عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-2011, 02:03 AM   #1


الصورة الرمزية الحريصي
الحريصي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1637
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 04-25-2021 (05:01 AM)
 المشاركات : 6,254 [ + ]
 التقييم :  71585824
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي يالهذه الردود القاسيه..



سأل طفل أمه ذات يوم لم السماء صافيه ؟
فابتسمت الأم وقالت على الفور لأن البشر لا يعيشون فيها.
يا الله ما أقسى هذا الرد وما أشد ما يتضمنه من معان غاية في الخطورة .
ترى أين مضامين الجمال المحسوسة وغير المحسوسة في هذه الإجابة والاستجابة.
هذا الرد التعميمي الفوري يجعلنا نكاد نجزم أن طريقتنا السلبية التي تعودنا عليها وألفناها في توصيل الرسائل لأطفالنا هي من ترسم الصورة الذهنية الخاطئة أو القاصرة للأشخاص والاشياء من حولنا، وهي ما يجعلنا ننحاز لأفكارنا وتجاربنا السيئة والخاطئة من خلال حتى الأطفال الأبرياء الذين لا يستطيعون التمييز أو مجرد التفكير في مدى صحة ما سمعوه من عدمه.
والا فما المانع أن يكون هناك رد أفضل وأكثر تفاؤلاً وإيجابيه للطفل، ما المانع أن يكون الجواب على مثل هذه التساؤلات مدخلاً مناسباً وجيداً لبداية حوار هادف مع الطفل.
ترى لماذا ننقل تجاربنا السيئة والسلبية مع الطرف الآخر وكأنها مسلمات؟ لماذا هذا التعميم القاسي على البشر كلهم وكأنهم سواسية؟
أين الذوق في الردود واستقبال الأسئلة البريئة واحتوائها بكل هدوء والتعامل معها بحكمه.
ترى هل البشر كلهم أشرار لهذه الدرجة التي يمكن لهم من خلالها أن يلوثوا السماء ويذهبوا بصفائها وجمالها لو كانوا عاشوا فيها فعلاً؟
كيف لنا أن نتصور تعامل هذا الطفل بعدما يكبر مع اسرته وأطفاله؟ وكيف نطالبه بالأجمل والأفضل والأمثل وهذه تصرفاتنا معه وإجاباتنا على أسئلته البريئة.
ألسنا بتصرفاتنا تلك نجني ما نغرسه خيراً أم شراً، حلواً أم مراً، جميلاً أم قبيحاً.
نحن مع الأسف لا نهتم كثيراً بإسلوب تعاملنا مع الطرف الآخر، واطفالنا على وجه التحديد.
وبالذات في الأمور الذوقية التي تهذب النفس البشرية منذ الصغر، ولا نحرص على تقديم الردود المناسبة الذكية الت من شأنها أن تساعد الطفل في التفائل والأمل والتفكير وعمق التحليل، وكل همنا أن نعم تجابنا السابقة السلبية والسيئة والسلام.
لأننا باختصار لسنا على وفاق مع الطرف الآخر أو غير راضين عنه أو هكذا هو واقعنا.
أليس هذا محزناً؟ لا أدري ولكن هذا يبدو لي.
همسه:
نحن حين نساعد الآخرين على رؤية جماليات الحياة من حولهم نكون قد ساهمنا في نشر لغة التفائل والأمل.




م/ن
وللجميع خالص تحياتي الحريصي...


 

رد مع اقتباس