بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جمرة الذنوب ,هي شعلة تخترق القلوب تهلك صاحبها وتسخط الله علام الغيوب,يا حسرة النفس على ما أسرفت من تلك الخطايا والذنوب,وحملت أثقالاّ جمة تعسرت بها الدروب وأغلقت أبواب,وكثرت الهموم والخطوب ,فرفعت كفي أناجي يا الله
أغفر لعبد مسرفاّ عائداً لك,تناسى بلحظات تلك العثار والعيوب,أتراني عبداّ ألهته تلك المفاتن فسلك دروبها جهلاّ وغفلة والروح بها تذوب,إنه طريق ذو عوجاّ قد حجب عنه النور إنه نور الله لا يدخل قلباً غافلاّ قادته نفسه إلى المهالك,ولم يستضيء به, بل
ران على القلب إنه ظالم جهول, يا ويل نفسي أأين سائرة,وأي طريق له راغبة, فكل طريق دون الجنة فاّن ,وكل عمل دون وجه الله ليس بباقي,فإياك أيتها النفس بأن تهلكي,وبذنوب الخلوات إليها تقبلي,فيا ذل عبدٍ عن ذكر الله ناسياّ,ألم يقل الحق
تبارك وتعالى في آياته(من كان يريد العزة فلله العزة جميعاّ)قد بينه ربي في آياته سبيل العزة والنجاة, أتصدي عن الحق وتميلي للذل والهوان,فأنا المقر بكل ذنب أنا الذي تمادى بالعصيان,فررت إليك إلهي مخبتاّ يطلب منك العفو والغفران,فلا زلت
ولم أزل أنا العبد الفقير المقصر,الجنة طاب نعيمها عالية قصورها عالية ذوات أفنان,فما أطيب عيش عبدٍ إليها كان طريقه تمسك بالقرآن والسنة,وما أشقى ذالك العبد الذي زان له طريق الضلال,فيمشي إليه مصراّ مستكبراّ كسراب يصيب العبد
بالخذلان,أرتوي من ماء الهدى ماءه عذباّ كصيب نافعٍ ترك اثاره مدى الأزمان,همسات من الشوق تاتيني ترفعني إلى ذاك المقام به ترتقي النفس,إلى خالقها إنه حباّ لا زيف فيه ولا بهتان,يقود الروح إلى همة سامية إلى رضا الواحد المنان,
حباّ لا نصباّ فيه ولا كدراّ,بل تشرق الأرواح به وتقودها للجنان,نظرت لدار البلاء كئيبة وكما قال الله في آياته(واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ,ولا تعد عيناك عنهم,تريد زينة الحياة الدنيا, ولا تطع قلبه عن ذكرنا واتبع
هواه وكان أمره فرطاّ)فهذا طريق الصلاح ونور للعبد,وسكينة في ظل دار البلاء حيث يجد سلوة النفس وسرورها في مجالس الصالحين, والنظر لخشيتهم وانابتهم لخالقهم,فتصبر الأنفس على هم تلقاه, فهناك من يعينها عن ذكر الله إن غفلت, ويصبرها
إذا حل بها البلاء وضعفت,إنها صورة نقية فالحذر من تركها إذا وجدت بين يدي العبد,والحذر من مجالس السوء التي تنقل العبد من عز الطاعات إلى ذل المعاصي,فيكون نتائجها كما قال الحق عز و جل في آياته(ياويلتي ليتني لم أتخذ فلاناّ خليلاّ,لقد
أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني,وكان الشيطان للإنسان خذولاّ)فيا رحمة الله وحلمه لنا كم أمهلنا أيام وأعوام وفتح لنا أبواب معرفته,والنظر لملكوته, لكن هذا العقل والقلب قد أفسدته الذنوب كغيمة سوداء غطته,فأزالت عنه بصيرته ومعرفته بخالقه
والتقرب إليه قال الله عز و جل(أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها,أو اّذان يسمعون بها,فإنها لاتعمى الأبصار,ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)ولنحي نور الطاعات في قلوبنا ونهجر ظلمت الذنوب والعصيان,قال الشاعر,
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فمن بناها بخير طاب مسكنه
ومن بناها بسوء خاب بانيها.