أصحاب المنابر قدام العرش
البشرى الثالثة والسبعون
بشرى أصحاب المنابر قدَّام العرش
أما تلك البشرى فحدث ولا حرج قوم يجعل الله لهم منابر من نور قدام عرش الرحمن يحزن الناس ولا يحزنون ويفزع الناس وهم الآمنون يرفعهم الله على منابر من نور قدام عرشه وبعد أن يجتمعوا كلهم خاطبهم رب العزة و يقول لهم {يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ}هؤلاء القوم يقول فيهم سيد القيامة وسيد الدنيا وسيد الأنام{لَيَبْعَثَنَّ اللَّهُ أَقْوَاماً يَوْمَ الْقِيَامَةِ في وُجُوهِهِمُ النُّورُ عَلَى مَنَابِرِ اللُّؤْلُؤِ يَغْبِطُهُمُ النَّاسُ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلا شُهَدَاءَ قالَ : فَجَثَى أَعْرَابِيٌّ عَلَى رُكْبَتَيهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَلِّهِمْ لَنَا نَعْرِفهُمْ، قالَ: هُمُ المُتَحَابُّونَ في اللَّهِ مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى، وَبِلاَدٍ شَتَّى يَجْتَمِعُونَ عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ يَذْكُرُونَهُ}[1]{يَجْتَمِعُونَ عَلَى ذِكْرِ الله فَـيَنْتَقُونَ أَطَايِبَ الْكَلاَمِ كَمَا يَنْتَقِي آكِلُ التَّمْرِ أَطَايِبَهُ} الذين يكونون على منابر اللؤلؤ و النور قدام العرش ولا يصيبهم فزعٌ ولا هلع ويسمعون خطاب البشرى والأمان من الرحمن ونور وجوهم يأخذ بالأبصار! من هم؟هم الذين يتحابون فى الله لا لدنيا فيما بينهم ولا لأنساب يتعارفون بها فيما بينهم ولا لتجارات يتداولونها فيما بينهم وإنما كان حبهم لإخوانهم المؤمنين فى الله ولله ومنهم الذين كانوا يجتمعون فى الله لذكر الله بأحب ما يحب الله وينتقون أطايب الذكر والحديث والكلام فتكون ألسنتهم وقلوبهم عامرة بمحبة الله وذكره على الدوام ومنهم أيضاً من يحببون العباد إلى الله ويجمعونهم بالحب على مولاهم فهم أيضاً من أرقى أهل بشرى المحبة فهؤلاء من ينشرون محبة الخالق فى قلوب خلقه لا من يخوفونهم منه ولا من يرهبون الخلق من مولاهم ...
حبِّبوا الله إلى عباده أيها الدعاة ... بل وحبِّبوا الخلق إلى مولاهم
فليكن الحب والمحبة والتحبيب رائدكم يسعدكم الله وتكونوا من أهل تلك البشرى بإذن الله! بل وكل من جمعتموهم معاً على محبة الله دخلوا فى تلك البشرى بفضله وهداه فصار الجامعون والمجموعون فى محبة الله، قالَ الحبيب {أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَقْوَامٍ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ لِمَنَازِلِهِمْ مِنَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ يُعْرَفُونَ اللَّذِينَ يُحِببُونَ عِبَادَ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، وَيُحَببُونَ اللَّهَ إِلَى عِبَادِهِ، وَيَمْشُونَ فِي الأَرْضِ نُصَحَاءَ، قِيلَ: كَيْفَ يُحَببُونَ عِبَادَ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ ؟ قَالَ: يَأْمُرُونَهُمْ بِمَا يُحبُّ اللَّهُ وَيَنْهَوْنَهُمْ عَمَّا يَكْرَهُهُ اللَّهُ، فَإذَا أَطَاعُوهُمْ أَحَبَّهُمُ اللَّهُ }[2]
