هل بإمكاننا الفصل
عمل "محمد" بعد مجهوداته المستمره في تطوير ذاته وقدراته الوظيفية حتى اصبح "مديرا لأحد الاقسام " في الإداره التي يعمل بها وكانت الاقدار قد جمعته هو وابن عمه "احمد"الذي كان يعمل موظفاً عادياً بنفس الاداره فكان "محمد" يعامل ابن عمه احسن تعامل من حيث احترامه والتودد له وكان لايشعره او يحسسه بأنه أفضل منه في الإمكانات الوظيفية، ومحاولة كسب وده، إلاّ أن "احمد" كان لايلقي بالا لذلك ، فقد كان يكثر الزيارات لابن عمه في مكتبه، تاركا مكتبه وعمله وهذاالأمر كان يحرج "محمد"، واحيانا كان "احمد" يطلب منه بعض المميزات والإجازات وذلك من منطلق صلة القرابه ، حاول "محمد"أكثر من مره أن يغير من شخصية ابن عمه الذي لم يفرق بين الأمور الشخصية عن امور العمل، حتى اصبح "احمد" كثير الغياب والتأخر عن وقت الدوام والتساهل في أداءالواجبات المناطه اليه وذلك لأن رئيسه في العمل هو ابن عمه، حتى طفح الكيل عند "محمد" فكتب خطاباً ،ينذر فيه "احمد"، وقال له أنه إذا لم يلتزم في عمله ويلتزم بأوقات الدوام فإنه سيظطر يكتب فيه لشؤون الموظفين ليتخذو معه الاجراءات اللازمه كالخصم من راتبه وغيره، وما أن قرأ "احمد" الخطاب حتى جن جنونه، ودخل إلى ابن عمه في مكتبه رافعا صوته عليه، متهجما عليه ببعض الكلمات يذكره بقرابة الدم التي بينهما وانه لم يراعيها ولم يحترمها، فقام "محمد" يُفهم "احمد" أن عليه فصل الأمور الشخصية عن امور العمل، ولكن ابن عمه لم يتفهم الوضع وقام يهدد ابن عمه "محمد"بأنه سينقل "سالفة الخطاب" إلى اهله وكل افراد العائله، ليخبرهم عن تكبره عليه وعدم مراعاته القرابة وعدم مساعدته له
اخواني لخصت لكم هذه القصه لتكون مدخلا لموضوعنا
اعزائي هناك الكثير ممن لا يستطيعون فصل الأمور الشخصية عن العمل، وهناك من يجامل ومن يداري ومن يمنح المكافآت ومن يتغاضى عن أخطاء البعض؛ كل ذلك يحدث عندما تربطنا علاقات شخصية اما من ناحية صلةالقرابة أو الصداقة أو ربما المصلحة، متجاهلين أن الأمور المتعلقة بالعمل لابد أن تحكمها الموازنة والامانه في العمل وأن علينا ان نؤدي عملنا بالشكل الكامل على وجه الحق دون أن نتأثر بعلاقتنا مع الآخرين، فليس من الانصاف والعدل أبداً أن ندخل تأثيرنا الشخصي في تعاملنا الوظيفي مع أحد، حتى وإن كان هذا الشخص تربطنا به علاقة حميمة، وود كبير.
فمن الملاحظ ان هذاالأمر اصبح منتشراً وخاصة في مجتمعاتنا العربية، وأن قضية الفزعة تغلب على طابع العمل، وهنا تتحول من مجرد مشكلة أفراد إلى مشكلة مجتمع بصفة عامة، والسر وراء ذلك أن هناك من يوضع في مكان وهو غير كفؤ له بناء على صداقات وعلاقات اسريه فأنا لا انكر أننا جميعاً قد نبدي كثير من التعاطف مع من يعني لنا وتربطنا به روابط اخاء ودم وصداقه وحتما سنجاملهم لكن في حدود المعقول فالمشاعر التي نشعرها تجاه البعض لابد أن لا تتسبب في الضرر بالآخرين، فمن الطبيعي أن يكون لديك قريب في العمل أو صديق حميم أو شخص تكن له شيئا من المعزه، ولكن الانتاج هو الأههم .
السؤال هنا : هل بإمكاننا أن نفصل ونفرق بين الامور الشخصية، أياً كان نوعيتها، والأمور المتعلقة بالعمل؟.. وكيف؟؟
اترك لكم الاجابه
|