طريق الغابة طريقا جميلا.... فسيحا يغريك بالتوغل.... تتفرع منه دروب ضيقة.... وانعطافات حادة.... لن تدعك كثافة الأشجار من السير فيه.... دون علامات تحذير حمراء.... وإشارات للأخطار.... إلا إن تلك العلامات والإشارات تختفي في جوف ليل حائك....

ستدرك عندئذ إنك عابر سبيل في هذه الحياة.... أو بطل مسرحية الواقع.... حينها تتجاوز أسوار الواقع الكئيب.... وتصعد أبنيته الخيال والأحلام.... تريد أن ترى الدنيا بلونها الوردي الجذاب.... تستنشق عبير زهورها الفواح دون أن يعكره لحظة ألم أو حزن....وادخل كل شخص منا مزرعة خضراء.... تنبت فيها الورود والزهور.... الحب والأمان.... وفي مزرعتي نبتت وردتي الحمراء.... يفوح عبقها في كل الأرجاء.... توغلت في أعماق قلبي.... وارتوت من دم شرياني.... أضع أناملي الباردة المرتجفة على أوراقها.. أشعر حينها إني ملكت العالم.... وان الشمس تسطع لأول مرة في حياتي.... وان الجو من حولي فضاء لا أرى فيه أحد سواها....

وردتي الحمراء.... شفاء جروحي.. وبلسم عمري.. وظلي الظليل.. نسماتها رقيقة دافئة.. تلاعب وجهي وكأنها ترويني.... كأنها تطفئ ألمي وحرقة فؤادي.... تلقي بأوراقها الناعمة على فؤادي.. وتضمني بأغصانها الحانية.... وردتي الحمراء.... أجمل ما خلق ربي في هذا الكون الفسيح...... جمالها يكمل فرحتي.... تسحر وجداني بنعومتها.... أشتاق لها في كل لحظة.... فهي من تمنحني الحب الصادق.. وتعلمني من بهائها الود والوفاء....عندما تكون معي.... أسرح بشذاها لأبعد مدى.... فكل ما يسعدني في حياتي.... إنها تملأ كياني برقتها ودلالها.... وجودها بقربي.... يعني لي الكثير.... وروعتها تجعلني أزيد في حبها....

فرحيق وردتي يسكن ألمي.. ويمسح توجعي.. فأشرب من رحيقها كأس السعادة بدلا عن العلقم.. تعطيني مضاد حيوي لمواصلة دروب الحياة الشاقة.. وأتغلب على العقبات والصعبات....وردتي الحمراء.... تقترب مني أكثر فأكثر..... فتأسرني.... تدخل من خلال إكليل فل وياسمين.... فهي كالملكة.. لما لا.. وهي الجورية المذهلة.. المدهشة.. هي من تربعت على عرشها.... وكل الزهور تخدمها.... وتطلب ودها.... ألا تطلب ودها.... بلى أنا طالبة ودها....

وردتي الحمراء هي أمي الحبيبة.... يسألوني لما أحبها حب لم يحبه بشر.. لما هي في حياتي الشمس والقمر ؟؟ ؟؟ يقولون حبي لها طبيعي.. وحبها عندي فوق المستوى الطبيعي....

أمي الحبيبة.... أتمنى لو أموت في اليوم ألف مرة.. على أن أشعر بتوجعك من أجلي.... فأنا أحبك بكل معاني الحب.... فأنتِ الإنسانة العظيمة.... لا بل أنت الملاك الذي أنار زوايا قلبي المظلمة.... جئتك ذات يوم.. ملطخة بدموع الألم.... لا أقوى على الحراك أو الكلام.... ضميتني إلى فؤادك الحاني بكل حب وعطف.. سهرتي بقربي ذات يوم.... حتى أشرقت شمس يوم جديد فقلت لي : ( أترين الشمس ؟؟ قلت نعم , قلت هل العلماء صعدوا للشمس ؟؟ قلت لا , قلت لما ؟؟ قلت لأنها شديدة الحرارة , قلت إبنتي الحبيبة كوني كالشمس ) فكلماتك كانت بلسم لفؤادي الجريح .

أمي الحبيبة.... أنا لا أملك غير كتاباتي.... أهديك كل حرف كتبته بنبضات قلبي.... ودم وريدي.... لعلها تصل إلى مشاعرك وتتوغل في نبضات قلبك.... أهديك هذه الهمسة.... أناديك وردتي الحمراء.... فأنتِ قلبي وأنتِ من تسمعي دقاته.... أنتِ سعادتي وأنتِ من تعزف ألحان الفرح.... أحبك أمي.... فعقلي قد طار بحبك.... قد أكون مجنونة بعباراتي.... ولكني أنا حبيسة قلبك وأنت حبيسة قلبي.... أنتِ حبي يا أغلى من عمري.... لن أقول أنتِ كل شيء بحياتي.... بل أنتِ حياتي يا حياتي....



إلهي.. أحفظ لي أمي بملائكة السموات والأرض.. ,أطل عمرها لطاعتك.... وأدم عليها صحتها وعافيتها.. أميــــــــــــن