مدخل:
"يا مولاي، رُدَّني؛ لقد بعتَنِي إلى قوم لا يقومون الليل..
ولا يصلون إلا الصلواتِ الخمس..!".
حين تسكن النفوس وتنام العيون... تهجع في سبات عميق.. !
هو نفسه الوقت في مكان آخر تركن ضعاف النفوس إلى شهوات الدنيا.. ولذاتها العجيبة.. مجاهرة أو إسرار وضحكات تمزق سكون الليل وتنتهك حرمته..!
...
على بعد أو قرب منه..في سكونه ..حين تصفو الروح وترق المشاعر ..في مناجاة ذكر وابتهال..!
..
تذرف دموعا جما وقلب يهفو شوقا لما عند ربه..
{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [الزمر:9].
هل من فرحة توازي فرحة مناجاة قلب ولذة روح .. حين تغسل نفس من أدران باتت ثقيلة الحمل ما عادت تطيقها.؟!
أتود يوما أن تعيش نعيما كنعيم أهل الجنة.. لا شيء يشبهه إلا وقت قيام الليل.!
هي لذة باقية.. حلاوتها تعيشها النفس تشتاق لها..
عرفها الصالحون "إذا غربتِ الشمس، فرحتُ بالظَّلام؛ كي ينام النّاس؛ فأخْلُو بالله، عزّ وجلّ".
نور الوجه .. راحة البال .. غفران ذنب.. سعادة عيش..
سُئِل الحسنُ البصريُّ "لماذا المجتهدون بالليل أجملُ النَّاس وجوهاً"؟
قال: "لأنهم خَلَوْا بالرحمن؛ فألبسهم الله من نوره".
آه إن طوقتنا الذنوب عن لذة المناجاة.. وذرف الدموع والتقرب بالسجود. وكبلتنا عن زاد لسفر طويل..؟
لا سعادة ونشوتها في دنيا ولا فوز بأخرى...!
فالبدار.. البدار..
فنور في الدنيا... جنة في الآخرة...
مخرج"
قال سبحانه:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}
اللهم اجعل لنا نورا .. وارزقنا طاعة خلوة.. وصلاة في ظلمة الليل..
اللهم اشغلنا بمناجاتك .. ولذة الدعاء والابتهال اليك..
حين انشغل غيرنا بمعصيتك.. ومجاهرة المعاصي..
اللهم ارزقنا الاخلاص وازرعه في قلوبنا زرعا..
واقلع الرياء من قلوبنا قلعا..
اللهم آميـــــــــــــن..