04-17-2012, 07:24 AM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1636
|
تاريخ التسجيل : Oct 2011
|
أخر زيارة : 09-16-2012 (03:25 PM)
|
المشاركات :
12,032 [
+
] |
التقييم : 125
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
خديجه بنت خويلد
[TABLE1="width:85%;background-color:silver;border:4px inset teal;"] أهل بيت النبي ... خديجة بنت خويلد المبشرة ببيت في الجنة
أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب، كانت تدعى في الجاهلية “الطاهرة”، أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وصدقه وثبت جأشه، عاقلة جليلة مصونة، ذات شرف وجمال في قريش، تجتمع مع النبي في النسب عند جده قصي.
كان أبو طالب فقيرا، كثير عيال، لذلك رأى أن يجد لابن أخيه محمد سببا للرزق أوسع من رعي الغنم، وبلغه يوما أن خديجة تستأجر رجالا من قريش في تجارتها، وإذ علم أبو طالب أنها تجهز لخروج تجارتها إلى الشام مع القافلة نادى ابن أخيه، وقال له: يا ابن أخي أنا رجل لا مال لي، وقد اشتد الزمان علينا، وقد بلغني أن خديجة استأجرت فلانا ببكرين ولسنا نرضى لك بمثل ما أعطته، فهل لك أن أكلمها؟ ووافق النبي، وخرج أبو طالب إليها فقال لها هل لك يا خديجة أن تستأجري محمدا؟.. فقد بلغنا أنك استأجرت فلانا ببكرين، ولسنا نرضى لمحمد دون أربعة بكار، وكان جواب خديجة: لو سألت ذلك لبعيدٍ بغيضٍ فعلنا، فكيف وقد سألته لحبيب قريب؟
وخرج محمد مع ميسرة غلام خديجة، بعد أن أوصاه أعمامه به، وانطلقت القافلة في طريق الصحراء إلى الشام، واستطاع بأمانته ومقدرته أن يتجر بأموال خديجة تجارة أوفر ربحا مما فعل غيره من قبل، واستطاع بحلو شمائله وجمال عواطفه أن يكسب محبة ميسرة وإجلاله.
الزواج المبارك
عادت القافلة، وانطلق محمد حتى دخل مكة في ساعة الظهيرة، فرأته خديجة وهو على بعيره، وحين دخل دارها استقبلته، واستمعت إليه يقص بعباراته البليغة الساحرة خبر رحلته، وربح تجارته وما جاء به من صناعة الشام، وهي تنصت مغتبطة مأخوذة، وأقبل ميسرة من بعد فروى لها عن محمد وشمائله ورقة وجمال نفسه، مما جعلها وهي في الأربعين من سنها، وهي التي ردت من قبل أعظم رجال قريش شرفا ونسبا، تود أن تتزوج هذا الشاب الذي نفذت كلماته إلى أعماقها وتحدثت في ذلك إلى صديقتها نفيسة التي ذهبت إلى محمد فقالت له: ما يمنعك أن تتزوج؟ قال: ما بيدي ما أتزوج به، قالت: فإن كفيت ذلك ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة أفلا تجيب؟.. قال: فمن هي؟ أجابت نفيسة بكلمة واحدة: خديجة، قال محمد كيف لي بذلك؟.. وكان قد أنس هو أيضا إلى خديجة، وإن لم تحدثه نفسه بزواج منها لما كان يعلم من ردها أشراف وأغنياء قريش، فلما قالت له نفيسة جواباً عن سؤاله، سارع إلى إعلان قبوله.
ولم تبطئ خديجة أن حددت الساعة التي يحضر فيها مع أعمامه ليجدوا أهلها عندها ليتم الزواج، فخطبها عمه حمزة بن عبدالمطلب من عمها عمرو بن أسد بن عبدالعزى.. وتزوجها النبي قبل بعثته بخمسة عشر عاما، وكان عمره حينئذ خمسا وعشرين سنة، وعمرها أربعون سنة، وكانت أم المؤمنين الأولى، المؤمنة الصالحة المجاهدة التي تحملت الأعباء والمحن، وبقيت معه إلى أن أكرمه الله بالرسالة، فآمنت به ونصرته وكانت له وزير صدق.
وكانت السيدة خديجة رضي الله عنها نعم الزوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فوقفت معه في تلك الظروف الصعبة بنفسها وبمالها الوفير، وبعقلها الراجح وجاهها الكبير في قومها، آزرته في دعوته فكان لها فضل السبق في ذلك على الرجال والنساء، فهي أول من آمن بالله ورسوله في هذه الأمة.
ومن خصائص أم المؤمنين الأولى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عليها في حياتها ولم يتزوج قبلها، ورزقه الله منها بأولاده جميعا إلا إبراهيم، وهم القاسم والطيب والطاهر “ماتوا رضعا”، ورقية وزينب وأم كلثوم وفاطمة رضوان الله عليهم، لم تسؤه قط ولم تغاضبه ولم ينلها منه عتب ولا هجر.
وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها واستغفار لها، فذكرها يوما، فحملتني الغيرة، فقلت: “لقد عوضك الله من كبيرة السن”، قالت: فرأيته غضب وقال: “كيف قلت؟ والله لقد آمنت بي إذ كذبني الناس، وآوتني إذ رفضني الناس، ورزقت منها الولد”، قالت: فغدا وراح عليّ بها شهرا.
سلام من الله
والسيدة خديجة ممن كمل من النساء، كانت عاقلة كريمة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني عليها ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين، ويبالغ في تعظيمها، وبين النبي صلى الله عليه وسلم فضلها بأنها خير نساء الأرض في عصرها حيث قال: “خير نسائها “أي الأرض” مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد”، قال النووي: كل واحدة منهما خير نساء الأرض في عصرها، وفي مسند الإمام أحمد “أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم، امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران”.
وقد بعث الله سبحانه وتعالى إلى أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بالسلام مع جبريل فبلغها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وبشرها الرسول بالسلام من رب العالمين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب”، و”القصب هو اللؤلؤ المجوف الواسع، والصخب الضجيج والغلبة، والنصب والتعب”.
ولما قضي على بني هاشم وعبدالمطلب أن يخرجوا من مكة إلى شعب أبي طالب بعد أن أعلنت قريش عليهم حربا لا ترحم، لم تتردد خديجة في الخروج مع زوجها، وتخلت عن دارها وتبعت رجلها ونبيها.
وقبل الهجرة بثلاث سنين أسلمت أم المؤمنين خديجة الروح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجعت نفسها المطمئنة إلى ربها راضية مرضية. | [/TABLE1]
|
|
|