بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على النبي محمد صلى الله عيه وسلم
مدينة جدة (عروس البحر الأحمر)
تقع غرب المملكة على ساحل البحر الأحمر وتلقب بعروس البحر الأحمر، تُعد العاصمة الاقتصادية للبلاد، بلغ عدد سكانها حوالي 3.4 مليون نسمة
النشأة وسبب التسمية:
يقا ل أن أصل التسمية لهذه المدينة هو جُدة ( الجدة وهي والدة الأم )، وهذا ربما يؤكد أن حواء ( أم البشر ) دفنت في هذه المدينة التي نزلت فيها من الجنة بينما نزل سيدنا آدم في الهند و التقيا عند جبل عرفات.
التاريخ
ما قبل الإسلام
بعض دراسات علماء الآثار تشير إلى وجود سكان في المنطقة المعروفة الآن بجدة منذ أيام العصور الحجرية إذ وجدت بعض الآثار والكتابات الثمودية في وادي بريمان شرقي جدة ووادي بويب شمال شرقي جدة. بعض المؤرخين يرجع تأسيسها لبني قضاعة الذين سكنوها بعد انهيار سد مأرب عام 115 قبل الميلاد. يرى البعض أن جدة كانت مسكونة قبل قبيلة قضاعة من قبل صيادي أسماك في البحر الأحمر كانوا يعتبرون جدة مركزا لانطلاقهم للبحر ومقصدا لراحتهم. حسب بعض الروايات فإن تاريخ جدة يعود إلى ما قبل الإسكندر الأكبر الذي زارها ما بين عامي 323و356 قبل الميلاد .
في العهد الإسلامي
اختار عثمان بن عفان في عام 647 م المدينة كميناء رئيسي لدخول مكة المكرمة والوصول إليها عن طريق البحر وسميت في ذاك الوقت باسم بلد القناصل. يشير ابن جبير وابن بطوطة في رحلتيهما إلى أن المدينة ذات طراز معماري فارسي عندما زاراها.
يقول عنها المقدسي البشاري (توفي 990 م) صاحب كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم «محصنة عامرة آهلة، أهل تجارات ويسار، خزانة مكة ومطرح اليمن ومصر. وبها جامع سري، غير أنهم في تعب من الماء مع أن فيها بركاً كثيرة، ويحمل إليهم الماء من البعد، قدغلب عليها الفرس. لهم بها قصور عجيبة، وأزقتها مستقيمة، ووضعها حسن، شديدة الحر جداً».
ويصف الرحالة الفارسي المسلم ناصر خسرو جدة عندما زارها عام 1050 م بأنها مدينة كثيرة الخيرات مزدهرة بالتجارة باسقة العمران ووصف أسواقها بأنها نظيفة وجيدة وقدر عدد سكانها بحوالي 5000 نسمة
تبدل حال سكان مدينة جدة في القرن السادس الهجري فصاروا يعيشون في "شظف العيش" كما يقول ابن جبير (المتوفي 1217 م) فيخبر عن سكانها وديانتهم فيقول «أكثر سكان هذه البلدة مع ما يليها من الصحراء والجبال أشراف علويون: حسنيون وحسينيون وجعفريون، رضي الله عن سلفهم الكريم. وهم من شظف العيش بحال يتصدع له الجماد إشفاقا، ويستخدمون أنفسهم في كل مهنة من المهن: من إكراء جمال إن كانت لهم، أو مبيع لبن أو ماء، غير ذلك من تمر يلتقطونه أو حطب يحتطبونه. وربما تناول ذلك نساءهم الشريفات بأنفسهن.»، وكان ذلك أمراً طبيعياً للحالة العامة التي يعيشها العالم الإسلامي في ظل الحروب الصليبية واضطراب الحكم بين السلاجقة والأيوبيين. وبعد قرن من الزمان تقريباً يخبر مؤرخ عربي آخر وهو ابن المجاور بأن شيئاً من الازدهار قد صادف جدة في عهده.
جدة تحت حكم المماليك
استمرت جدة تحت نفوذ الخلافات الإسلامية المتعاقبة بدءا بالأمويين والعباسيين فالأيوبيين ثم المماليك. في العصر المملوكي بسط المماليك نفوذهم على جدة لتأمين طرق التجارة والحج، وحماية الحرمين، وعين السلطان المملوكي حاكماً عاماً لجدة أطلق عليه مسمى نائب جدة يطل مقر إقامته على الميناء ليشرف على حركته. ورغبة من السلاطين المماليك في تشجيع التجار على استخدام ميناء جدة اتخذوا إجراءات عدة منها: تخفيض الرسوم الجمركية ومنع تجار مصر والشام من النزول في ميناء عدن ومضاعفة الرسوم الجمركية على التجار الذين يمرون على عدن قبل قدومهم إلى ميناء جدة . قام السلطان قانصوه الغوري عام 915 ه/1509 م ببناء سور جدة حماية لها من غارات السفن الأوروبية التي لم تهاجم المدينة إلا بعد وصول العثمانيين إليها، وقد كان قانصوه آخر المماليك الذين حكموا جدة في القرن العاشر الهجري . تذكر بعض المصادر التاريخية أن المدينة بقيت أغلب فترات القرن الخامس عشر الميلادي مستقلة في الحكم حتى دخلت تحت حكم العثمانيين
يقول عنها الرحالة المغربي ابن بطوطة (المتوفي 1377 م) «وهي بلدة قديمة على ساحل البحر ... كانت هذه السنة قليلة المطر، وكان الماء يجلب إلى جدة على مسيرة يوم وكان الحجاج يسألون الماء من أصحاب البيوت»
جدة العثمانية
قام الشريف بركات حاكم الحجاز (بما فيه جدة) بإعلان ولائه للخلافة العثمانية وكان ذلك عام 931 ه . تعرضت جدة في أوائل العهد العثماني للعديد من غارات الأساطيل البرتغالية في القرن السادس عشر ميلادي العاشر الهجري ثم لغارات القراصنة الهولنديين في القرن السابع عشر الميلادي. وصل أسطول لوبو سوارس البرتغالي أمام جدة عام 1516 م وقد صدته الحامية العثمانية بقيادة سليمان باشا وأسرت احدى السفن وأرسلتها للآستانة.
خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر كانت طرق التجارة البحرية في العالم قد ملكت من قبل البرتغاليين والهولنديين والإنجليز الأمر الذي جعل قيمة جدة الاقتصادية تنحدر وتقل ولولا وفود الحجيج والمعتمرين لما عاشت أو استمرت.
سور جدة وبواباتها القديمة
قام ببناء سور جدة حسين الكردي أحد أمراء المماليك في حملته عندما اتجه ليحصن البحر الأحمر من هجمات البرتغاليين فشرع بتحصينه وتزويده بالقلاع والأبراج والمدافع لصد السفن الحربية التي تغير على المدينة وقد شرع حسين كردي في بناء السور وإحاطته من الخارج بخندق زيادة في تحصين المدينة من هجمات الأعداء وبمساعدة أهالي جدة تم بناء السور وكان له بابان واحد من جهة مكة المكرمة والآخر من جهة البحر ويذكر أن السور كان يشتمل على ستة أبراج كل برج منها محيطة 16 ذراعاً ثم فتحت له ستة أبواب هي: باب مكة، وباب المدينة، وباب شريف وباب جديد وباب البنط وباب المغاربة أضيف إليها في بداية القرن الحالي باب جديد وهو باب الصبة. تم إزالة السور لدخوله في منطقة العمران عام 1947 م.
بعض ميادين جدة
بعض الأماكن السياحية في جدة
أتمنى يعجبكم