بما أننا بشر نعيش في كوكب يدعى الأرض ويلفه كون لا يعلم الا الله مداه وطبيعته
بما أننا بشر نعيش في أرض كل ما فيها متغير في كل لحظة بل هو متغير قبل نهاية اللحظة فلماذا نفكر هكذا؟
لماذا يميل الانسان منا الى تثبيت كل شي حوله في الوقت الذي خلق الله فينا وحولنا كل شئ متغيراً متحولاً
يخلقنا الخالق بطريقة متجددة في كل لحظة .
نولد من نطفة ثم نتحول بسرعة هائلة الى تركيب يسمى الجنين ثم نخرج للعالم من بطون أمهاتنا صغاراً نتغير في كل لحظة ونكبر ويكبر معنا كل شئ ثم نصل الى مرحلة يقال فيها لنا أننا نضجنا وعندها نحاول بقدر استطاعتنا أن نعمل على التثبيت
تثبيت أي شئ وكل شئ
نثبت أفكارنا على أنها شئ صحيح غير قابل للتحول
نثبت نظرتنا لمن حولنا وما حولنا على أنه غير قابل للتغير ندخل في حرب لاثبات أننا نحن الصحيح وغيرنا هو المخطئ على كل المستويات رغم استمرار تدفق الوقت علينا وبالتالي استمرارنا بالتغير شئنا أم أبينا
وقد يمر العمر كله قبل أن نقف ونفكر ( كل شئ متغير ولا شئ بديهي في هذه الحياة) وعندما نفكر( اذا فكرنا ) نستنتج كم أخطأنا في تثبيتنا لاشياء كان يمكن أن نراها من زاوية أخرى وأن نستفيد أكثر وبما أنني أمر في مرحلة مراجعة لكل ما حولي وما أفكر فيه فأنا أقول اليوم
ليس هناك ثابت في هذه الحياة
العمر غير ثابت مثلاً ( فعندما سأقول لك عمري وبينما أنا منهمكة في القول ستمر لحظة أو لحظات ستقط من الحساب )
الجسم الذي منحني اياه الخالق غير ثابت وبكثرة حيث أنني عندما أكتب هنا الان كبرت وعندما كبرت هناك آلاف الامور تغيرت في حالة جسدي
الحب والكره وكل العواطف المرافقة لحياتنا غير ثابتة فنحن في الوقت الذي نحب فيه أمراً أو أحداً نكن له ان بحثنا جيداً نوعا من الكره يتداخل مع حبنا
هكذا اذا امتلكنا الوقت لمراجعة أشيائنا الثابتة سنكتشف أن لا شئ ثابت ولا شئ يمكننا أن نقيس عليه سوى وجودنا هنا في هذه اللحظة ( المتداخل مع أشياء كثيرة أيضاً )
لماذا اذا نحاول التثبيت دائماً والاستكانة الى أمور وصل اليها غيرنا بافكارهم المتغيرة أيضاً
اذا استدركنا وفكرنا أيضاً نرى أن كل المتغيرات الواضحة التي حصلت مع الانسان وعبر الزمن هي نتيجة لعدم ايمان اشخاص بالتثبيت ولو أنهم آمنوا أنها ثابتة لما تقدمت البشرية أبداً
بعد كل هذا يبقى السؤال ملحاً جداً ومهماً
لماذا نفكر هكذ؟