مهما بلغ الانسان من العمر فإن بعض الأعضاء في جسمه
لا يزيد عمرها على بضعة اسابيع، بل وحتى عدة ايام
والسبب في ذلك هو ان هذه الأعضاء تجدد نفسها باستمرار
وفيما يلي نستعرض كم هو عمرك الحقيقي من عمر أعضاء جسمك:
الكبد: 5 أشهر
يعرف الكبد بقدرته المذهلة على اعادة اصلاح وتنمية نفسه، والفضل في ذلك لكونه غني بامدادات الدم . وهذا يعني ان الكبد قادر على الاستمرار في أداء وظيفته الرئيسية لطرد السموم الى خارج الجسم .
وان كنت تساءلت يوما عن السبب الذي يحسن وضعية اكباد حتى الذين يفرطون في الشرب، فمرد ذلك الى ان خلايا الكبد وحدها التي تعيش لمدة 150 يوما .
ويوضح الدكتور دافيد لويد استشاري جراحة الكبد في مستشفى ليشستر الملكي قائلا: “استطيع خلال العملية ان أقطع 70 في المائة من كبد الشخص، ليعود 90 في المائة من حجمه تقريبا الى النمو مجددا خلال شهرين” . ووفقا لما تم عرضه في عدد أغسطس/آب الماضي من مجلة “أرشيفات الجراحة” فإن المرضى كبار السن يبلون بلاء حسنا بعد خضوعهم لزراعة الكبد، طالما تمت مراعاة الأطباء لتأثير عوامل الخطورة المصاحبة عبر التعرف عليها بوضوح والتعامل معها بكفاءة طبية .
وقال الدكتور رونالد بيسيتي، الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، إن المتغيرات البيولوجية الحيوية والفسيولوجية الوظيفية تلعب دورا أكبر أهمية من عامل التقدم في العمر في توقع ضعف احتمالات البقاء بعد إجراء عملية زراعة الكبد .
وخلص الباحثون إلى هذه النتيجة بعد متابعتهم المعلومات المتعلقة بحصيلة خضوع أكثر من 60 شخصا لتلك الزراعة، ممن هم فوق سن السبعين عاما . وقارنوها بتلك المعلومات عن حصيلة خضوع أكثر من 860 شخصا، ممن هم في الخمسينات من العمر، لنفس عملية زراعة الكبد . وكانت لجميعهم عملية زراعة الكبد هي الأولى التي تجرى لهم، وفي الفترة ما بين عام 1988 وعام 2005 .
ولم يجد الباحثون أي فرق مهم في نسبة البقاء والحياة، بعد العملية، بين أفراد المجموعتين، إذ في مجموعة المسنين كانت نسبة من بقي على قيد الحياة منهم بعد سنة من إجراء العملية هي 73%، وبعد خمس سنوات 47% وبعد عشر سنوات 40% . وفي مجموعة متوسطي العمر كانت نسبة من بقي حيا بالمقارنة مع نفس المدد الزمنية هي 79%، و65%، و45% . أي أنها متقاربة إلى حد كبير في أفراد كل من المجموعتين، ولا تشير إلى أي أفضلية معتبرة لصغر السن أو ضرر مؤثر من التقدم في العمر عند اتخاذ قرار الخضوع للعملية . وحينما حاول الباحثون التدقيق في معرفة ما هي عوامل الخطورة التي تؤدي إلى ارتفاع الوفيات بين منْ أجريت لهم زراعة الكبد، فإنهم لم يجدوا أن التقدم في العمر، فوق سن السبعين، بذاته عامل معتبر بين تلك العوامل . بل وجدوا أن وجود التهاب الكبد الفيروسي من نوع سي أو حصول فشل الكبد نتيجة لشرب الكحول أو استدعاء الحالة الصحية للكبد ضرورة تكرار الدخول إلى المستشفى للمعالجة قبل إجراء العملية، هي العوامل الحقيقية المؤثرة على احتمالات الحياة خلال سنوات ما بعد عملية زراعة الكبد . وقال الباحثون إن وسائل تقييم عمر المريض يجب أن تبنى على الحالة البدنية الصحية له، وليس المقدار الزمني لعدد سنوات العمر . كذلك الحال عند تقييم عوامل خطورة الإصابة بالمضاعفات بعد العملية .
وأكدوا صراحة على أن العمر الزمني بذاته ليس “مؤشر تنبؤ مستقلا” لتوقع حصيلة البقاء على قيد الحياة بعد العملية .
براعم التذوق: 10 أيام
ان اللسان مغطى بنحو 9000 برعم تذوق تساعدنا على تمييز الحلو، المالح، المر والحامض، كما يقول البروفيسور داميان وولمسلي المستشار في اتحاد أطباء الاسنان البريطاني .
وبراعم التذوق هي عبارة عن مجموعة من الخلايا الموجودة على سطح اللسان، وكل برعم منها يحتوي على 50 خلية تذوق . وتجدد هذه البراعم نفسها كل 10 ايام الى أسبوعين .
وعموما، فإن أي شيء يسبب التهابا، مثل العدوى أو التذخين، يمكنه ان يتلف براعم التذوق ويؤثر في تجددها، ويميت حساسيتها .
وقد وجدت دراسة حديثة أن حاستي التذوق والشم تقل حدتهما مع التقدم في العمر .
وذكرت الدراسة أن عدد براعم التذوق تبقى دون تغيير، لكن نقص إفراز اللعاب قد يؤدى إلى نقص حاسة التذوق . اما حاسة الشم فانها تقل سريعاً في الخمسينات من العمر، وينقص 50% منها في عمر الثمانين، ولذلك فإن نكهات الطعام وروائحه تفقد إثارتها للشهية مع تناقص حاسة التذوق والشم .
الدماغ: نفس عمرك
يوضح الدكتور جون وادلي استشاري الاعصاب في مستشفى باراتس ولندن ان معظم خلايانا التي تعيش مدى الحياة موجودة في الدماغ .
ويضيف “نحن نولد مع جميع خلايا الدماغ التي تلزمنا طوال العمر - حوالي 100 مليون خلية- ومعظم اجزاء الدماغ لا تتجدد كلما تقدمت في العمر” .
وفي الحقيقة اننا نفقد الخلايا التي تكون السبب الاساسي للإصابة بالخبل أو الزهايمر، والتي تفسر لماذا تكون اصابات الرأس مدمرة جدا .
ويقول “بشكل عام، هناك منطقتان في الدماغ تتجددان وهما البصلة الشمية التي تتحكم بحاسة الشم، وشق الحصين (الهيبوكامبوس) وهي منطقة التعلم” .
ومن المعروف ان العلماء اثبتوا أن التمرين الرياضي يبطئ أو يوقف من الإصابة بالزهايمر، كما يريح الذهن من أفكار التوتر والقلق .
ولكن دراسة جديدة لفريق بحث من جامعة اللينويز بيكمان بينت ان التمرين الرياضي من الممكن ان يعكس أعراض تقدم عمر الدماغ . فقد بينت نتائج تحليلهم ومراجعتهم للعديد من الدراسات السابقة، ان التمارين السويدية تسبب ارتفاعا في سرعة وبديهية الشخص، بالإضافة إلى حجم أغشية الدماغ أيضا