أزمة الفهم
.
(أنا مثل الطبيب ثمة ما يجرح في عملي..)
.
هذا ما قاله (برناردشو)
الذي وصفه البعض
بأنه ناقد النقاد
.
تذكرت كلام (شو)
وأنا أفكر في معاناتي مع الكتابة منذ زمن
كثيرا ما تقف العوائق في طريقي وخاصة تلك العوائق العقلية و المفاهيم الجامدة ومحدودية الفكر و و و
.
إن ما يقوله برناردشو
.
يختصر معاناة الكثير من الكتاب الذين طرقوا باب النقد الإجتماعي
والذين يركزون على الظواهر السلبية
.
أما لماذا ؟
.
فلأن نقدهم وكتابتهم (جارحة)
.
مع أن هدفها (العلاج)
أو على الأقل (التشخيص)
.
إن ما يزعج الكاتب أو الناقد
أن يساء تفسير ما يكتب
وهذا يعني أنه ملزم بالوضوح
.
وهذا الأمر يتطلب من الناقد أو الكاتب
.
ثقة في النفس لايعتريها الإحباط
و يتطلب أن يتسم بالإدهاش
وإثارة الأسئلة التي تحرك العقل
.
فالوضوح لا ينتقص من الإبداع والتميز
.
ولا زلنا نتعلم أن أقصر خط يوصل بين نقطتين
هو الخط المستقيم
.
لا يفترض في مشاركاتنا أن تدغدغ المشاعر
وتجعلنا نستكين إلى الدعة والوداعة
.
بل يجب أن نتوقع أنها تفجر في نفوسنا طاقات القدرة على التفكير الجاد والتأمل الواعي
.
كما يجب أن تبعث في عقولنا الأسئلة الحادة والمثيرة
.
مهما كانت المشاركة والكتابة والنقد
جارحة ومثيرة لكوامن النفس البشرية
وما فيها من مشاعر متناقضة
فإن الوضوح كفيل بأن يشفع له أمام القارئ والمتلقي
.
ولكن ما يفجع المشارك والكاتب والناقد وهو يحاول أن يرمي بالغموض جانبا
أن يعجز البعض عن فهم هذا الوضوح
ألا تسعفه قدراته على امتلاك زمام الفهم..
.
ففي هذه الحالة كما في حالات أخرى
لا نملك أن نجد العذر للمشارك والكاتب والناقد
ونتذكر أنه
(انا مثل الطبيب ثمه مايحرح فى عملى)