حفظ القران - هل يؤثر القران على شخصيه الإنسان؟.!
بلا شك! إن القران له أثر كبير على شخصيه الإ نسان وصقلها وتطويرهاونجاح الإ نسان وسعادته وحياته المطمئنة....
هناك تساؤلات يطرحها البعض حول أسرار تأثير القران على شخصيه الإ نسان، مثلاً:
...
· ما هي العلاقة بين ارتباط الإ نسان بالقران الكريم ونجاحه في الحياة؟
· هل التمسك بالقران له اثر في نجاح الإ نسان في الحياة؟
· ما هو دور القران في صقل شخصيه الإ نسان وتكوين شخصيه ناجحة؟
· ما هو دور القران في علاج الأمراض النفسية المستعصية؟
ويمكن القول إن أفضل عمل على الإطلاق يمكن لإنسان أن يقوم به هوتلاوة القران والعمل بما فيه وتطبيق ما أمر به الله والابتعاد عما نهى عنه الله. ومن خلال تجربتي الشخصيه مع القران لمدة تزيد عن عشرين عاماً أصبح لدي قناعة راسخة وهي أن القرانيؤثربشكل كبير على شخصيه الإ نسان.
عندما تقرأ بعض كتاباً في البرمجة اللغوية العصبية أو في فن إدارة الوقت أو في فن التعامل مع الآخرين، يقول لك المؤلف: إن قراءتك لهذا الكتاب قد تغيرحياتك، ومعنى هذا أن أي كتاب يقرأه الإ نسانيؤثرعلى سلوكه وعلى شخصيته لأن الشخصيه هي نتاج ثقافة الإ نسان وتجاربه وما يقرأ ويسمع ويرى.
طبعاً هذه كتب بشرية يبقى تأثيرها محدوداً جداً، ولكن عندما يكون الحديث عن كتاب الله تعالى الذي خلق الإنسان وهو أعلم بما في نفسه وأعلم بما يصلحه،فإنه من الطبيعي أن نجد في هذا الكتاب العظيم كل المعلومات التي يحتاجها الإ نسان فيحياته وآخرته. فهو النور وهو الشفاء وهو الهدى ... وفيه نجد الماضي والمستقبل، وهوالكتاب الذي قال الله عنه: (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَامِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: 42].
ويمكنني أن أؤكد لك أخي، الحبيب بأن كل آية تقرأها وتتدبرهاوتحفظها يمكن أن تحدث تغييراً في حياتك! فكيف بمن يقرأ القران ويحفظه في صدره؟! بلاشك أن تلاوة الآيات وتدبرها والاستماع إليها بخشوع، يعيد بناء شخصيه الإ نسان من جديد، حيث إن القران يحوي القواعد والأسس الثابتة لبناءالشخصيه.
وسوف أذكر لكم تجربة بسيطة عن مدى تأثير القران على شخصيه الإ نسان، بل تأثير آية واحدة منه! فقد قرأتُ ذات مرة قوله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 216]. وقلتُ لابد أن هذه الآية تحوي قانوناً محكماً يجلب السعادة لمن يطبقه فيحياته.
فقد كنتُ قبل قراءتي لهذه الآية أحزن بسبب حدوث خسارة أو مصيبة ماأو أجد شيئاً من الخوف من المستقبل، لأنني أتوقع أمراً سيئاً قد يحدث، أو أمر بلحظات من القلق نتيجة انتظاري لشيء ما أرغب في تحقيقه... وهكذا مجموعة من المظاهر التي تجعل شخصيتي قلقة أحياناً.
وبعد أن تأملت هذه الآية وتدبرتها جيداً بل طويلاً، وجدتُ بأن الله تعالى قد قدَّر كل شيء، ولن يحدث شيء إلا بأمره، ولن يختار لي إلا الخير لأنه يعلم المستقبل، أما أنا فلا أعلم. وهكذا أصبحتُ أنظر لكل شيء نظرة متفائلة بدلاً من التشاؤم... أصبحتُ أفرح بكل ما يحدث معي حتى ولو كان محزناً في الظاهر، وأصبحتُ أتوقع حدوث الخير دائماً ولو أن الحسابات تخالف ذلك.
فالله تعالى كتب عليَّ كل ما سيحدث معي منذ أن كان عمري 42 يوماً،فلماذا أحزن؟ ومادام الله موجوداً وقريباً ويرى ويسمع ويتحكم في هذا الكون فلم الخوف أو القلق أو الاكتئاب؟؟! وبما أن الله قد قدَّر عليَّ هذا الأمر واختاره لي فلا بدّ أن يكون فيه الخير والنفع والسعادة...
وهكذا تغيرت شخصيتي تغيراً جذرياً، وانقلبت إلى شخصيه متفائلة وسعيدة وتخلصت من مشاكل كثيرة كان من المحتمل أن تحدث لولا أن منَّ الله عليَّ بتدبر هذه الآية وفهمها وتطبيقها في حياتي العملية.
والآن يا أحبتي! تصوروا معي حجم التغيير الذي سيحدث فيما لو قرأ الإ نسان القران كاملاً وتدبره وحفظه وعمل بما فيه!! إن تغيرات كبيرة جداً ستحدث، بلإن شخصيتك سوف تنقلب 180 درجة نحو الأفضل.
وخلاصة القول: إن التمسك بالقران والمحافظة على تلاوته يؤثر إيجابياً على شخصيه الإ نسان، ويرفع النظام المناعي لديه، ويقيه من الأمراض النفسية،ويساعده على النجاح واتخاذ القرارات الصائبة، إن القران هو طريقك للإبداع والقيادة والسعادة والنجاح!