البشرى الرابعة والسبعون
بشرى المستظلـُّين بظل العرش
أمَّا هذه البشرى فبشرى تنال أهل الإيمان والإسلام جميعهم تقريباً وقد جاءت فيها أحاديث نبويَّة جمة وقد آثرنا أن نستخرج جزءا منها وليس كلها والأحاديث موجودة لمن أراد الإطلاع فى المراجع وقد أوصل أهل العلم أصنافهم إلى ما يقارب سبعة وسبعين صنفاً يكونون تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله فما صفات هؤلاء أو بعض صفاتهم لكي نستبشر بالبشرى ونتروح نسيم الذكرى والعبرة فالبشرى عظيمة ويكاد لا يخلو مسلم أو مؤمن من صفة من الصفات التى تؤهله للوقوف تحت ظل العرش اللهم اجعلنا منهم فإليكم بعضها 1. الإمام العادل 2. أيما شَابٌ نَشَأَ فى طاعة الله 3 - من تعلَّق قلبه بالمَسْجِدِ 4. متَحَابَّان اجْتَمعَا وافترقا علي الله 5 . من ذَكَرَ الله خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ 6. ومن دعته إمرأة فخاف الله 7. ومن تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا 8. المتحابون فى جلال الله تعالى 9 .من أنظر معسراً أو وضع عنه 10المتصدقون 11. من فرج الكربة . 12 من أحيا السنة 13. من أكثر الصلاة على النبى 14. أهل الخوف من الله 15.واصل الرحم 16 والمرأة تأيمت تربى أولادها .17 وطاعم اليتيم والمسكين لله 18.أهل الجوع الأخفياء فى الدنيا 19. من لا يبخسون الحقوق 20. أهل الخلق الحسن . 12 أهل الوضوء على المكاره 22.من مشي إلى المساجد فى الظلم
23.أهل إطعام الجائع 24. حملة القرآن الكريم 25.التاجر الأمين . 26 وأهل الأمانة فى كل مهنة 27.والمحافظ على الصلاة فى وقتها 28.المؤذِّنون وقال أحد الصالحين فى بشرى تلك المعانى ذاكراً بعضاً الأصناف الموعودة بظل العرش المجيد يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه فقال رضى الله عنه:
شَهِدْتَ ألاَ حجاب على المراقى لمن جاهدوا والله يفعلٌ ما يُرِيدُ
فكن مِنَ الأولى بذلوا نالوا الأمانى بظلِّ العرش إذ جاءنا القول السديد
سَبعْةٌ فـِ عَشْرةٍ[3] قد أتت من فعلة فاختر لنفسك ظُلْةً من الحرِّ الشَّديد
تحت شمس أحرقت بلهيبها من فرَّطوا والبعدُ ميلاً لا يزيدُ
فَكن منْ قام فى جوف اللَّيالِي تجافى الجنبُ باتَ حلساً فى سجودُ
أو كن فَتىً طلبْنَ زُلْفَتَهُ الغوانى خلعوا الحيا فصار خشباً أو حديد
إنى أخاف الله طالباً نيل العوالى فحماه ظلُّ العرش فى نور الشهود
أو من نشا من يومه فى طهرة فى طاعة قد صار عنها لا يَحِيدُ
أو من أكَبَّ صادقاً بالمال كان منفقاً وشماله ليمينه لا تخبرن من يستفيدُ
أو إماماً عادلاً بالحق قام حاكماً قرَّت به عيونُ المُوَالِي وَالعَبيدُ
أو من بمسجد ربه علق الفؤادُ بحبِّه فغدوه ورواحه وصلاته الركن الشديد
أو حافظاً لكتابه جاء الكلام بسعده أوصادقا وعده موفيَّاً لعهده يراه عيد
أو من تحابا بربهم فى جمعهم وفراقهم بدايةً ونهايةً وكُلُّ الأمر لله المعيد
أو من تحلَّى بذكره متخلِّياً عن شغله فعيون قلب قبل وجه قد تفيضُ
