درجات التخلف العقلي حسب معامل الذكاء
التخلف العقلي البسيط
التخلف العقلي البسيط هو انخفاض مستوى الأداء العقلي العام عن المتوسط
بمقدار (2-3) إنحرافات معيارية (أي درجة ذكاء تتراوح ما بين 55-69
على اختبار وكسلر و 52-68 على اختبار ستانفورد – بينيه). ويمثل الأشخاص
الذين لديهم هذه الدرجة من التخلف العقلي ما نسبته 85-90%
من مجموع الأشخاص المتخلفين عقلياً. وترتبط أسباب التخلف العقلي
البسيط بالعوامل البيئية (الفقر، الحرمان، سوء التغذية،
وعدم توفر الرعاية الصحية) أكثر مما ترتبط بالعوامل العضوية.
وكان يطلق على الأشخاص ذوي التخلف العقلي البسيط في
الماضي إسم "القابلين للتعليم" وكانوا يتلقون معظم تعليمهم في
الفصول الدراسية الخاصة في المدارس العادية. أما الآن، فإن أعداداً
متزايدة منهم تتلقى الخدمات التربوية الخاصة، والخدمات ا
لداعمة في غرف المصادر. وبوجه عام، فغالباً ما يتم تشخيص
التخلف العقلي البسيط متأخراً (عادة في الصف الثاني أو الثالث
الأساسي وليس قبل ذلك).
وتركز البرامج التربوية المقدمة للطلاب أصحاب هذه الدرجة من التخلف العقلي
على المواضيع الأكاديمية الأساسية (القراءة، الكتابة، والحساب)
في المرحلة الابتدائية حيث يستطيع معظمهم اكتساب المهارات
الأكاديمية المكافئة لمستوى الصف السادس. وفي مرحلة ما بعد
التعليم الابتدائي تبدأ البرامج عادة بالتركيز على التهيئة المهنية
والتدريب المهني. ويكتسب معظمهم المهارات الاجتماعية
والتواصلية المكافئة نسبياً لمهارات أقرانهم العاديين
ويحققون مستويات مقبولة من الاعتماد على الذات.
ومن الملفت للانتباه أن معظم الأشخاص ذوي التخلف العقلي البسيط
الذين حصلوا على تدريب فاعل ومكثف في مرحلة المدرسة لا تظهر
عليهم ملامح التخلف وخصائصه بجلاء أو قد تختـفي هذه الملامح
تقريباً في مرحلة ما بعد المدرسة، فيتزوجون وينشئون أطفالهم
ويدعمون أنفسهم اقتصادياً بشكل مقبول.
التخلف العقلي المتوسط
يكون التخلف العقلي من الدرجة المتوسطة إذا كان الانخفاض في الأداء العقلي العام
يتراوح ما بين (3-4) إنحرافات معيارية عن الوسط، أي أن درجة الذكاء تتراوح
ما بين (40-54) على اختبار وكسلر و (36-51) على اختبار ستانفورد – بينيه.
ويمثل الأشخاص الذين لديهم هذا المستوى من التخلف العقلي
ما نسبته 6-10% من المجموع الاجمالي للأشخاص المتخلفين عقلياً
(أنظر أيضاً : الأشخاص المتخلفون عقلياً القابلون للتدريب 2 - 57).
وغالباً ما يظهر لدى هؤلاء الأشخاص تأخر نمائي واضح في مرحلة ما قبل
المدرسة ولذا فإن حالة التخلف العقلي لديهم تشخص رسمياً قبل دخولهم
المدرسة في معظم الحالات. وكثيراً ما يكون لديهم مظاهر جسمية
ومشكلات حركية تميزهم عن غيرهم. ومن الأمثلة التقليدية
على التخلف العقلي المتوسط متلازمة داون.
