مثل النحل أنا اجتزتُ المستنقعات
وسرتُ نحو بستانك المزهر
دخل حبك قلبي وأنار زواياه
واعتقني وحل عقدة لساني فتكلمت
أسمعتك طهر همسي وحبي
وسمعتُ طهر حبك وهمسك
وقيدني حبك
ولم اك ادري ظرفك
فارقتني
فثقلت موازين قيودي
ولم يبق لي إلا قريتك
أتشوق إليها تـَشوُق الرضيع إلى ذراعي أمه
أزورُ تلك البقعة الجميلة (..)
أغمض عينيّ َ كي أراك معي
فتصبح سحرا وهيبة
ليت صدر أرضها يحضنني
كلما ذهبت إلى المكان أريد النسيان
إلا وعدت منه كئيبا
وهواجس تقتلني
وصدري مملوء بأوجاع
تثور كالعواصف
وتتكاثر نامية نابية
أتأمل وأتفكر مرارة فراقك

الحيرة حول قلبي تنسج
بخيوط الحزن في حياتي
أجفاني تبكيك فراقك مزقها
أتنهد وأشكو حنجرتي فتحت
مثلما يتعذب الطير أصبحت أتعذب
بقضبان قفصه
عندما يرى أسراب الطيور حرة
في الخلاء الواسع
حتى شفتي الحياة أبت تقبيلي
وحتى أجفان الصباح
يا حبيبتي
تركتني ضائعا خائفا
ينقبض قلبي حين أذكرك
تؤلمني الوحدة حليفتي الوفية
أصبحت حياتي الدنيا
حبس ضيق وأنا مسجون فيه
وأصبحت أرفرف
فوق رؤوس الإحزان والهموم
ترى الناس آلامي خفيفة !
يحسبونها خرساء !
لكنها تقطن قلبي تحدثني تؤلمني
أسمعها وأتحمل ألمها
فحديثها عنكِ وألمها من أجلك
يا حبيبتي
ظرفك وأنت لا لوم لي عليهما
فانا أعرف نفسي
ولدت ميت
أعيش كالجسد الهامد فوق التراب
وتغمر حياتي الظلمة الحالكة
قوة حبك يوم عرفتك فقط
هي التي تقيدوني بالأرض
رغم بعدك عني
هكذا هي حياتي

سأبقى أحبك حتى ولو قالوا عني مجنون

أحبك