أيامٍ قلائل وينتهى عامك الحالي .. ويطوي سجله ويختم عمله .. و ها أنت على باب عامٍ جديد الله أعلم بحالك فيه فهنيئًا لمن أحسن فيما مضى واستقام .. وويلٌ لمن أساء وارتكب الإجرام .. - مع كل اقتراب جديد تنمو آمالٌ وتزدهر طموحات ومع كل موسمٍ يفتح ذراعيه إليك تفتح أنت صفحة جديدة فى حياتك فإما أن تزرعَ فيها أزهارًا ورياحين وطيورًا مغردة وإما أن تحشوها بالإخفاقات والفشل يقول ابن القيم - رحمه الله - (( السنة شجرة والشهور فروعها والأيام أغصانها والساعات أوراقها والأنفاس ثمرها فمن كانت أنفاسه فى طاعة فثمرة شجرته طيبة ومن كانت فى معصية فثمرته حنظل وإنما يكون الحصاد يوم المعاد فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها )) ومع ذلك فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شيء من داخل النفس، والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وصبر لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت ولا تصرفه وفق هواها، بل هو يستفيد منها، ويحتفظ بخصائصه أمامها... ونحذرك أن كل تأخير لإنفاذ منهج تجدّد به حياتك، وتصلح به أعمالك لا يعني إلا إطالة الفترة الكآبية التي تبغي الخلاص منها، وبقاؤك مهزومًا أمام نوازع الهوى والتفريط فاعزم أمرك واستعن بالله وابدأ بداية جديدة بتصرف