الأم ...أصل العطاء ونبع الحنان ...
السلام عليكم ورحمة الله
تحية طيبة وبعد ...............
......الأم ......
قلب رحيم وصدر حنون مجبول على الشفقة نفس كبيرة وسعت مالم تسعه آلاف الفوس
خلقأ خلق فركبت فيه الرحمة حين خالطت أحشاءه وسرت سريان الدم في عروقه يحب وإن لم يُحب ويحنوا وإن أُغلظ عليه
لاتجازي بالسيئة السيئة
بل يغشى المسيءبراً وإحساناً
لكأنما حيزت معاني الحب حتى إستأثر بها عمن سواه
وجمعت خصال الرقة والشفقة فظفر بها عن سائر الخلق
لم أصفه أيها الأخيار
إنه المخلوق الذي قدم وضحى ولم يزل
كم حزن لتفرح ..وجاع لتشبع...وبكى لتضحك...وسهر لتنام ...وتحمل الصعاب في سبيل راحتك
إذا فرحت فرح وإن حزنت حزن إذا داهمك الهم فحياته في غم
أمله أن تحيا سعيدا راضيا مرضيا
مناه أن يرفرف السرور في سمائك وسكن الحبور ربوعك
إنه المخلوق الضعيف الذي يعطي ولا يطلب مقابلا ولاأجرا ويبذل ولايأمل شكرا
هل سمععت عن مخلوق يحبك أكثر من ماله
لا بل أكثر من من دنياه
لا بل أكثر من نفسه التى بين جنبيه
نعم : يحبك أكثر من نفسه
إنها الأم
الأم وكفى رمز الجنان
تذكر حال صغرك
ضعف طفولتك ...فقد حملتك في بطنها تسعة أشهر..وهنا على وهن ...حملتك كرها ..ووضعتك كرها ...
تزيد بنموك ضعفا
وتحملها فوق طاقتها عناء
وهي ضعيفة الجسم واهنة القوى
وعند وضعك رأت الموت بعينها
زفرات............وأنين ..غصص ...وآلام
لكنها تتصبر ....تتصبر....تتصبر
وعندما رأتك بجانبها ...وضمتك إلى صدرها ....وإستنشقت ريحك ....وتحسست أنفاسك تتردد ..
نسيت كل آلامها وتناست أوجاعها
رأتك فعلقت فيك أمالها
رأت فيك بهجة الحياة وزينتها
ثم ماذا بعد ياترى .......؟؟؟؟؟
إنصرفت إلى خدمتك
ليلها ...ونهارها...تغذيك بصحتها ...وتنميك بهزالها ...وتقويك بضعفها ...
فطعامك درها ....وبيتك حجرها ..ومركبك يداها ...تحيطك وترعاك ...تجوع لتشبع
فهي بك رحيمة ...وعليك شفيقة
إن غابت عنك دعوتها ...وإذا أعرضت عنك ناجيتها ...وإذا اصابك مكروه إستغثت بها
تحسب الخير كله عندها ...وتظن الشر لايصل إليك إذا ضمتك إلى صدرها أو لاحضتك بعينها
تخاف عليك رقة النسيم وطنين الذباب
وتؤثرك على نفسها بالغذاء والراحة
فلما تم فصالك في عامين وبدأت تمشي
أخذت تحيطك بعنايتها وتتبعك نظراتها وتسعى وراءك خوفا وهلعا عليك
ثم ماذا
كبرت فكبر جهلك وأخذت منك السنين فأخذ منها الشوق والحنين
صورتك أبهى عندها من البدر إذا إستتم
صوتك أبدى على مسمعها من صوت البلابل المغردة والأطيار المغنية
ريحك أروع عندها من الأطياب والأزهار
سعادتك أغلى من الدنيا لو سيقت إليها
يرخص عندها كل شيء في سبيل راحتك حتى ترخص عندها نفسها التى بين جنبيها فتؤثر الموت لتعيش أنت سالما معافى
أفلا تستحق أن أفديها بعمري وولدي ومالي
بل تستحقين أمي وأكثر
روى أحمد والنسائي وإبن ماجة عن معاوية بن جاهمة السلمي رضي الله عنه قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يارسول الله : إن كنت أردت الجهاد معك أبتغي وجه الله والدار الأخرة
قال: ( ويحك أأحية أمك )
قلت : نعم يارسول الله
قال : ( إرجع فبرها)
ثم أتيته من الجانب الأخر فقلت : يارسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي به وجه الله والدار الأخرة
قال : ( ويحك أحية أمك )
قلت نعم يارسول الله
قال ( فإرجع يها وإبرها)
ثم أتيته من أمامه فقلت : يارسول الهل إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي به وجه الله والدار الأخرة
قال : ( ويحك أحية أمك )
قلت نعم يارسول الله
قال: ( إلزم رجلها فثم الجنة )
والأحاديث في وجوب بر الوالدين كثيرة ولكني إكتفيت بما سبق
لأمك حق لو علمت كبير
كثيرك ياهذا لديه يسير
فكم ليلة باتت بثقلك تشتكي
لها من جواها آنة وزفير
فكم غسلت عنك الأذى بيمينها
وماحجرها إلا لك سرير
وتفديك مما تشتك بنفسها
ومن ثديها شرب لديك نمير
وكم مرة جاعت وأعطتك قوتها
حنوا وإشفاقا وأنت صغير
فضيعتها لما أسئت جهالة
وطال عليك الأمر وهو قصير
فآها لذي عقل ويتبع الهوى
وآها لأعمى القلب وهو بصير
فدونك فارغب في عميم دعائها
فأنت لماتدعوا إليه فقير
أخواني أخواتي الكرام
كم ساعات قضى فيها المسلم للوالدين حاجات غفر الله عز وجل بها الذنوب والزلات وخرج بها الهموم والكربات
كم ولد بار أو فتاة بارة قاما من عند والديهما بعد سلام أو طيب كلام أو هدية متواضعة وقد فتحت أبواب السماء بدعوات مستجابات لهما من والديهما الضعيفين الكبيرين
فإتقوا الله في الأم والأب سيما إذا بلغا من الكبر والسن عتيا
ووهن العظم وإشتعل الرأس شيبا وبلغت بهما الحال مابلغت وأصبحا ينظران نظر الذي ينتظر لقمة هنية أو أعطية جزيه
أسأل الله عز وجل أن يحنن قلوبنا على والدينا وأن يجعلني وإياكم من البارين بهم في حياتهم وبعد مماتهم وأن يرحمهما كما ربياني صغيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تقديري وإحترامي للجميع
|