وبوجه عام، يستطيع هؤلاء الأشخاص تعلم المهارات الأكاديمية الأساسية
ومهارات التواصل الأولية. وقد يستطيعون الإعتماد على أنفسهم جزئياً
ولكنهم يظلون بحاجة إلى اشراف من نوع ما. وتختلف أوضاعهم المعيشية
في دول العالم المختلفة، فبعضهم يقضي حياته أو جزءاً منها
في مؤسسات إقامة داخلية وبعضهم يعيش في بيوت جماعية
التخلف العقلي الشديد
التخلف العقلي الشديد هو انخفاض مستوى الأداء العقلي العام عن المتوسط
بواقع (4-5) إنحرافات معيارية (أي أن درجة الذكاء تتراوح ما بين 25-39 على
اختبار وكسلر، و 20-35 على اختبار ستانفورد – بينيه). ويشكل
الأشخاص ذوو التخلف العقلي الشديد ما نسبته3-4% من مجمل
الأشخاص المتخلفين عقلياً. ومن الواضح أن هذا المستوى من الإنخفاض
في الذكاء ينطوي على صعوبات جمة يحتاج الشخص بسببها إلى رعاية
وإشراف متواصلين. ويعاني كثير من هؤلاء الأشخاص من مشكلات
صحية. وغالباً ما تقدم الخدمات لهم في الأوضاع الأكثر تقييداً
(مدارس نهارية خاصة، مؤسسات إقامة داخلية …الخ) .
وخلافاً للتخلف العقلي البسيط أو المتوسط والذي يصعب فيهما تحديد أسباب عضوية
للإعاقة، فإن حالات التخلف العقلي الشديد (وكذلك التخلف العقلي الشديد جداً)
ترتبط غالبا باضطرابات في الجهاز العصبي وبحالات إعاقة أخرى.
وبوجه عام، يستطيع بعض هؤلاء الأشخاص تعلم مهارات العناية بالذات
وبعض مهارات التواصل الوظيفي الأساسية. ويستطيع بعضهم العمل
في مشاغل محمية ولكن تحت اشراف مباشر ومتواصل.
وينبغي التنويه إلى أن معظم المراجع العلمية المتخصصة لا تتحدث
عن التخلف العقلي الشديد بمعزل عن التخلف العقلي الشديد جداً بل
تدمجهم في فئة واحدة مما يعكس المشكلات والخصائص
المشتركة بين هاتين الفئتين.
التخلف العقلي الشديد جداً (الجسيم)
يُعتبر التخلف العقلي من المستوى الشديد جداً (أو ما يسمى أيضاً باللغة العربية
بالتخلف العقلي الحاد أو العميق) عندما تكون درجة الذكاء أدنى من المتوسط
بمقدار (5-6) إنحرافات معيارية (أي أنّ درجة الذكاء تقل عن 25 على اختبار
وكسلر وعن 20 على اختبار ستانفورد – بينيه). وفي الواقع فإن درجة ذكاء
هؤلاء الأشخاص غالباً ما تخمّن تخميناً إذ يتعذر تطبيق اختبارات الذكاء
عليهم ولذلك فهم يسمون عادة بالأشخاص غير القابلين للإختبار (Untestable) .
وهذا المستوى من التخلف العقلي نادر الحدوث حيث أن حوالي 1%
فقط من الأشخاص المتخلفين عقلياً لديهم تخلف عقلي شديد جداً. وهؤلاء
الأشخاص غالباً ما يكون لديهم إضطرابات دماغية أو إعاقات جسمية
واضحة لا يقدرون معها على التكلم والتنقل أبداً وتكون مهاراتهم الكلامية
/ اللغوية والحركية محدودة جداً. ويظهر لدى كثيرين منهم سلوكيات
غير تكيفية ومنها سلوك الايذاء الذاتي والسلوك النمطي. ولذا يتضح
أن هؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى رعاية متواصلة.
عن الدليل الموحد لمصطلحات الإعاقة والتربية الخاصة