عمري لك
ابتسم الفجر بعينيك
استيقظ الحلم يداعبني
من النوم الرهيب
نعبر إلى مدينة العشاق
نتناجى بتراتيل الأرواح
كم أريد أن أغوص بالأحداق
أتأكد من أنني أسكنها ربيعا
يتحدى الأعمار
أسابق الليل عند الغسق
أراقب أنوار الشفق
نصاحب الضوء للضوء
نرحل معا بين شهاب
أمواج خيوط البدر
تصافحني منها ابتسامة
سكبتَ في عيني
نبيد السنديان
وعطر نواريس الشطآن
شمس من حوريات الوجدان
تتسلق إلى سقوفي
تخترق النوافذ والأبواب
لتنثر الياسمين ونرجس الفيافي
تزدهر بمشاتلي الأزهار
وأكاليل عناقيد فضة الشعاع
تتهادى بمجرات الفضاء
اِختزلت’ فيك كل الرجال
أبجديتي صرتَ بها المبتدأ أنت
والخبر اسمك بالكيان
عصافير تغرد بالألحان
أصواتها هزت الأشجار
تراقصت لها الأوصال
وشداها أريج عَطر الأنحاء
النهار أراه أطول
والليل أصبح أقصر
والكون بعيني أنضر
كيف لا أجعلك بسمة صبحي؟
وإشراقة ثغري قبل أن أنام؟
أدركت أن لا وطن لي إلا واحتك
ولا أمان لي سوى حضنك
ولا ميناء لسفني غير مرافئك
ولاسلام ولا سلم لحياتي بدونك
أنت قاموسي كنت ولازلتَ
ركبتَ صهوة حرفي
نسجت خيوط عنكبوت حولي
أتيتَ في زمن أحتاجك
فكيف بعد أن عرفتك؟
معك تاهت الأماسي
وغدت الأيام شموسا
على النواصي
إن نهايتي زر بين يديك
أوقدت نار الجمر
ونثرت قوارير العطر
عمري لك ما مر منه
والباقي لك