من الإنسان أولا ً إلى المرأة التي عبثت بقانون الجاذبية وأرغمت تفاحة نيوتن على تغيير مسارها
طاب مسائك ِ المفعم بالغياب .. وبعد :
بلغني ياحبيبة ُ أنك ِ مازلتي تتذكرين اسمي الأول وعدد الشعر الذي كان في رأسي عند آخر لقاء , وبلغني أنك ِ استيقظتي ذات صباح ٍ ويدك ِ على صدر رجل ٍ آخر مما أثار غضبك ِ وبصقت ِ على يدك عقابا ً لها دون أن يشعر ذلك الرجل , وبلغني أنك ِ ترتكبين خيانة العهد والميثاق الذي كان بيننا كلما نظرت ِ إلى عينيه , ألم نتعاهد تحت شجرة الزيزفون على أن تسيري قُدما ً ولاتلتفتي للوراء حيث الإنسان أولا ً يدوّن عدد الأوراق الصفراء التي تتساقط من تلك الشجرة في احدى مذكراته البائسة؟! , ألم أقل لك ِ أن زوجا ً في يدك ِ خيرا ً من حبيب ٍ تحت شجرة الزيزفون ؟ .
لا أخفيك أنني أصبحت الممتعظ الأكبر في تاريخ البشرية لما بلغني عنك , ومستاء من خيانتك العظمى لمعاهدة حفظ المستقبل من الضياع ! .
أما أنا من يوم رحيلك ِ قمت بايقاف ساعتي عن الدوران واحتفظت بآخر ورقة تقويم ٍ شهدت ذلك اليوم , لعل الزمن يتوقف أو يعود للوراء ! , لا أستطيع أن أصف ِ حالتي بالتحديد . أطرح أسئلة ً لا أعرف لماذا أطرحها وأجد خلفها إجابات لأسئلة أخرى , أخرج من المنزل وأنا أعرف إلى أين سأتجه وأعود وأنا لا أعرف إلى أين ذهب , أصبحت كثير الثرثرة والكتابة ولكن لا توجد أوجه شبه بين قلمي وقلبي فأنا كاتب ٌ كاذب وعاشق ٌ صادق , ما أكثر الأشياء التي أكتبها ولايهمني أن يفهمها الآخرون , لا أحسن التقدير ولكني أحسن التعبير دائما ً , أبتسم طويلا ً رغم الحزن والألم ولا أجد مبررا ً لذلك , أحاول جاهدا ً مساعدة الأشياء التي بلامعنى لإيجاد معنى يناسبها , أعرف طريق السعادة جيدا ً ولا أستطيع أن أسلكه . ليس هذا كل شيء , سأحتفظ ببقية الأشياء لأكتبها في الرسالة القادمة .
والسلام ختام
* ملاحظة : الرسالة الآن ملتصقة بطاولة المكتب بسبب تساقط قطرات من الشاي فوقها وطول مدة موكثها في انتظار ساع ِ البريد !!