قال تقرير علمي إنه توصل إلى تحديد عامل أساسي في بنية الدماغ على صلة بمرض التوحد لدى الأطفال، يتمثل في تزايد بحجم منطقة اللوزة الدماغية أميغدالا تصل نسبته إلى 13 في المائة لدى المرضى مقارنة بنظرائهم من الأصحاء. الاختبارات التي جرت باستخدام الرنين المغناطيسي تعتمد على مسح شمل 83 طفلاً، بينهم 50 من المصابين بالمرض.ونقلت شبكة السي ان ان عن الدكتور جوزيف بيفن، الذي أشرف على إعداد الدراسة بجامعة نورث كاليفورنيا، قوله: نعتقد أن الأطفال الذين يعانون التوحد يولدون في البداية بدماغ طبيعي، ومن ثم تبدأ منطقة اللوزة الدماغية بالنمو بشكل متزايد لديهم، وهذه الدراسة تسمح لنا بالاطلاع على طريقة عمل الدماغ بشكل قد يوفر لنا إمكانية التدخل الناجح والمبكر . وفي حالتها الطبيعية، تقوم اللوزة الدماغية بمهام أساسية، حيث تساعد في إطار ما يعرف بـ التنبه المشترك والمتمثل في قدرة الشخص على معرفة الوجوه والأسماء والتعبير عن المشاعر المرتبطة بها، كمعرفة الصديق من العدو والأقرباء من الغرباء. وأوضح بيفن لـcnn بعض الاختبارات السلوكية التي اتبعت خلال الدراسة أيضاً بالقول: كنا نحاول دفع الطفل للنظر إلى جهة معينة، كأن نشير إلى ساعة معلقة على الحائط مثلاً، حيث بإمكان الطفل العادي الذي لم يتجاوز السنة الثانية من عمره النظر إلى الوجوه وتحديد المكان الذي يجب الالتفات إليه، في حين يعجز الطفل المصاب بالتوحد عن ذلك. وتفترض الدراسة أن فقدان قدرات التنبه المشترك تمثل العارض الوحيد المعروف لتضخم حجم اللوزة الدماغية، ما يدفع إلى الاعتقاد بأن هذا التضخم هو المسبب الأساسي لمرض التوحد، أو أنه ظاهرة مصاحبة له.من جهته، قال الدكتور باري كوسوفسكي، مدير قسم الأعصاب في مركز كورنيل الطبي، الذي لم يشارك في الدراسة: أهمية هذا البحث تكمن في أنه اكتشف أن حجم اللوزة الدماغية يتزايد حتى بلوغ الطفل السنة الثانية من عمره ثم يتوقف، ولكن يبقى السؤال المطروح هو: هل يولد الأطفال وهم يعانون التوحد أم أنه مرض يظهر في فترة لاحقة؟ . وأضاف: بعد أن نفهم طبيعة التركيب العصبي سيكون بوسعنا معرفة ما إذا كان الطفل مريضاً بالتوحد منذ الشهر السادس من عمره، وقد نطوّر بالتالي طرقاً جديدة للتدخل والحد من نمو الدماغ المفرط في فترة مبكرة .يشار إلى أن مرض التوحد بات واحداً من أكثر أمراض شذوذ السلوك لدى الأطفال انتشاراً، ويمكن تشخيصه لدى الأطفال في سن الثالثة.ورغم أن أسباب المرض وتزايد ظهوره في العقود الأخيرة غير معروفة بشكل دقيق بعد، إلا أن هناك بعض العوارض المحددة، مثل قيام الطفل بأداء حركات مكررة ونمطية بالأيدي أو الأصابع أو الأشياء، وصعوبة التحدث أو تكرار الكلام ورفض تغيير النمط أو مكان الجلوس وعدم الاستجابة بشكل صحيح للاستثارات الحسية.