تقع"حديقة دافيدزون" في البلدة الزراعية"كيبوتس ايلون" في الجليل الغربي، وتبلغ مساحتها ثلاثة دونمات، وهي خليط فريد من التماثيل المصنوعة من الفسيفساء ونباتات الزينة المتنوعة. وبما ان الحديقة كائنة وسط حرش طبيعي(برّيّ)، يتوسطها (150) تمثالاً من الفسيفساء- فإن المشهد يبدو للناظر مثل قبيلة افريقية تمارس الرقص داخل غابة تسودها أشجار البلوط والخروب والصنوبر والبطم.

كان هذا الموقع يُسمى قبل النكبة"خربة سمخ" وقد هُجّر أهلها وأقيم على أراضيها "كيبوتس ايلون"، وكان من بين مستوطنيه المدعو "مئير دافيدزون"، الذي كان بناءًا بارعًا يهوى صناعة التماثيل ونحتها مستخدمًا أعمدة الباطون والخردوات وحجارة المكان، وفي وقت لاحق استحدث استخدام قطع الفسيفساء في صنع التماثيل التي تتخذ اشكال حيوانات وأجرار (خوابي وأجران) وشخوص وأقنعة، مستنوحاة من تراث مختلف الحضارات، مثل الهنود الحمر.

السير في الحديقة متعة صافية خالصة، في بداية المشوار تبدو الأشجار واطئة قصيرة، تتوسطها بقع شمسية تصبّ أشعتها فوق أشجار الصّبار (الواطئة) والتماثيل المجاورة لها. وتدريجيًا يتظلل المكان لتستكين فيه النباتات والأشجار التي "تهوى" العيش في الظل، وسط المسارات والدروب التي خططت بين الصخور وبرك الأسماك القديمة. واستزادة في فهم البيئة يمكن الاستعانة بمرشد محلّي مختص يشرح تاريخ المكان والمبدع الذي تفتق ذهنه عن الروائع المنظورة والناتج الخلاّق، إن كان في مساحة الحديقة نفسها، او في المعرض الكائن في بيت النحّات الماهر.

والوصول الى المكان متيسّر: فبعد الوصول الى مدينة نهاريا تتجهون الى مفترق "تسومت كابري" ، ومنه الى "كيبوتس ايلون" – أو عن طريق الشارع الموصل بين رأس الناقورة وبلدة شلومي (البصّة الفلسطينية المهجرة). والموقع متاح طيلة أيام الأسبوع، بما في ذلك الجمعة والسبت.