لطالما تبادر الى ذهني موضوع الخيانة.. و لطالما فكرت فيه, كلما اتيحت لي
الفرصة و انا اتقلب صفحات الكتب و المجلات او اسمع احيانا كلام هنا و هناك
عن هذا الموضوع, فاقول في قرارة نفسي لماذا نخون؟؟ و لماذا اصبح الخداع
هاجسنا و محركنا الرئيسي؟؟
اذا كانت الاسباب متعددة و الدافع-كما يسميها اصحابها الظروف- متعددة,
يبقى المسمى واحد و المعنى واحد و النتيجة واحدة.. اقول اذا كان الانسان
في بداية كل سنة جديدة يتمنى العيش بهناء و سلام و وئام مع من يحب, لماذا
يلجأ اذا لى اختلاق الاكاذيب و الاعذار الوهمية لتزييف الحقائق و اظهار
الامور على عكسها.. لماذا نلجأ الى التحايل عوض مواجهة الامور؟؟ لماذا لا
نفعل ما يريحنا اذا كان الامر الاخر يؤرق مضجعنا؟؟ لماذا نبحث عن المستحيل
و المحال و نحاول تعقيد حياتنا بكل سهولة, ليس لشيء سوى لاننا انانيون
بطبعنا و لا نرضى بما قدره الله لنا؟؟ لماذا نبحث دائما عن المجهول في
الدنيا الضياع و الهلاك؟؟ لمذا نصنع الخدع و نتخيل اننا سنعيش بسعادة تامة
و سنحقق المعادلة الصعبة؟؟ هل نضحك على انفسنا ام نضحك على الزمن ام نحسب
اننا اذكياء اكثر من اللازم؟؟ فكما يقول: المثل " تستطيع ان تخدع بعض
الناس لبعض الوقت, لكنك لا تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت", فهيهات من
هذا المصير و هيهات من العواقب, فانها تكون اشد على النفس من السيف
المهند, و تسبب الخسران الذي ما بعده خسران!! فمهما بلغ المرء من دهاء و
مكر و مهارة في الضحك على ذقون الناس, لكنه لا محالة ستكشف حقيقته مع مرور
الوقت, و يصير عرضة للسخرية و المهانة.. لان الله سبحانه و تعالى دائما
ينصفنا من ذوي النيات السيئة, الخبثاء, الذين يحسنون التمثيل هنا و هناك و
اظهار نقائض الامور, حتى انك تخالهم ملائكة تمشي على الارض, تسطع براءة و
صفاء و نورا, يعشقون اللعب بالنار و اظهار انهم دائما على حق, هذه هي
حقيقة الخائن.
اشكرك اختي / احساس
على هذه الخاطره التي كان لها الوقع في نفسي
لاعدمنا قلمك ورقيك الجميل
واتمنى انني وفقت في الرد على الموضوع
ودمتي بخير
اسير الصمت