أولاده ونساءوه :
تزوج ـ رضي الله عنه ـ من نساء أربع وهن :-
1 - فاختة بنت قرظة بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف وأنجبت له عبد الرحمن وبه كان يكنى، وعبد الله .
2 - كنوة بنت قرظة بن عمرو وتزوجها بعد وفاة أختها فاختة وهي التي كانت معه حين فتح قبرص .
3 - نائلة بنت عمارة الكلبية ثم طلقها .
4 - ميسون بنت بحدل وأنجبت له يزيد وهو الذي تولى الملك بعده ، وأمة رب المشارق وماتت صغيرة ، ورملة وتزوجها عمرو بن عثمان بن عفان ، وهند تزوجها عبد الله بن عامر .
عفوه وحلمه :
وإن كان لكل واحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفةً عُرف بها ، فإن صفة الحلم مما اشتهر به معاوية ـ رضي الله عنه ـ ويضرب به المثل في ذلك وهو صاحب الشعرة التي لا تقطع بينه وبين الناس أبدًا ، وقد أسمعه رجلاً كلامًا سيئًا شديدًا ، فقيل له : لو سطوت عليه ؛ فقال إني لاستحي من الله أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي .
وقال ابن أخته عبد الرحمن بن أم الحكم : إن فلانًا يشتمني فقال له : طأطىء لها فتمر فتجاوز ، وقال له رجل : ما رأيت أندل منك ؟ فقال : بلى، من واجه الرجال بمثل هذا .
ظرفه وفكاهته :
وعلى الرغم من هذا فقد كان معاوية ـ رضي الله عنه ـ صاحب فكاهة ودعابة ، فقد أتاه رجل يومًا فسأله مساعدة في بناء داره باثني عشر ألف (12000) جذع من الخشب ، فقال معاوية أين دارك ؟ فقال بالبصرة ، قال وكم اتساعها ؟ قال فرسخان في فرسخين ، قال معاوية : لا تقل داري بالبصرة، ولكن قل : البصرة في داري .
أعماله ـ رضي الله عنه ـ :
منذ أن أسلم معاوية أدرك جيدًا كما أدرك غيره من مسلمة الفتح أن الأولين قد سبقوهم بالفضل والأعمال ، فعزموا على أن يكون لهم أعمال تقرّبهم من إخوانهم في الفضل والمنزلة ، وقد رأينا ذلك واضحًا من كلام أبي سفيان لابنه معاوية ـ رضي الله عنهما ـ حين ولاّه الفاروق الشام مكان أخيه يزيد ، ومن أعمال معاوية :
1 - كان كاتبًا للوحي بين يدي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
.
2 - شارك معاوية جنديًا مخلصًا في حروب الردة وقتال المرتدين .
3 - أول من أسس الأسطول الإسلامي البحري .
4 - كانت الفتوح البحرية من أعماله وهو أول من قام بها .
5 - غزا معاوية بلاد الروم ست عشرة غزوة تذهب سرية في الصيف وتشتوا بأرض الروم ثم تقفل وتعقبها أخرى .
ولقد حاول ملك الروم أن يستغل الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنه فأرسل إليه معاوية قائلاً : والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك لأصطلحن أنا وابن عمي عليك ولأخرجنك من جميع بلادك ولأضيقن عليك الأرض بما رحبت .
وفاته :
بعد حياة طويلة عاشها معاوية في الجاهلية والإسلام وافت المنية معاوية ـ رضي الله عنه ـ بعد أن وُلي الشامعشرين عامًاوأمر المسلمين عامة عشرينأخرى ووافته المنية في مستهل رجبسنة 60هـ ،
ولما حضرته الوفاة جعل يضع خده على الأرض ثم يقلب وجهه ويضع الخد الآخر ويبكي
ويقول : اللهم إنك قلت ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) (النساء:8). الله اجعلني فيمن تشاء أن تغفر له .
وكان ـرضي الله عنه ـ يرجـو رحمة ربه فيقول : اللهم أَقِلِ العثرة ، واعفُ الزلة ، وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرجُ غيرك فإنك واسع المغفرة ، ليس لذي خطيئة من خطيئة مهرب إلا إليك .
ولقد كان معاوية قد جمع بعض آثارالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فوصى أن يدفن فقال لمن يوصيه إذا دنى أجلي فول غسلي رجلاً لبيبًا ثم أعمد إلى منديل في الخزانة فيه ثوب من ثياب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقراضة من شعره وأظفار ، فاستودع القراضة أنفي وفمي وأذني وعيني واجعل ذلك الثوب مما يلي جلدي دون لفافي ،
فإذا أدرجتموني في جريدتي وضعتموني في حفرتي فخلوا معاوية وأرحم الراحمين .
وكـان ذلك ليلة الخميس مستهل رجب 60هـ وعمره 73 عامًا ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