مواقف تاريخية من حياة الملك عبد العزيز
ــ حادث المطاف
كان من عادة الملك عبد العزيز حين يحج أن يصل إلى مكة قبل طلوع الشمس من أول أيام عيد الأضحى .. ويطوف طواف الإفاضة ويصلي صلاة العيد ..
وفي حج عام 1353هـ كان يطوف حول الكعبة و يوجد بعض الطائفين الأقلاء من أهل مكة وخلفه ابنه سعود وبعض رجالهم
وفي بداية الشوط الخامس وبعد استلامه الحجر الأسود خرج رجل من حجر إسماعيل يماني اللباس وقد استل خنجرا وصاح صيحات منكرة فيها تهديد ووعيد وقفز على الملك من ورائه .. فما كان من ابنه سعود إلا أن ألقى بنفسه على أبيه يقيه الطعنة ودفع المجرم بيده
وأطلق أحد رجاله رصاصة على رأس المهاجم وأردته قتيلا ..
وعلت صيحة من شخص آخر كان كامنا بالحجر أيضا شاهرا خنجره
ولكن الخنجر مس كتف ابنه سعود وجرحه وعاجله حارس من رجال سعود برصاصة قضت عليه ..
ووثب ثالث من الجهة الأخرى ولما شاهد صاحبيه مضرجين بدمهما أراد الفرار فأطلق عليه النار وأصيب وحصل المحققون قبل وفاته على معرفة اسمه وكان اسمه علي ..ومات في الحادث شرطي واحد وأصيب آخر
عاد الملك عبد العزيز مكملا طوافه .. ثم عاد مسرعا إلى منى قبل أن ينتشر الخبر في الحجيج .. ومنع أن يمس أحد من اليمنيين بسوء ..
وتلقى الملك برقية من الإمام يحي ملك اليمن يستنكر هذا الحادث ويبرأ إلى الله منه ..وهناك اعتقاد بأن أكبر أبناء الإمام يحي وراء
هذه المؤامرة ولكن الملك عبد العزيز تناساها .
ــ وهذا موقف في المطاف أيضا ولكن تدل على بره بوالده :
لما استقر الملك عبد العزيز في الحجاز .. حضر والده الإمام عبد الرحمن بن فيصل للحج وكان عمره قد تجاوز المائة عام..
وأخذ والده يطوف حول الكعبة ولكن في الشوط الثالث أدركه التعب فجلس على الأرض .. فقام الملك عبد العزيز بحمل والده أمام الناس وأتم له بقية الأشواط .. وكان بإمكانه أن يطلب ذلك من مرافقيه
ولكنه آثر أن يقوم ببر والده بنفسه.
ــ فتنة المحمل
في حج عام 1344هـ وفي أول أيام عيد الأضحى والحجاج مجتمعون في منى وكان عدد العربان كبيرا ..
وعندما شاهد العربان المحمل القادم مع الحاج المصري يتهادى على جمل بين الجموع وتحيط به الموسيقى والعسكر .. تصايحوا : الصنم الصنم وأخذوا يرشقونه بالحجارة .. فأمر أمير الحج المصري أن يتم نصب المدافع والرشاشات وإطلاق النيران ..
ولما علم الملك عبد العزيز وهو في مخيمه نهض مسرعا يعدوا حتى توسط ما بين العربان والجنود المصريين وأخذ يصيح أنا عبد العزيز أنا عبد العزيز وانكف الناس وأمر بإبعاد المحمل عن الأنظار ..
لقد عرض نفسه للخطر في سبيل إطفاء هذه الفتنة ..
وطبعا هذه الحادثة أغاضت الملك فؤاد ملك مصر وخاصة سماعه بأنه سيتم منع المحمل في الأعوام القادمة .. فأمر بقطع إرسال المحمل وما يرافقه من كسوة الكعبة ومبلغ من المال من أوقاف الحرمين بمصر .. واستمرت الجفوة رغم أن الملك عبد العزيز طلب منه تحكيم الشرع وفي أواخر حكم الملك فؤاد تم الصلح وعقد معاهدة صداقة عام 1355هـ ..