هذه صنوف قولها بالنقل جاء مثالها صدق الحبيبُ وعند الله خيراً بالمزيد
البشرى الخامسة والسبعون
بشرى الغرفات النيرات لأهل الطيبات
وهذه بشرى العجائب الهائلة بشرى فوق العقل والخيال ولكى نتفهم معانى البشرى يقول ربُّ العزة لنا أجمعين{ أنا الله لا إله إلا أنا رضائى كلام وغضبى كلام ورحمتى كلام، وعذابى كلام}[4] مَن الذى يثيبك على الكلام فى الدنيا بأى شئ مادى أو معنوى؟ لا يوجد ولكن الله جعل درجاتنا عنده فى الجنة بكلام أمرنا به فى كتابه قد لا ندرى من قريب أو بعيد سرَّ هذا الكلام كالذى نردده فى الصلاة بين يدى الملك العلام لكن ما زال العلم يكشف لنا على مدى الإيام إعجاز الله سبحانه وتعالى فى كلامه القرآنى{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً}يبين النبى درجات الجنة ويبين أعلى هذه الدرجات فيقول{إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا لِمَنْ أَلاَنَ الْكَلاَمَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَبَاتَ لَيْلَةً قَائِمَاً وَالنَّاسُ نِيَامٌ ٌ}[5] ففى هذه الغرف الشفافة يترآون لأهل الجنة كما تترآى الكواكب لأهل الأرض فهم فى غرف عالية يقول الله فيها}{غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ} فأهل الجنة سيرون هؤلاء من داخل غرفهم فى الجنة يتلألؤن ويلمعون وتسطع أنوارهم وتضيىء من حولهم لأهل الجنة كما نرى الشمس أو الكواكب الدرية فى كبد السماء فى الدنيا كما ورد فى الأحاديث كل هذه البشرى النيرة الراقية والجزاء العالى بماذا؟
بطلب سهل يسير له أجر كبير! وثواب عظيم من العلى الكبير وهو أن تلين الكلام مع إخوانك المؤمنين ومع أهل بيتك وجيرانك وزملائك فى العمل فبها تستوجب الشرط بفضل الملك العلام ولين الكلام يعنى أنهم يتحدثون بالكلام اللين أى الذي لا يجرح ولا يؤذي أحداً! كلام ليس فيه سب ولا شتم ولا لعن ولا تعريض ولا غمز ولا لمز ولا همز لأن كلمة واحدة قد ترفع الإنسان إلى أعلى الدرجات وكلمة أخرى قد تحطه إلى أسفل الدركات قال{إِنَّ العبدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكلمةِ من رضوانِ الله لا يُلْقِى لَهَا بالاً، يَرْفَعُ الله بِهَا لَهُ درجاتٍ، وإِنَّ العبدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكلمةِ من سَخَطِ الله لا يُلْقِي لَهَا بالاً، يَهْوَى بِهَا فـي جَهَنَّمَ}[6] إذاً ما الذي يرفع وما الذي يُنَزِّل؟ إنه الكلام فإذا كان كلام يحبُّه الملك العلام ويشيع السلام ويفشى المحبة والوئام ويريح قلوب الأنام فهو يرفع المرء إلى أعلى مقام فى درجات الله فى دار السلام أما إذا كان الكلام يجرح أو يشوه أو يؤذي الأنام فإنه يهوى بصاحبه إلى أسفل الدركات فى النيران والعياذ بالله وكونك تطعم الطعام ولو مرة واحدة فى الشهر يجعلك مؤهلاً أعظم لهذه الدرجة العالية وفى ذلك يقول الله{وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}قالت السيدة عائشة{ كانتْ لَنَا شاةٌ أَرَادَتْ أن تموتَ فَذَبَحْنَاهَا فَقَسَمْنَاهَا فجاءَ النبيُّ فقالَ: يا عائشةُ ما فَعَلَتْ شَاتُكُمْ؟