بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصيدة جديدة للشيخ عائض القرني ... في الدفاع عن الصحابة ...رائعه
الدفاع عن الصحابة واجب أمام هجوم الحاقدين فحق الصحابة علينا حبهم والترضي عنهم والدعاء لهم ومعرفة فضلهم.. من هنا كانت هذه القصيدة ردًا على بعض الأغرار الأغمار الذين نالوا الصحابة الأبرار..
.
دع عنـكَ لومـي يا حسود وأبعـدِ
فأنـَا على نـهـج النَّبيّ محمــدِ
قضّيتُ في عـلـمِ الرسولِ شبيبتي
ونهلـتُ بالتعليـمِ أعـذبَ مـوردِ
تـابعتُ أصحابَ الحديـثِ كأحمـدٍ
وكمالكٍ ومسـدد بـن مسـرهـدِ
وبرئتُ من أهـلِ الضلالِ وحزبهم
أو رأي زنديـقٍ وآخـر ملـحـدِ
ونبـذتُ رأي الجهم نبـذَ مسـافرٍ
لحـذائه والجعــدِ عصبة معبـدِ
لا للخـوارجِ لستُ مـن أتباعهـم
هل أرتضي نهـج الغوي المفسـدِ
والمرجئون نفضـتُ كفـي منهمو
والصـقر لا يأوي لبيت الهـدهـدِ
والسّــب أخلعهُ وأخلـعُ أهـلـه
هـم أغضبوا بالسبِ كـل موحـدِ
كتـبُ ابن تيمية حسـوتُ علومها
ونسختُهـا في القلبِ فعـل الأمجدِ
ومع المجـددِ قـد ركبـتُ مطيتي
مـن نجدِ أشرقَ مثل نورِ الفرقـدِ
لا تسمعـنَّ لحاسـدي في قــوله
والله ما صـدقوا أيصدقُ حسـدي؟
والله لـو كرِهتْ يـدي أســلافنا
لقطعتها ولقُلـتُ سُحـقاً يا يــدي
أو أن قلبــي لا يُحـبُ محمــداً
أحرقتـهُ بالنَّـار لـم أتــــردّدِ
فأنا مـع الأسلاف أقفـو نهجـهـم
وعلى الكتـاب عَقِيـدتي وتَعبـدي
فعلى الرسولِ وآلـه وصحابـــه
مني السـلام بكل حـب مسعــدِ
هـم صفوة الأقوام فاعرف قدرهـم
وعلى هـداهـم يا مـوفق فاهتـدِ
واحفظ وصية أحمد في صحبــه
واقطـع لأجلهم لسـان المفســدِ
عرضي لعرضهمو الفداء وإنهــم
أزكى وأطـهر من غمام أبردِ
فالله زكاهـم وشرّف قـدرهم
وأحلهـم بالديـن أعـلى مقعدِ
شهدوا نزول الوحي بل كانوا
له نعم الحماة من البغيض الملحدِ
بذلوا النفوس وأرخصوا أمـوالهـم
في نصـرة الإسـلام دون تـرددِ
ما سبـهم إلا حقيـرٌ تـافـهٌ
نـذلٌ يشـوههم بحقـدٍ أسـودِ
لغبـارُ أقدام الصحابة في الـردى
أغلى وأعلى من جبـين الأبعــدِ
ما نال أصحابَ الرسول سوى امرئ
تمـت خسارتـه لسـوء المقصـدِ
هـم كالعيـون ومسـها إتلافـهـا
إيـاك أن تدمـي العيـون بمـرودِ
من غيرهم شـهد المشاهد كلهــا
بـل من يشابهـهم بحُـسن تعبـدِ
ويـلٌ لمن كان الصحابة خصمـَه
والحاكـمُ الجبـارُ يـوم الموعـدِ
كل الصحابة عادلون وليس فــي
أعراضهم ثـلبٌ لكـل معـربــدِ
