوم صاحب البيت بتلبية الطلب له
تجنبا للعار الذي قد يلحق به ان لم يقم الضيف بشرب قهوته
وفي الخليج لابد ان تهز فنجانك
حتى تتوقف عن احتساء القهوة
فهز الفنجان بمثابة قول : شكرا / وكفى !
فنجان (7)
ومع مرور الوقت / تتغير أشكال وأحجام الفناجين كثيرا !
لكن الأكاذيب مازالت متشابهة
بدءا بالدوائر المغلقة / وانتهاءا بخط العمر والحظ !
فلم يختفي من الفناجين سوى الطعم الحقيقي للقهوة !
بعد ان أدخلوا على القهوة الكثير من النكهات والألوان
تماشيا مع جيل بلا هوية !
ولم يعد فنجان القهوة رفيق البدوي فقط !
فنجان ( 8 )
وكثيرا ماأتساءل / وغيري كثير !
ماالرابط لدى البعض بين فنجان القهوة
وصوت فيروز ؟
ولماذا يصبح للقهوة طعم آخر على جبل لبنان
ولماذا يختلف كثيرا مع صوت فيروز !
فهل يتحول فنجان القهوة يوما إلى مجرد ذكرى من
طقوس الزمن الجميل !
في زمن التدخين والشيشة .. وأم الكبائر ؟
فنجان ( 9)
وآخر الفناجين !!
لماذا تحول فنجان القهوة الذي كان مظهرا من مظاهر الثقافة
الى مظهر من مظاهر الصداع !
ولماذا دائما للفنجان قارئة ! وليس قارئا؟
هل المرأة أكثر قدرة من الرجل
على الخيال / والتأليف / والكذب ؟وبيع الأحلام المستحيلة ؟
راق لي
احســــــــــــــــــــــــــــاس
|