، قالتْ: أَرَادَتْ أَنْ تموتَ فَذَبَحْنَاهَا فَقَسَمْنَاهَا، ولم يَبْقَ عِنْدَنَا مِنْهَا إلا كتفٌ، قال: الشاةُ كُلُّهَا لَكُمْ، إِلاَّ الكَتِفَ }[7] قال تعالى{مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ }والأمر الثالث لو قمت الليل أو صليت بالليل والناس نيام، ويعطى الله تلك البشرى العظيمة من صلي فرضى العشاء والصبح فى جماعة فقد قال النبى{ مَنْ صَلَّى صَلاَةَ الْعِشَاءِ وَالصُّبْحِ فِى جَمَاعَةٍ فَهُوَ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ}[8] أمر يسير تنال به هذه الدرجة الرفيعة، فاصنع لنفسك يا أخى ما تحب ان تكون عليه غداً وفى الرواية الأخرى زيادة أن هذا الأجر لمن {قال: لِمَنْ أَفْشَى السَّلامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاس نِيامٌ ِ}[9] فأضاف هنا خصلتين لأصحاب الغرف النيرات وزاد سببين لنوال تلك البشريات العظيمات وهما الصيام وإفشاء السلام وإفشاء السلام يشمل المعنى الشائع من إلقاء السلام على معرفة وغير معرفة ويشمل أيضاً نشر السلام والمحبة والوئام بين الأنام فتكون ممن يحبون أن يشيع السلام والتفاهم والمحبة والترابط بين الناس ومن يحرصون على سلامة قلوب إخوانهم والعيش فى سلام وتصالح وودٍّ ورباط يلمهم فإفشاء السلام سرٌ لأصحاب الغرف وهو فى الحقيقة مرتبط بشدة باللسان لأن الكلمة هى أشد ما يقطع أو يصل بين الناس بلينها أو بقسوتها وإفشاء السلام من أحب وأعلى وأغلى مقامات لين الكلام وأما الصيام فيكفيك ثلاثة أيام كل شهر على مدار العام – غير شهر الصيام- فتكون بذلك قد أدمت الصيام وهنا أنتهز الفرصة لأيسر لكم البشرى بحديث هو من أعظم البشريات حيث قال رسول الله مجيباً على من سأله لمن هذه الغرف؟قال الصادق المصدوق{لِمَنْ أَفْشَى السَّلامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاس نِيامٌ ِ قال: قلنا يا رسول اللـه ومن يطيق ذلك؟قال: أُمَّتِي تُطِيقُ ذلِكَ وَسَأخْبِركُمْ عَنْ ذلِكَ مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ أَوْ رَدَّ عَلَيْهِ فَقَدْ أَفْشَى السَّلامَ، وَمَنْ أَطْعَمَ أَهْلَهُ وَعِيَالَهُ مِنَ الطَّعَامِ حَتَّى يُشْبعَهُمْ فَقَدْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَمنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَقَدْ أَدَامَ الصِّيَامَ وَمَنْ صَلِّى العِشَاءَ الآخِرَةَ وَصَلِّى الغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ فَقَدْ صَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيامٌ }[10]فيا من تُهيئ شُقتك التى ستتركها إن عاجلاً أو آجلاً بأنواع الديكور وأصناف الأثاث والستور ماذا صنعت لدار ستدخلها وليس لك فيها إلا ما قدمت من الأعمال الصالحات وقد بينا لك سهولة ويسر التجهيزات لو صدقت النوايا والطوايا هل اخترت المكان الذى ستسكنه يوم الدين؟ فى أى حى من أحياء الجنة؟ والإعلانات تملأ كتاب رب العالمين! جنة الخلد وجنة الفردوس وجنة عدن وجنة المأوى أين تريد أن تحجز لنفسك بيتاً أو فيلا أو قصراً؟ وكل حى من تلك الأحياء أو درجة من هذه الدرجات لها أهلها ولها ملفها الذى يجهزه فى الدنيا الذى يريد دخولها هل جهزت ملفك الذى ستنال به الحظوة من درجات الجنة؟ أو القصر فى ربوعها؟ هل اشتريت سندات الملكية أوحولت الدفعة الأولية؟ وجهزت المبلغ المطلوب بالعملة المقبولة هناك إياك أن تقول ما زال أمامى منحة أى فرصة من الوقت لا تُسَوِّف فإنك لا تعلم متى تلقى الله هؤلاء المنعمون والمكرمون أتعرف ماذا يفعلون بينما الخلق جميعاً يحاسبون يجلسون فى غرفهم يشاهدون أهل الموقف ولا ينزلون للموقف إلا إذا كان لهم شفاعة وهؤلاء يجلسون فإلى ماذا ينظرون؟وبما يستمتعون؟ينظرون إلى بهاء الله وجمال الله وكمال الله ونور الله وتنزلات الله جل فى علاه فهذا نظرهم فيريد الله أن يُلفت النظر إلى مقامهم ويعرف الملائكة بحالهم فيطلب أن تجهز لهم الطعام والشراب والحور العين فيقولون: يارب لا قد تركنا هذه النعم أحوج ما نكون إليها فى الدنيا فيسألهم ربهم وهو اعلم بهم فماذا تريدون؟فيقولون: وحقك لا نريد إلا جمال وجهك{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ } قال الرجل الصالح مشيراً إلى تلك البشريات وجزائها واسمع لقوله:
من أطعم الخلق الطعام وأذاقهم حلو المدام
بذل الصداق عن السُّلام وأعان فقرا وذى السقام
صدقوا العهـود ملكوا الزمـام
صلى الجماعة واستدام وقهر جوعاً بالصيام
أو قام فى جنح الظلام وأحيا ليلاً باستهام
صدقوا العهـود ملكوا الزمـام
من لان للناس الكلام وجبر كسراً بالتئام
من جمع أرحام الأنام وحمى الغرير من اللئام
صدقوا العهـود ملكوا الزمـام
من أفشى فى القوم السلام وأضاء بشراً حيث قام
ودَّاً أشاعّ مع الوئام بالرفق واللين استقام
صدقوا العهـود ملكوا الزمـام
فجزاه ربى بالتمام والخلق فى وحل الزحام
لمَّا غشى الناس الضرام وصار عرقاً كالسجام
فأسكنوا الغرف العظام غرفاً أضاءت لا لثام
تحتها سحب الغمام فوقها غرف الوسام
فهنؤا بالحور الكرام مع النعيم المستدام
فهاهمو بلغوا المرام شَمِّر ودع عنك الملام
[1] وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رواه الطبراني بإسناد حسن ورواية "التمر" الطبرانى فى الكبير عن عمرو بن عنبسة الفتح الكبير
[2] البيهقى فى شعب الايمان وأَبُو سعيد النقَّاش في مُعجمِهِ وابنُ النَّجَّار عن أَنَسٍ جامع المسانيد والمراسيل
[3] يريد سبعين من الفعال التى وردت فى السنة وجزاؤها أن يستظل أهلها بظل العرش.
[5] رواه أبو الشيخ فى العظمة عن سلمان ورواه الطبرانى فى الكبير والأوسط عن أبى موسى
[6] لأحمد فى مسنده عن ابن عمرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جامع المسانيد والمراسيل
[7] رواه البخارى فى الصحيح عن عبدالله بن منير.
[8] سنن الكبرى للبيهقي عن عائشة
[9] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، المسند الجامع
[10] أخرجه أبو نعيم عن جابر وفى تخريج الإحياء، البعث والنشور للبيهقى والأمالى الشجريةونهاية الفتن والملاحم
|