أنسيـت قـد رضي الإله عليـهـم
في تـوبةٍ وعلى الشهادة فاشهــدِ
فإذا سمعت بأن مخـذولاً غـــدا
في ثلبـهم فاقطع نياط المعتــدي
حـبُ الصحابة واجبٌ في ديننــا
هم خير قرنٍ في الزمان الأحمــدِ
ونكـفُّ عـن أخطائـهم ونعدّهـا
أجراً لمجتـهدٍ أتى في المسنـــدِ
ونصونـهم من حاقـدٍ ونحـوطهم
بثـنائنا في كـل جمـع أحشــدِ
قد جاء في نص الحـديث مصحّحاً
الله في صحبي وصية أحمــــدِ
فبحبـهم حـب الرسـول محقـق
فاحـذر تنقصهم وعنه فأبعــــدِ
هـم أعمـق الأقـوام علماً نافعـاً
وأقلـهـم في كلفـة وتشــــددِ
وأبـرهم سعيـاً وأعظمـهم هـدىً
وأجلهـم قـدراً بأمسٍ أو غـــدِ
وأسدّهـم رأيـاً وأفضلهـم تقــىً
طـول المدى من منتهٍ أو مبتـديِ
قـول ابن مسعـود الصحابي ثابتٌ
في فضلهم وإذا رويت فأسنـــدِ
وعلامـة السنّي كثـرة ذكـرهـم
بالفضل إنّ الفضل تاجُ مســـوّد
ثـم الـدعاءُ لهـم وبثُ علومهـم
وسلـوكُ منهجهم برغم الحســّدِ
وبـراءةٌ من مبغضيهـم دائـمــاً
والكـره للضلاّل والرأي الــرديِ
ووجـوبُ نصرتهم على أعـدائهم
من حـاسـدٍ أو حاقـدٍ أو ملحـدِ
يا لائمي في حـب صحبِ محمـدٍ
تبت يـداك وخبـتَ يوم الموعـدِ
نحـن الفـداء لهم وليت فـداؤنـا
أعداءهـم خيـرٌ بشـرٍ نفتــدي
طهّـر لسانـك من تنقصهــم ولا
تسمـع لنـذلٍ للغـواة مقـلـــّدِ
واذهب مـع الأسلاف في توقيرهم
لصحابةٍ والـزم هداهـم تسعــدِ
واركب سفينة نوح تنجُ من الـردى
فالسنة الغراء حصنُ مـوحـــدِ
هو مذهب الأخيار كابن مسيــّبٍ
وكمـالـكٍ والشـافعيّ وأحمــدِ
ولابـن تيـميـةٍ كـلامٌ صـادقٌ
في سِفره المنهاج في حرب الـردي
من سبهـم فالفيء عنه محـــرّم
بـل ليس من أتباعهم هو معتـدي
واقـرأ كلاماً في الإصابة رائعــاً
وكذا ابن عبد البر إذ يشفي الصدي
وانصت إلى الذهبيّ في أخبــاره
عن فضـلهم وكذا المحـب وأوردِ
لابـن الكثيـر فـإنـه ذو سنّــة
وعليـه في نجـدٍ كـلامُ مــجددِ
في لمعةٍ والواسطيـة نهجـنـــا
فعلى قواعـدها بنانك فاعقــــدِ
رتـب منازلهم على ما جاء فــي
تفضيـلهم واحـذر كلامَ مفنـــدِ
فالراشـدون أجلهم قـدراً علــى
ترتــيبــهم بـخـلافـةٍ وتسيّد
ومبشّـرون بجنـةٍ فضّلهمـــو
وكمن أتى بدرًا بحسن المشهـــدِ
ولبيعـة الرضـوان فضلٌ زائــد
ولأهل بيت المصطفى خيرُ النـدي
يا رب أنقـذ صحبـه من ظـالـمٍ
من يُنجد المظلـوم إن لـم تُنجـدِ
فالله يجمعـنا بـهـم في جـنــةٍ
في مقـعـدٍ عنـد المليـك مخلّـدِ
د. عائض القرني