كان ياما كـان ( قبـل ) بسالـف العصـر واوانـه
قبل يمكن اربـع وعشريـن عـام او شـي دونـه
كان فيه انسـان قـد الحلـم واكبـر مـن زمانـه
اولـه مثـل آخـره .. وآخـرّه كـان الله بعـونـه
ابتـدى طفـلٍ يشخبـط عمـره ويـرسـم كيـانـه
تشرق الدنيـا مـن احلامـه وتغـرب فـي عيونـه
غيـر ضحكـه ماشغـل قلبـه ولا حـرّك لسـانـه
وغير شنطـة مدرسـه واحـلام ماشالـت متونـه
المهـم : الطفـل هـذا كانـت احـلامـه جبـانـه
يبنـي احلامـه لباكـر وان صحـى باكـر تخونـه
ابتـدا يكبـر , وتصغـر فرحتـه .. ويقـلّ شـانـه
وتسقط اوراقه , ويوسـع همـه , ويضيـق كونـه
الطفل هذا عطـى الماضـي لرجـل وقـال : امانـه
لايغيّـر حـاضـرك بــراءة المـاضـي ولـونـه
قـد ماتقـدر تسـوي ســو بالدنـيـا عشـانـه
ضحّ بأغلـى شـي عنـدك لجـل ماتبغـى تكونـه
روّح الطفـل وبقـى الرجـال واقـف فـي مكانـه
لاتزال ترنّ فـاذنه : ( عمـري اصحـى لاتخونـه )
امتطـى الرجـال صهـوة عمـره وأمسـك عنانـه
واستمـر يـربـي الحـلـم ويـداريـه ويصـونـه
يطلع الصبـح , ويـرد الليـل .. مـا للحـظ خانـه
كـل يـوم يـدوّر المستقبـل .. ويرجـع بـدونـه
صار يعـرف مايبـي يجهلـه مـن بـاب الميانـه
ويجهل اللي يعرفه , لجـل ان جهـل بـه يعرفونـه
مستعـد انـه يخسـر اشيـا ولايخـسـر رهـانـه
عـرّض افكـاره لمـوت الوعـي حتـى يفهمونـه
لين مرّه .. شـال فكـرة عقلـه , وطـاوع جنانـه
وابتـدا يعبـث بعمـر الطفـل , وانقـاد لشجـونـه
حب , واحساس , وحزن , واشواق , ووداع , وخيانه
نـاس يستقبلهـم بقلـبـه , ونــاس يودعـونـه
ينتهـي جرحـه مـع فلانـه , ويبـدأ مـع فلانـه
بـدّل الضحكـه بدمـع , وبـدّل الـعـز بمهـونـه
ليـن ضـاع وضيّـع الحلـم وفقـد لمسـة حنانـه
وانخذل في كل مـن حولـه , وخابـت بـه ظنونـه
وراح يسأل : كيـف ارد العمـر واوفـي بالأمانـه؟
جاوبه صوت الزمـان اللـي تجـرد مـن سكونـه
الرجـل : يقـدر يلطـخ ماضـي الطفـل بخيـانـه
بس كيف الطفل يوصل حاضـر الرجـل ويصونـه ؟!