الموضوع
:
القرآن الكريم يحث على الإنفاق
عرض مشاركة واحدة
05-06-2012, 08:57 AM
#
1
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1636
تاريخ التسجيل :
Oct 2011
أخر زيارة :
09-16-2012 (03:25 PM)
المشاركات :
12,032 [
+
]
التقييم :
125
لوني المفضل :
Cadetblue
القرآن الكريم يحث على الإنفاق
[TABLE1="width:85%;background-color:black;border:4px inset teal;"]
بسم الله الرحمن الرحيم
القرآن الكريم.. يحث على الإنفاق
إنّ قراءة واعية متأمِّلة في منهج الاسلام تكشف لنا عن رؤية الإسلام للمال، وأهدافه ومقاصده في الحياة الاقتصادية.. وهي تحريك المال في المجتمع عن طريق إنفاقه في مجالات الاستهلاك المشروع.. لسدِّ الحاجات المعيشية وتوفير الخدمات، وتطوير الحياة، وحلّ مشاكل المجتمع..
فإنّ تكديس المال واحتكاره ويتسبّب في الأزمات الاقتصادية، ونشوء طبقة رأسمالية مرفّهة، وطبقات فقيرة محرومة، ويتسبّب الحرمان في المشاكل النفسية والأمنية والصراعات الطبقية والدولية، واختلال أوضاع المجتمع بأسرها..
لذا كان هدف الأنبياء في المال هو الإنفاق ليصل إلى كلِّ محتاج، ويُغذِّي جسم المجتمع، ويُغطِّي حاجته.. ولأجل ذلك نهى القرآن الكريم وحرّم اكتناز المال وتجميده وحرمان المجتمع منه.. قال تعالى: (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأغْنِيَاءِ مِنْكُمْ) (الحشر/ 7).
(وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٤)يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) (التوبة/ 35).
(تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى) (المعارج/ 17-18).
(وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) (همزة/ 1-4).
(وَأُحْضِرَتِ الأنْفُسُ الشُّحَّ) (النساء/ 128).
(وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر/ 9).
وكما نهى القرآن الكريم عن جمع المال واكتنازه وحرمان المجتمع منه.. دعا إلى الانفاق، وإيصال المال إلى مساحات المجتمع جميعها..
ولكي تتضح صورة النظام الإنفاقي في القرآن، فلنستعرضها كما تحدّث عنها القرآن الكريم، فهي:
1- الدعوة إلى الانفاق: قال تعالى: (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ...) (الحديد/ 7).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ) (البقرة/ 267).
(وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) (المنافقون/ 10).
(قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً) (إبراهيم/ 31).
2- إنّ القرآن يجعل الانفاق من صفة المؤمنين، فالمؤمن ينفق المال في مجالات الخير والخدمات الاجتماعية الخيِّرة، ذلك لأنّ هدف الرسالة الإلهية في المال هو تنمية المال وإنفاقه، وأنّ المؤمن يعتقد بالوفاء والجزاء الإلهي، ويرى في الانفاق ربحاً ومكسباً.. قال تعالى: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (البقرة/ 3-5).
(وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (الشورى/ 38).
(يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) (آل عمران/ 134).
3- أخلاقية الإنفاق: وللأخلاق في النّظم والقوانين والأنشطة الاجتماعية والفردية أثرها في الإسلام.. فالأخلاق روح تسري وتمتزج في كلِّ تلك المجالات، وتملؤها بالمعاني والدوافع الإنسانية..
