الأولى : صدق النية
اخلاص النية في الدعوة ،فإن المرء إذا أخلص النية وصدق فيها يوفق باذن الله لما أراد، وخير دليل على ذلك ما جاء في إصلاح ذات البين فى قول الله جل وعلا : (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) سورة النساء الآية 35 .
ولما ورد فى قول رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو إلى امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه )) ...... (1)
الثانية : التسلح بالعلم لما يدعوا إليه
فلا يستطيع الجاهل بالأمر مواجهة علماء الباطل , فإن كان جاهلاً أصبح شبهة في حد ذاته ، ونستدل على التسلح بالعلم في الدعوة إلى الله بقوله عز وجل : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) سورة يوسف الآية 108 .
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن : ( إنك ستأتي قوما من أهل الكتاب ، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة ، تؤخذ من أغنيائهم ، فترد على فقرائهم ، فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب ) . ..... (2) .
الثالثة : الإخلاص
فيجب أن تكون الدعوة خالصة لوجه الله لا غير ذلك ، فلا يدخلها رياء أو شهرة أو غاية غير الدعوة ولا يحتسب الإجر إلا عند الله قال تعالى : (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) سورة الأنعام الآية 90.
وقال تعالى أيضاً يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ) سورة هود الآية 51 .
وكذلك قال المولى ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) سورة الشورى الآية 23 .
ولذلك نقول ان ما كان خالصا لله فهو لله وما كان لغير ذلك فلا يكون دعوة إلى الله .
الرابعة : فعل ما يقول ولا يناقض نفسه
على الداعية أن ألا تناقض أفعاله أقواله ، ولا تناقض أقواله نفسها ، قال تعالى : (كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) سورة الصف الآية 3.
فلا يكون لهم عليه حجة , كما جاء عن قصة سيدنا هود عليه السلام (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ) سورة هود الآية 88.
الخامسة : تحمل مشقة الدعوة والصبر عليها
يجب التحلي بالصبر على ما يلاقي من أذى ، فلا يتوقع أن يلاقي الترحيب والاحترام على قدر ما يلاقي من نفور ومسبة , ويتذكر كم صبر الأنبياء على المشقة فقد قال تعالى : (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ) سورة الأنعام الآية 34.
فالأنبياء هو القدوة في الصبر ويجب أن يتحلى الداعية بالصبر.
السادسة : اللين في الدعوة والجدال بالتي هي أحسن
وهذه من أهم الأسس التي يجب أن يراعيها الداعية في دعوته إلى الله فقد قال الله تعالى ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) سورة النحل الآية 125.
فهل يمكن أن يكون هناك أقسى من فرعون؟! .. ومع ذلك قال الله تعالى مخاطباُ موسى وهارون عليهما السلام (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) سورة طه الآية 44.
فما يأتي باللين لا يأتي بغيره .
السابعة : التسلسل في الدعوة
وهنا وجب يجب على الداعية التسلسل في الدعوة من الأهم أولا ثم الأهم ثم الأهم بما ورد فى الحديث
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن : ( إنك ستأتي قوما من أهل الكتاب ، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة ، تؤخذ من أغنيائهم ، فترد على فقرائهم ، فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب ) . ....( 2)
الثامنة : ألا يفقد الأمل مهما طال الأجل
فلا ييأس من جدوى الحوار ولا ييأس من نصر الله ، قال تعالى : (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ) سورة الصافات الآية 171.
ويجب أن يستبشر فمن يدعوا الخير فقد سألت السدة عائشة النبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال : لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئا . ......(3)
بأبي أنت وأمي يا رسول الله .. فهذه هي القدوة وبها يجب أن نقتدي.
التاسعة : مخاطبة الناس على قدر عقولهم
ولا يستعلي الداعي على من يدعوه ، ولا ينظر إليه بعين التحقير بل بعين الشفقة , وأن يعرف ما في الدعوة من خير فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا ، خير لك من أن يكون لك حمر النعم ) .......(4)
العاشرة : عدم المزايدة على كتاب الله وسنة نبيه
فلا يجوز المزايدة على القرآن ولا الاستدلال بالأحاديث الضعيفة حتى من باب الترغيب والترهيب والالتزام بالعقيد السليمة .