لــ مكان احبه .. جدا..
دخلت اليه.. منذ ثلاث سنوات..
وعشت بين اوراقه.. كل يوم..
كنت اكتشف ذاتي داخله..
كنت اغوص في ذاكرتي داخله..
كنت اخاطب قلبي وعقلي داخله..
وكان يسمعني على الدوام..
لا يترك لي مجالا لأهرب بعيدا.. او لأغادر حاملة حقيبتي بيدي..
او لأشعر اني لا اجد من يسمعني..
كان دوما حاضرا بزواره واعضاءه وادارته.. لمشاركتي الهمس على ورق..
ولمشاركتي الكلمات.. والخربشات.. وحكايات القلب والعمر..
كنت اشعر دائما اني انتمي اليه..
رغم كثرة الاماكن حولي..
كان يعيدني دوما الى اوراقه هنا والى زواياه والى ناسه واهله.. غصبا عني.. وبإرادتي..
ربما لانه منحني حق بناء بيتا صغيرا خاصا بي داخل هذا البيت الكبير، بيتا صغيرا وجميلا كل ما به على ذوقي.. جدرانه على ذوقي.. اوراقه على ذوقي.. الوانه على ذوقي..حتى من يشاركونني به على ذوقي وكما احبهم ان يكونوا..
لم يتدخل ابدا في اي امر في بيتي الصغير..
ترك لي حرية الاختيار وحرية القرار.. ومنحني الثقة اني صاحبة هذا البيت.. وان لدي حق التغيير متى اردت وأنَى إحتجت..
كان مكان كريما جدا.. ورائعا جدا.. ودافئا جدا..
ولم يكن من مجال لأرحل من هكذا مكان يحبني كما احبه.