المقدمة

اختلف العلماء في تحديد الخوف عند الإنسان، فمنهم من يرجع الخوف لأسباب نفسية تتعلق بشخصية الخائف، وما ينعكس على نفسيته من بيئته سواء أكانت مشاكل أسرية أم اضطرابات منعكسة على الفرد من حوله من أقرب المقربين إليه كوالديه ومدرسيه ورفقائه فإذ ذلك كله يسبب خوفاً واضطرابات نفسية.
كما أن الخوف فطري، وأما مثيراته فهي مكتسبة أو أن بعضها مكتسب والكثير منها مثل الخوف من الحيوان المفترس ومن عوامل الطبيعة القاتلة.
والخوف عند الإنسان هو خوف عادي وخوف مرضي، الخوف العادي يحس به الإنسان أثناء حياته العادية وهو حقيقي أما الخوف المرضي هو خوف أثناء حياته العادية وهو حقيقي أما الخوف المرضي هو خوف شاذ ولا يخيف العادي.
فالخوف موجود في الأصل داخل الإنسان ولكن أنواع الخوف تختلف من شخص لآخر، مخاوف الإنسان العادي والسليم تندرج ضمن الأمور التي سببت له الأذى في مرحلة الطفولة، أما مخاوف الإنسان المعاق فهي تكون نابعة من إعاقته وحاجته إلى رعاية وحماية وخاصة المعوق بصرياً حيث أنه يتعرض لمشكلات كثيرة أثناء سير حياته اليومية، وتكثر مخاوفه تجاه العالم المحيط الذي لا يرى منه شيء.
لذا فموضوع هذا البحث هو الخوف لدى المكفوفين لما له من أهمية في التعرف على الخوف عامة والتعرف على المكفوفين ثم التعرف على مخاوف المكفوفين ودراسة بعض الحالات كصورة واقعية عن المخاوف الموجودة لدى المكفوفين من كلا الجنسين.









أولاً : الخوف
1ً- تعريف الخوف :
وهو نوع شديد من الانفعالات التي يمكن أن تسيطر كلياً على حياة الإنسان سواء كان صغيراً أو كبيراً، ومن العناصر القريبة جداً من الخوف هي مشاعر القلق والرهبة مما يمكن أن يحدث في مجريات الحياة.



2ً- أسباب الخوف :
1- الاكتساب : إن معظم مخاوف الأشخاص ناتجة عن التعلم
2- التجارب الخاصة : يحصل الخوف من تجارب سيئة مؤلمة مرت به.
3ً- أنواع الخوف :
تنقسم المخاوف إلى نوعين :
1- مخاوف حقيقية، وهي التي تسبب للإنسان الألم إذا ما تجاهلها كالنار أو الأسلحة الحادة.
2- مخاوف غير حقيقية : وهي التي نشأت في الماضي عن أسباب حقيقية تركت أثراً في الفرد ولكنها لا يجب أن تصبح الآن مثيرات للخوف، وذلك كالكبار الذين يخافون من الفئران والظلام.




v أنواع الخوف عند الأطفال العاديين :
1 - الخوف من فقدان حب والديه له :
يمر كل الأطفال بمرحلة يخشون فيها أن يفقدوا محبة الأم أو الأب وهذه الخشية طبيعية نابعة من إحساس الطفل بعجزه وهشاشة مكانته في بيئته فوالدا الطفل هما سر قوته.
لذلك يجب على الوالدين أن يكفا تماماً عن التهديد بنبذ الطفل أو تركه ففي الشارع لوحده. أو بيعه لأول عبار سبيل لأن ذلك من شأنه أن يزيد من مخاوف الهجر عند الطفل ويذكي خياله الصغير بأنه وحيد في هذه الدنيا.
كما أن الطفل يخاف من الأصوات العالية ولاسيما قصف الرعد وكذلك الخوف من الظلام والأحلام المزعجة.


2 - الخوف من الأشياء الغريبة :
إن الأشياء التي يخاف منها الطفل كثيراً ما تكون جديدة عليه كل الجدة ولا تكون قد ارتبطت في حياته بأشياء مخيفة بحيث يمكن تفسير خوف الطفل بالفعل المنعكس الشرطي يعني انتقال الخوف بالمجاورة والتكرار من صوت الجرس لأنه يرتبط بضرب المدرس له بالحصة.


3 - الخوف من الوقوع :
يخاف الطفل من الوقوع في المكان. ويتبدى هذا الخوف لديه في يقظته ونعاسه. ويظل هذا اللون من الخوف. معتملاً لديه طوال حياته فالكبير يتعرض في أثناء نعاسه العميق لخوف مفاجئ يصيبه نتيجة إحساسه وكأنه سيسقط أو كأنه يسقط بالفعل إلى أسفل، ولكنه سرعان ما يستيقظ ويجد نفسه نائماً على السرير في مأمن من السقوط.
4 - الخوف من الألم :
أن يتألم الطفل شيء وأن يخاف من أن يتألم شيء آخر. فالشعور بالألم يرتبط بالدرجة الأولى بالناحية الجسمية، أما الخوف من الأمل فإنه يرتبط بالدرجة الأولى بالناحية النفسية.
..................................................
تصنيف علماء النفس الخواف؟

1- خواف الأماكن العالية.
2- خواف الأماكن المفتوحة.
3- خواف العقوبة والألم.
4- خواف العواصف والرعد والبرق.
5- خواف الأماكن المغلقة.
6- خواف الدم.
7- خواف التلوث والميكروبات.
8- خواف الوحدة.
9- خواف الظلام.
10- خواف الزحام.
11- خواف الحيوانات.
12- خواف المدرسة.
13- خوف الموت.


