فاطمة... ضحية عنف جديدة... جسدها تلوّن بـ "الجروح" بفعل ضرب الزوج
عاجل( متابعة)-
على السرير الأبيض، ترقد فاطمة وهي مواطنة سعودية وجسدها مغطى باللونين الأحمر والأزرق، وهي نائمةٌ بصمت، فالألم المنتشر في جسدها يصرخ وحده، وإن لم تتكلم شاهداً على حكاية عنف زوجية جديدة.
فاطمة المواطنة السعودية في العقد الثالث من عمرها، ذهب نصف عمرها في كظم الغيظ ومعاناة الألم، وحين لا يكون للألم نوافذ يصرخ منها يتفجر الدم حتى يطغى على لون الجسد الطبيعي.
بهدوء تحكي فاطمة معاناتها لـ «الحياة» تارة تتكلم وتارة تبتلع ريقها لتكمل قصتها بخوف وعيون زائغة تترقب، تقول: «تزوجت منذ أكثر من 12 سنة وأنجبت من زوجي طفلتين، الكبرى في عمر 11 سنة، والصغرى خمس سنوات، وعشت معه على مضض فهو طوال الوقت بلا وعي، حاولت مراراً وتكراراً الفرار منه واللجوء إلى القضاء خوفاً على نفسي وعلى طفلتي لكن لم أجد من ينصفني، فالقاضي يقول لي الأطفال من حقه، كما أنه أخبرني إذا تنازلت عن القضية سيطلقني، وتم التنازل ثم طلقني الطلقة الأولى، بعدها جمع أعيان القبيلة وأتى إلى والدي يرجوه أن أعود إليه ويدعو على نفسه، ومن أجل أطفالي عدت إليه بعد أن اشترطت عدم التعدي علي بالضرب، وأقسم على ذلك بشهادة الشهود وكتب تعهداً بذلك، لكن مع الأسف ذهبت وعوده وأيمانه أدراج الرياح».
وأضافت: «استمر في ضربي بسبب ومن دون سبب، وكنت أكتم ذلك خوفاً على صحة أمي فهي مريضة وأخاف أن تقلق علي».
مسلسل العنف وصل لذروته قبل يومين، إذ تقول فاطمة التي فجعت بعنفٍ جديد وهي حامل في الشهور الأولى: «أقفل علي باب الغرفة»، وقال لي: «ليه شايفة نفسك علي؟»، وبدأ يضربني وهو في حالة غير طبيعية، ثم عراني من ملابسي وبدأ بضربني بـ «مفك» على سائر جسدي، قائلاً: «سأقوم بتشويهك حتى لا ينظر إليك أحد، وكانت ابنتي الكبرى «لجين» تبكي، لكن لا تستطيع فعل شيء، إذ إن الخوف في المنزل كان مسيطراً على الجميع».
وتشير فاطمة إلى أن زوجها حطم هاتفها المحمول خوفاً من أن تشكو ما يفعله بها إلى أحد، تبكي حالها. واستطردت: «يشاء الله أن يغفو، لتكون فرصتي للهرب، هربت وأنا أنزف دماً، ووجدت شاباً صغيراًً لا يتجاوز عمره 12 عاماً ورجوته أن يوقف لي سيارة أجرة، فأخبرني أنه لن يقف لي أحد وأنا في هذا الوضع، وسار بي إلى منزل شقيقته حتى قمت بالاتصال بشقيقتي، بعدها فقدت الوعي ولم أجد نفسي إلا وأنا هنا أدعو الله عليه بكل ما أوتيت من قوة متبقية لي». وطالبت فاطمة المسؤولين وولاة الأمر بالنظر في وضعها، وإنصافها بمجازاته، خصوصاً أنه هرب بابنتيها وهي تخشى عليهما أيضاً وعلى نفسها، وقالت: «أتمنى أن احتضن بناتي وأن أجتمع معهم في منزل لنا وحدنا من دون خوف وألم، وأكمل تعليمي الجامعي الذي أخرجني منه وأحصل على وظيفة تحفظ كرامتي وأطفالي».