مــــــــــشــــــــــــأعر مــرفـــــوضــــه
كم أصبح شوقي مغترباً في زمن الثلج الأسود والعُقم المالح والأشلاء .. قد كنت أغني دوماً
لرحيل دمي عن جرح أرهق ذاكرتي بجموع الخيل .. فلماذا يؤلمني رأسي ؟؟؟
ولماذا تصبح أحلامي شفقاً للويل ؟؟؟
كثيرا ما كنا نصفق للدنيا والمطر الحافي حسب روايات الطقس .. تباً للطقس .. تبا للصوت الآثم
حينَ يصيحُ :
كونوا أولادا لُقطاء .. كونوا أوتدةً لخيام الجوع ...
نحن لسنا ضد مصادرة الحب الشخصي وضد شيوع الدم .. صعب أن نجعل من سنبلة القمح ملاذا
للتيه وجُحرا للتقوى .. فكثيرا ما كان حديث النفس يجعلنا عاصمة للعشق وأحلام الفقراء ...
آه ما أسهل أن تسقط عاصمة الفقراء ... آهٍ ما أسهل أن أتداعى في زمن تستيقظ شهوته عبر الجفنين ..
مشاعرٌ محرّمةٌ موجودة في قلوبنا وعقولنا بكثرة ونحن نعتبرها أمور هامشية في حياتنا .. موجودة
في عدة أمور ...
- عندما تميل في شعوركَ وأنت متزوج تجاه امرأة أخرى ثم تنظر لسواهما وتتبع هذه وهذه بحجج مختلفة
وتقول بأن الدين يبيح لي أربعة نساء .. لكنك لن تكتفي بعدها بأربع نساء ولن تعدل بين أربعة نساء ..
تهجر وتترك وتتعالى وتبيع حبيبتك للغير في سبيل المصلحة المادية كانت أم المعنوية ... أليس حراما
عليكَ أن تخلع امرأة من زوجها وتذهب بعقلها في ادراج الرياح لماذا لا تعصم نفسكَ وتنجو منها ...
- عندما تميلي لغير زوجك أو خطيبكِ لأي سبب كان وأنت ما زلتِ على ذمته وتأتين لنفسكِ بالأعذار
وتبرري وتستنكري وتهجري وتخاصمي ثم لا ترضين .. مَن غيركِ يستر عورة خوفه حين يصادره رعب الليل
مَن غيرك يقرأ مأساته في دفتر هذا الزمن العاري .. ويخبره عن ساحة طهر تأويه ...
غادرتِ يوما من دمهِ .. فسبحتِ في بحر الخرافة والمدى .. وتركتِ دمعا جامدا في مقلته ليصوغ
من ألمهِ المعظم منتدى ... ماذا تبقى في هذه الدنيا الخراب سوى الردى ... انه عرس مثنى منحَ
الشيطان تصريح انفعال عندما أصبحتِ خمراً ارتوى منه وأسقى شفتيه ..
- عندما تكون مسؤولا في إحدى الدوائر الحكومية ويقوم أحد الموظفين بالتساهل في عمله والتواطؤ
مع المراجعين ماذا سيكون منك ؟؟ هل ترحمه أم تعاقبه ؟؟؟ إذا رحمته فأنت صاحب رحمة كاذية لأنك
شجعته على الرذيلة والفساد .. شجعته على التواطىء مرات ومرات .. أليست هذه مشاعر محرمة
منحتها لغيرك وتقاسمتما ألم المصاب ...
- المعلم الذي يرحم الطالب ويعطيه الدرجات العليا لأنه شعر بالميل لهذا الطالب .. بالمقابل فقد أخذ
هذا الطالب الضعيف حق غيره من المجتهدين الذين تعبوا طوال العام .. فالمعلم بهذه الصورة هو أسوأ
معلم .. لأنه امتلك تلك المشاعر المحرّمة ...
- أليس التعاون مع اعداء الإسلام ومشاركتهم والتفاعل معهم والحزن على مصابهم هو نوع من
الشعور المحرّم ...
- أليس الرأفة على من انتحر وأودى بنفسه للتهلكة شعور محرّم ..
كثيرة هي المشاعر المحرّمة .. وما زلنا نلاحق الموت بخيال المراهق ... ما أشقانا ...
فلتصحو أيها الرجل ولتزل عن عينيك غبار الأزمنة وابتعد عن انثى تعرف تماما كيف تقتلك بصدق وتبيعكَ
بشرف .. وأنتِ أيتها الانثى .. لا تسقطي في مقلتاهُ ليصير دمعكِ ساخنا مثل رشفة قهوته المبجّله ..
ويصير وجهكِ شاحبا مثل جلبابكِ المجيد ...
- هل تسمع لوشوشات قلبك الغافي ثم تتوظأ بالحزن ... لماذا تعشق الليل وانت تعرف أن الشموع
بعيدة عن راحتيك .. إننا لا نعرف ماذا يعني أن نكون أخلاقيين في زمن يجبر القطط على ارتداء المايوه
ويعلم الكلاب مبادىء السباحة والبرجوازية العمياء ...
تحياتي لكم