قال ابن القيم
مفرقا بين خشوع الايمان وخشوع النفاق
(خشوع الايمان هو
خشوع القلب لله بالتعظيم والإجلال والوقار والمهابة والحياء فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والخجل والحب والحياء وشهود نعمة الله وجناياته هو ، فيخشع القلب لا محاله فيتبعه خشوع الجوارح ..
واما خشوع النفاق
فيبدو على الجوارح تصنعا وتكلفا والقلب غير خاشع
وكان بعض الصحابه يقول :
اعوذ بالله من خشوع النفاق ،
قيل له : وما خشوع النفاق ؟؟
فقال :
أن يرى الجسد خاشعا والقلب غير خاشع ،
فالخاشع لله عبد قد خمدت نيران شهوته ، وسكن دخانها عن صدره فانجلى الصدر وأشرق فيه نور العظمة فماتت شهوات النفس للخوف والوقار الذي حشي به ،
وخمدت الجوارح وتوقر القلب واطمأن إلى الله وذكره بالسكينه التي نزلت عليه من ربه فصار مخبتا له ،
والمخبت المطمئن ،
فإن الخبت من الأرض ما اطمأن فاستنقع فيه الماء ،
فكذلك القلب المخبت قد خشع واطمأن كالبقعه المطمئنه من الارض التي يجري إليها الماء فيستقر فيها ،
وعلاماته أن يسجد بين يدي ربه إجلالاً له وذلاً وانكساراً بين يديه ، سجده لا يرفع رأسه حتى يلقاه ....
فهذا خشوع الإيمان ..)