إنّ القرآن الكريم يريد من الإنسان المُنفِق أن يتّصف بالصفات الأخلاقية التي تحفظ للآخرين حرمتهم وكرامتهم.. لئلا يتكوّن شعور استعلائي عند المُنفق على الآخرين، فيتعالى ويمنُّ عليهم، ويُشعرهم بتفضّله عليهم.. فإنّ المستفيد مادِّياً من الانفاق ليس في المرتبة الدنيا، كما يتصور بعض المُنفقين، بل الانفاق مسؤولية اجتماعية يتحمّلها صاحب المال، أو الإمكانات الخدمية تجاه الآخرين.. وجزاؤه عند الله سبحانه.. وغير جزاء الآخرة فهو جزء من هذا المجتمع، وهذه الجزئية والتعايش المتبادل تعني عقداً اجتماعياً للتعايش وتبادل المنافع.. والذي توفّر عنده فضل من المال، أو استطاع أن يكتسب خبرات وكفاءات ينفقها للصالح العام، إنّما هو مدين للمجتمع الذي يعيش فيه، لتحصيل ما استطاع أن يحصل عليه من مال وخبرة وكفاءة، وعليه أن يؤدِّي للمجتمع حقوقه.. فليس له أن يتعالى على الآخرين، أو يمنّ عليهم، أو يُشعرهم بفضله.. فإنّ تلك الأخلاقية مرفوضة في منهج القرآن، مع بطلان العمل الذي يتبعه المنُّ والأذى النفسي للآخرين الذي يصدر من المُنفق تجاههم.
وكَم استهجن القرآن هذه الأخلاقية، ونهى عنها وحذّر منها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأذَى) (البقرة/ 264).
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ...) (البقرة/ 262).
(قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى) (البقرة/ 263).
4- الإنفاق في وقت الحاجة إلى النفقة: وتختلف قيمة الانفاق من زمنٍ إلى زمن، ومن وضع إلى وضع.. وقيمته في وقت الحاجة إليه، وفي وقت الشدّة والضِّيق والمحنة.. لذا يُفرِّق القرآن بين مَن أنفقَ قبل فتح مكّة، وبين مَن أنفقَ بعد الفتح لاختلاف ظروف المحنة والحاجة.. سجّل القرآن الكريم هذه الحقيقة بقوله: (وَمَا لَكُمْ أَلا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (الحديد/ 10).
5- إنّ الله يخلف ما أنفق ويزيد في تنمية المال: وخلافاً لما ألفه الفكر المادي، والتفكير الدنيوي من الخوف من نقص المال في النفقة بدافع البُخل وشُحّ الأنفس والحرص على المال.. فإنّ القرآن يؤكِّد أنّ المال ينمو بالنفقة، وأنّ الله سبحانه يخلف على الإنسان ما أنفق مع عوض الآخرة والأجر العظيم، ودفع البلاء وتأخير الأجل..
والقرآن يزيل مخاوف الإنسان المادية، ويوضِّح له ذلك بقوله: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (سبأ/ 39).
(وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ) (الأنفال/ 60).
(مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة/ 261).
(وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (البقرة/ 265).
6- دوافع الإنفاق السيِّئة: والقرآن يعرض لنا نماذج مختلفة للإنفاق والمنفقين، فمنهم مَن يُنفق للرِّياء والسّمعة الشخصية، والهيمنة على الآخرين واتخاذهم أتباعاً له. ومنهم مَن يُنفق ليحصل على المردودات والمكاسب المادية متستِّراً تحت عنوان البرّ والإحسان.. سجّل القرآن تلك الظواهر بقوله: (وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ) (النساء/ 38).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (البقرة/ 264).
ومنهم مَن يمتنع عن الانفاق لمحاربة الخير والاصلاح والدعوة إلى الإسلام.. قاصداً إيقاف حركة الانطلاق الإسلامي وإصلاح المجتمع على أساس المال، وتشتيت جماعة الدعاء إلى الله بالضغط المادي عليهم تجفيف مصادر المال التي تحتاجها الدعوة إلى الله ومشاريع الإصلاح.. ومنهم مَن يُنفق لمواجهة تيار الحقّ وحركة الاصلاح ومُحاربة الدعوة إلى الله.. قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ * لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (الأنفال/ 36-37).
بل ويُحرِّض البعض على الامتناع عن النفقة كوسيلة لشلِّ حركة الدعوة، وإضعاف بُنيتها.. والقرآن ينقل صوراً من تلك المواقف التي وقفها المنافقون ضدّ الدعوة الإسلامية، قال تعالى: (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ) (المنافقون/ 7).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ * الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة/ 267-268).
[/TABLE1]
فترة الأقامة :
4800 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
18
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
2.51 يوميا
سعودي ودقولي التحية
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى سعودي ودقولي التحية
البحث عن كل مشاركات سعودي ودقولي التحية