الشفاعة العظمى
، وهي المقام المحمود ، الذي يرغب الأولون والآخرون فيه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليشفع إلى ربه
كي يخلص العباد من أهوال المحشر .
الشفاعة في أهل الذنوب
من الموحدين الذين دخلوا النار.
شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في أقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم
، فيشفع فيهم ليدخلوا الجنة ، وفي آخرين قد أمر
بهم إلى النار أن لا يدخلوها .شفاعته صلى الله عليه وسلم في رفع درجات من يدخل الجنة فيها فوق ما كان يقتضيه ثواب
أعمالهم .الشفاعة في أقوام يدخلون الجنة بغير حساب ، ويمكن أن يستشهد لهذا بحديث عكاشة بن محصن حيث دعا له
الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجعله من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ، والحديث في الصحيحين .شفاعة
الرسول صلى الله عليه وسلم في تخفيف عذاب عمه أبي طالب ، حيث يخرجه الله به إلى ضحضاح من نار يغطي
قدميه يغلي لهما دماغه .
شفاعته في الإذن للمؤمنين بدخول الجنة
والشفاعة في أهل الذنوب ليست خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد يشفع النبيون والشهداء والعلماء
، وقد يشفع للمرء
أعماله ،ولكن رسولنا صلى الله عليه وسلم له النصيب الأوفر منها وقد يشفع غيره أيضاً في رفع درجات المؤمنين ، وبيقة الأنواع
خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم
صفة النار وأهوالها وأنكالها
عمق جهنم وشدة حرها:
عن عُتبة بن غزوان عن النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قال: "إن الصَخرة العظيمة لَتُلقَى من شَفير جهنم فتهوي فيها سبعين خريفًا وما
تُفضي إلى قرارها" رواه أحمد وصححه الألباني.وعن أبي هُريرة رَضِي الله عنْهُ قال: كنا عند رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم فسمعنا
وَجْبَة (يعني سقطة) فقال النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم:"أتدرون ما هذا؟" قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: "هذا حجر رُمِي به في النار
منذ سبعين خريفَا فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها". رواه مسلم.ولجهنم سبعة أبواب؛ قال الله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ
لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} [الحجر: 44].وقيل المراد بالأبواب الأطباق؛ طبق فوق
طبق.وعن عبد الله بن مسعود رَضِي الله عنْهُ في قوله تعالى: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [البقرة: 24]، قال: هي حجارة من كبريت
خلقها الله يوم خلق السماوات والأرض في السماء الدنيا يعدها للكافرين.وعن ابن مسعود في قوله تعالى{إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ}
[المرسلات: 32]، قال: أما إني لست أقول كالشجرة ولكن كالحصون والمدائن.عن أبي هُريرة رَضِي الله عنْهُ قال: قال رَسول
اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم: "ناركم هذه التي يُوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءًا من حر جهنم" قالوا: والله إن كانت لكافية يا رسول
الله. قال: "فإنها فُضِّلت عليها بتسعة وتسعين جزءًا. كلها مثل حرها". رواه البخاري ومسلم.وفي الصحيحين أن النبي صَلَى اللهُ
عَليهِ وَسلَّم قال: "لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العزة تبارك وتعالى قدمه فتقول: قَط، قَط، وعِزتك (يعني كفى).
ويُزوى بعضها إلى بعض".
طعام أهل النار:
قال الله تعالى: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} [الغاشية: 6- 7]، والضريع: نوع من الشوك لا
تأكله إلا الدواب لخباثته.وقال تعالى: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا} [المزمل: 12- 13]. قال ابن
عباس: الغصة شوك يأخذ بالحلق لا يدخل ولا يخرج.وقد وصف الله عز وجل شجرة الزقوم فقال: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ
(64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ
إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ} [الصافات: 64- 68]والشوب هو: الخلط والمزج أي يخلط الزقوم المتناهي في القذارة والمرارة والحميم
المتناهي في اللهب والحرارة.عن ابن عباس رَضِي الله عنْهُما أن رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قرأ هذه الآية:{اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ
إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[آل عمران: 102] فقال رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم: "لو أن قطرة من الزقوم قُطِرت في دار الدنيا؛ لأفسدت على
أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون طعامه؟!"رواه الترمذي وصححه الترمذي.وقال تعالى{فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا
مِنْ غِسْلِينٍ} [الحاقة: 36- 37] قال ابن عباس رَضِي الله عنْهُما: الغسلين: الدم والماء والصديد الذي يسيل من لحومهم. شراب أهل النار:
قال الله تعالى: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ}
[إبراهيم: 16- 17]،أي: يستقي من ماء صديد شديد النتانة والكثافة فيتكرهه ولا يكاد يبتلعه من شدة نتانته وكثافته.قال تعالى: {وَسُقُوا
مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15]والحميم هو الماء الحار المغلي بنار جهنم يُذاب بهذا الحميم ما في بطونهم وتسيل به أمعاؤهم،
وتتناثر جلودهم كما قال تعالى: {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} [الحج: 20].
ملابس أهل النار:
قال الله عز وجل: {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ} [إبراهيم: 49- 50]،
أي قمصانهم من قطران تُطلى به جلودهم حتى يعود ذلك الطلاء كالسرابيل، وخص القطران لسرعة اشتعال النار فيه مع نتن رائحته
ووحشة لونه.وقال تعالى: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ} [الحج: 19]؛ أي قُدرت لهم على
قدر جثثهم؛ لأن الثياب تُقطع على مقدار بدن من يلبسها.وعن سمُرة بن جندب رَضِي الله عنْهُ أن النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قال: "منهم
من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته، ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته" رواه مسلم.
أسرة أهل النار:
قال تعالى: {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} [الأعراف: 41]، أي فرش من النار ويلتحفون بألحفة من النار عياذًا بالله من حالهم.
وقال تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} [الزمر: 16]،أي أطباق وفراش ومهاد وسرادقات، وإطلاق الظلل عليها تهكمًا. عظم أهل النار وبشاعة منظرهم:
عن أبي هُريرة رَضِي الله عنْهُ عن النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قال" مابين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المُسرِع"رواه البخاري والمنكب
هو الكتف.وعنه رَضِي الله عنْهُ قال: قال رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم: "ضِرس الكافر أو ناب الكافر مثل اُحُد، وغِلَظ جلده مسيرة ثلاث".
بعض من عذاب أهل النار:
عن النعمان بن بشير رَضِي الله عنْهُ عن النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قال: "إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة رجلٌ على أخمص قدميه جمرتان
يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجلُ والقمقم" رواه البخاري.وعن الحسن البصري في قوله تعالى:{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا
لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [النساء: 56]قال: تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة، كلما أكلتهم قيل لهم: عودوا، فيعودوا كما كانوا.وعن أنس بن مالك
رَضِي الله عنْهُ قال:قال رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم: "يُؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامةفيُصبغ في النار صبغة. ثم يُقال: يا ابن
آدم! هل رأيت خيرًا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا. والله يا رب!.ويُؤتى بأشد الناس بؤسًا في الدنيا من أهل الجنة فيُصبَغ صبغة في الجنة
فيُقال له: يا ابن آدم! هل رأيت بؤسًا قط؟هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا. والله يا رب! ما مر بي بؤسٌ قط، ولا رأيت شدة قط". رواه مسلم.