ثانياً : الإعاقة البصرية
1 – تعريف المعوق بصرياً :
إن مجال البصر للإنسان العادي هو حوالي 180 درجة فإذا أصبح أقل من 20درجة فالشخص يعتبر مكفوفاً قانونياً.

فالطفل الكفيف طبياً : هو الطفل الذي فقد القدرة على الرؤية بالجهاز المخصص لهذا الغرض وهو العين وهذا الجهاز يعجز عن أداء وظيفته إذا أصابه خلل وهو إما خلل طارئ كالإصابة بالحوادث أو ولادي يولد مع الطفل.
أما تعريف الطفل الكفيف تربوياً : فهو الطفل الذي يتعلم من خلال القنوات اللمسية والسمعية.

.
2 – فئات الإعاقة البصرية :
يمكن تصنيف المعاقين بصرياً انطلاقاً من التعريف الطبي إلى عدة فئات :
1) المكفوفين كلياً : وهم الذين يستطيعون إدراك الضوء وتقل حدة إبصارهم عن 20/200، بيد أنه لا يمكنهم رؤية أي مثير بصري يوضع أو حتى يتحرك على بعد ثلاثة أقدام عن أعينهم.
2) مكفوفين يستطيعون إدراك الحركة : وتصل حدة إبصارهم إلى 5/200 ويمكنهم عد أصابعهم ممن مسافة ثلاثة أقدام عن أعينهم.
3) مكفوفون يستطيعون القراءة : وتصل حدة إبصارهم إلى 10/200 ويمكنهم قراءة العناوين الكبيرة للصحف ولديهم بعض بقايا الأبصار تمكنهم من التنقل من مكان لآخر بمفردهم.
4) مكفوفون يستطيعون القراءة : وتصل حدة إبصارهم إلى أقل من 20/200 ويمكنهم قراءة الحروف المكتوبة بخط واضح كما يمكنهم قراءة عناوين الصحف.

أما تصنيفهم تربوياً وذلك حسب السن الذي حدثت فيه الإصابة بالعمى يكون بالشكل التالي :
1- مكفوفون كلية ولدوا أو أصيبوا بالعمى قبل سن الخامسة.
2- مكفوفون كلية ولدوا أو أصيبوا بالعمى بعد سن الخامسة.
3- ضعف بصر ولادي.
4- ضعف بصر مكتسب.


3 – أسباب الإعاقة البصرية :
أ‌) أسباب مؤثرة قبل الولادة : وهي إما أن تكون عوامل وراثية، أو عوامل مؤثرة في أثناء الحمل تمتد من لحظة تكون الجنين حتى الولادة.


ب‌) أسباب مؤثرة أثناء الولادة : مثل الولادة باستخدام المخدر أو العقاقير المساعدة، على الولادة أو إصابة الأم بمرض السيدان، كما أن الأطفال الذين يولدون قبل الموعد الطبيعي أكثر عرضة للإصابة نظراً للقدر الكبير من الأوكسجين الذي يحصلون عليه أثناء فترة بقائهم في الحضانات.


جـ) أسباب مؤثرة بعد الولادة :
1- أسباب خارجية : تتعلق بكرة العين، وتشمل عيوب الأجزاء المكونة للعين كالطبقية والقرنية والشبكية والعدسة.
2- أسباب داخلية : تتعلق بالعصب البصري وبالمراكز العصبية بالدماغ مثل : الحول، الماء الأبيض، انفصال الشبكية، التليف خلف عدسي، عمى الألوان، التهاب الملتحمة، ضمور العصب البصري.
3- الإصابة بالحوادث والأمراض المعدية والجهل والعادات السيئة : إن تعرض الطفل للإصابة بالآلات الحادة أو الحجارة أو السقوط على الأشياء المدببة، أو تعرضه للأمراض المعدية كالزهري والسكري وغيرها، وقلة النظافة وعدم الاهتمام بالعادات والأسباب الصحية للعناية بالعين، كل هذه العوامل تؤدي لإصابة الطفل بالإعاقة البصرية.





ثالثاً : دراسة حالة
1ً – الحالة الأولى : ذكر
الاسم : زاهر شمري
العمر : 19 سنة
الأب : موظف
الأم : ربة منزل
الأخوة : العدد اثنا عشر أخاً وأختاً
الشهادة : الشهادة الثانوية العامة (أدبي)
العمل : موظف إداري
سبب العمى : منذ الولادة ولا يوجد إعاقات أخرى
الخوف : أخاف من الأماكن الواسعة التي لا أعرفها ومن الأشخاص الذين يوجدون في ورائي وأشعر بأنهم يتكلمون أو ينظرون إلي من ورائي، ولكن أكثر ما أخاف منه أن أبقى وحيداً، أن أخسر أهلي أو أحد المقربين لي، وخاصة أن أفارق أصدقائي. لذا أسعى إلى تكوين صداقات كثيرة كي لا أبقى


2ً –الحالة الثانية: أنثى
الاسم : فايزة أحمد
العمر : 21 سنة
الأب : موظف
الأم : موظفة
الأخوة : (4) ذكور وأختان
الشهادة : شهادة إعدادية
العمل : غير موظفة
سبب العمى : وراثي منذ الولادة، وحدي في العائلة غير مبصرة.
الخوف : أخاف من أن أخسر أمي كثيراً أريدها أن تبقى بجواري دائماً كما أني أخاف من الأشخاص الذين لا أعرفهم، ويكثرون الكلام من حولي، كما أني أخاف من الوحدة كثيراً، ومن البقاء في المنزل لمدة طويلة لوحدي، أخاف ا، أبقى بدون زواج، وبدون أولاد.