الموضوع: كان ولاكون
عرض مشاركة واحدة
[/TABLE1]

قديم 02-29-2012, 08:02 AM   #1


الصورة الرمزية سعودي ودقولي التحية
سعودي ودقولي التحية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1636
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 09-16-2012 (03:25 PM)
 المشاركات : 12,032 [ + ]
 التقييم :  125
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي كان ولاكون



[TABLE1="width:85%;background-color:silver;border:4px groove teal;"]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
يصنف الحكماء حال اهل الايمان عند الدعاء الى فريقين فريق ينشط للعبادة عند المقتضيات من مكان او زمان....فتراه يشهد فى مكان خاص مشهدا يشوقه الى الدعاء والابتهال والتقرب بنوافل البر كالكعبة والمسجد النبوى وبيت المقدس ويشهد فى مكان اخر مشهدا ينسيه التقرب ويسليه عن التودد وذلك مثل الاسواق ومجالس اللهو ومجامع الغفلة ويكون ذلك التقيد بالازمنة ايضا فترى النشاط والهمة يقويان على عمل البر والقربات فى شهر رمضان والليالى المرجو فيها الخير فاذا انصرفت تلك الاوقات وانقضت تلك اللحظات فترت الهمة وكلت تلك العزيمة وذلك لان العمل مقيد بدائرة الفكر وهو مقهور بحيطته التى تحيط بها من زمان ومكان اما الفريق الثانى فهم اهل الاطلاق او اهل المشاهدات الذين ترقوا عن التكلف والاستحضار فانهم وقعت بهم عين اليقين بكمال التسليم على نور الحق المجلو فى الخلق وسر القيومية التى قامت بها العوالم فوقع بهم العلم على حقيقة الاسماء فاطمانت بها القلوب فتمكنت الخشية من افئدتهم والخوف من قلوبهم فهم مع الله لايغيب عنهم فى كل زمان وفى كل مكان لايخصصون مكانا بعمل دون مكان ولازمانا بعمل دون زمان الا ماخصصه به ربهم واوجبهم فيه خالقهم ولذلك ترى عزائمهم فى جد وهمتهم فى نشاط لان الامكنة والازمنة غير مقصودة لهم ولا معظمة فى قلوبهم وانما المقصود ربهم والمعظم امره وحكمه فاذا خرجوا من الزمان المخصوص بحكم ما والمكان المخصوص بامر ما . كانوا مع الله بلاكون لانه كان ولاكون وهؤلاء هم الانبياء والصديقين والصالحين الذين لاتحجبهم الايات ولاتبعدهم الكائنات فنزهوا ربهم سبحانه وتعالى عن ان يعظموا غيره او ينشطوا له فى وقت دون وقت او مكان دون مكان الا بما امر وحكم فلايكون التعظيم للمكان انما يكون للحاكم الامر سبحانه وتعالى وان كان الواجب على اهل هذا المقام ان يسيروا مع اهل مقام التقييد بما يناسبهم....تنشيطا لهم واعلاءا لعزائمهم حتى لايفوتهم فى كل زمان ومكان فرب ذكر بمكان خاص ايقظ القلب فقرب....ورب ذكر مع سهو عن المذكور ونسيان لمكانته اشتد فانسى الذاكر عن شئون نفسه وقذف به الى مرابض أنسه ....وانما المذموم غفلة القلب واللسان واحتجاب الجسد والجنان
 
 توقيع : سعودي ودقولي التحية





رد مع اقتباس