04-04-2012, 03:03 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1837
|
تاريخ التسجيل : Apr 2012
|
أخر زيارة : 09-13-2012 (10:11 PM)
|
المشاركات :
6,134 [
+
] |
التقييم : 106
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
القلب يمرض ويعرى ويجوع
القلب يمرض و يعرى و يجوع و علاجه
" القلب يمرض كما يمرض البدن، وشفاؤه في التوبة والحمية، ويصدأ كما يصدأ الحديد وشفاؤه بالذكر، قال تعالى:
﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
[ سورة الرعد: الآية 28]
ويعرى كما يعرى الجسم، وزينته التقوى ":
﴿ وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْر﴾
[ سورة الأعراف: الآية 26]
إنسان جميل الصورة، وأنيق الثياب، و زان، وشارب خمر، وإنسان آخر الله ما أعطاه شكلا جميلًا، ما أعطاه مالا عريضًا، لكن أعطاه قربًا، لذلك لباس التقوى خير.
" ويجوع كما يجوع البدن، وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة، والتوكل والإنابة، والخدمة ".
لذلك هناك قلب كالجوهر، وقلب كالفحم أسود، قاسي كالصخر.
يا أيها الإخوة الكرام، لسيدنا عمر كلمة رائعة، يقول " تعاهد قلبك "، والعوام تقول أيضاً كلمة رائعة: الإنسان حكيم نفسه، يجب أن تعلم مستوى قلبك أهو موصول أم مقطوع ؟ هناك خط مع الله، ومناجاة، واستغفار، وإنابة، وبكاء، وشعور بالقرب من الله، ورحمة على من حولك، لمَّا يكون همُّ الإنسان المعاصر أن يعيش وحده، وأن يأكل وحده، وأن يستمتع وحده، فعلى الناس السلام.
أيها الإخوة الكرام، القلب قلب النفس، القلب المقصود فيه في هذا الدرس ليس العضلة الصنوبرية التي تضخ الدم إلى أنحاء الجسم، هذا موضوع آخر، قال تعالى:
﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا﴾
[ سورة الحج: الآية 46]
القلب مركز النفس، كيف أن الدماغ ملك الجهاز العصبي، والقلب مركز النفس، قال تعالى:
﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
[ سورة الرعد: الآية 28]
فالقلب يمتلئ محبة أحياناً، ويمتلئ ثقة بالله، ويمتلئ رضا عن الله، ويمتلئ محبة للخلق، وقد يكون بالعكس، لذلك الصلاة من أجل القلب، والصيام من أجل القلب، والحج من أجل القلب، والعمرة من أجل القلب، والزكاة من أجل القلب، كل أحكام الدين من أجل أن تلقى الله بقلب سليم، بقلب ليس فيه شائبة، ليس فيه غل، ولا حسد، ولا قلق، ولا خوف، ولا وجل، في قلوب المؤمنين من الأمن والراحة والسعادة ما لو وزع على أهل بلد لكفاهم، قال تعالى:
﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
[ سورة الرعد: الآية 28]
ما قال: تطمئن القلوب بذكر الله، لو قال كذلك لفُهِم بمعنى آخر، وتطمئن بغيره أيضاً، لكن:
﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
أي أن القلوب لا تطمئن إلا بذكر الله، قال تعالى:
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ﴾
[ سورة طه ]
أي كنت في الدنيا أعمى، لذلك إذا كان هناك إنسان من آدم إلى يوم القيامة في القارات الخمس يسعد سعادة حقيقة وهو بعيد عن الله فهذا الدين باطل، مستحيل، قال تعالى:
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾
[ سورة طه: الآية 124]
كل السعادة، وكل التوفيق، وكل التفوق، وكل الفلاح، وكل النجاح في طاعة الله، ومستحيل وألف ألف مستحيل أن تطيعه وتخسر، ومستحيل وألف ألف مستحيل أن تعصيه وتربح، وإذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ ويا رب ماذا فقد من وجدك ؟ وماذا وجد من فقدك ؟
والحمد لله رب العالمين
مع خالص تحياتى
|
|
|