يتخذ الشخص الذكى قرارات سيئة؟
حقا، لا أحد يريد أن يتخذ قرارا سيئا. لكن الجميع له حصتة العادلة من القرارات السيئة في حياتهم. التفكير بعقلانية ، يجعلنا نقول ينبغي على الأشخاص الأكثر ذكاءا من اتخاذ قرارات أقل سوءا. ولكن، إذا نظرت إلى الوراء في حياتك الخاصة أو حياة الاشخاص الذكية الذين تعرفهم، لن تجد أن هذا هو الحال. ستجد أنهم أيضا لديهم حصة عادلة من القرارات السيئة - تقريبا نفس عدد قرارات المجموعات الأخرى.
بالتعمق فى ذلك، هناك أسباب كثيرة تجعل الأذكياء يتخذوا قرارات سيئة. وهنا بعض منها:
1. الدفاع عن القرارات دون المستوى ( العاديه) :
كل يوم تقوم ببعض الأخطاء الصغيرة هنا وهناك. بالطبع ستصححها بسرعة وتمضي قدما. عندما قمت بخطأ ما أو اتخذت قرارا دون المستوى يراه الآخرين ، فإن الخيار الأفضل بالنسبة لك أن تعترف بذلك وتنتقل إلى مسار تصحيحه بسرعة. في بعض الأحيان قد تدافع عن هذا القرار السىء فقط لتحفظ ماء وجهك. فكرتك الداخليه هى - يمكننى ان اجعل هذا القرار دون المستوى أفضل بما أملك من إبداع وذكاء واثبت للآخرين انهم هم الذين كانوا على خطأ. هكذا تبدأ الدوران فى حلقة مفرغة من قرار خاطىء و محاوله إصلاحه الى قرار سىء آخر و تتراكم الأخطاء. إنك تفعل ذلك فقط لاثبات انك كنت على حق في المقام الأول. لذلك، بدلا من دفع الثمن لاتخاذ قرار صغير خاطىء وتصحيحه في وقت مبكر، ينتهي بك الأمر لدفع ثمن أعلى لاخطاء أكبر.
2. تتحمس في اللحظه الأخيره :
هذا هو أحد الأسباب التي ليس من السهل ملاحظتها. إذا كنت تستخدم الفترة الزمنية المتاحة للتفكير و الدراسه يمكنك اتخاذ قرار ممتاز. ومع ذلك، إفراط الشخص فى ثقته فى قدراته يجعله يظل يؤخر التفكير و دراسه الموضوع الذى يريد إتخاذ القرار بخصوصه , و فى آخر لحظه يتخذ القرار, بالتأكيد سيأتى غير سليم مهما بلغت درجه ذكائك.
3. الإفراط في الثقة :
أنت تفرط فى قدرتك على إتخاذ القرار الجيد. قد لا تملك كل الحقائق ولكنك واثقا من أنه سيمكنك من إتخاذ القرار السليم دون تحضير او معرفه الوقائع و فى أقل وقت ممكن لذكائك, و بالضروره لن تخطىء فى هذا القرار. قد ينجح ذلك أحيانا ولكن ليس في كل وقت. ما يجعل الأمر سوءا هو أن الثقة تنمو داخلك مع كل قرار سليم تتخذه مما يجعلك تفرط فى ثقتك بقدرتك, وإذا كانت هناك أى أخطاء تحاول إيجاد مبررات لها دون أن تحاول إصلاحها و كأنك معصوم من الخطأ.
4. دفاع محامى الشيطان من حولك :
العديد من القادة يحيطوا أنفسهم بمجموعه من الأشخاص الذين يوافقونه دائما على ما يقول. عاده ينجذب الفرد للأشخاص الذين يفكرون مثله. قد يتمتع بوجود أشخاصا مؤيدين له على طول الخط من حوله. في سياق الأعمال التجارية، عند تقديم فكرة جديدة، نحب ان نتحدث عن السبب في أنها سوف تنجح ، أكثر من التحدث عن السبب في إحتمال ان تفشل. في الواقع، نحن نرفض الرافضين، و نصفهم بالمتشائمين أو نتهمهم بانهم ليسوا لاعبين فى الفريق.
المشكلة هي ان الكثيرين لايحب ان يلعب دور "المفكر الناقد" بل يفضلوا لعب دور "محامي الشيطان" الذى يمدح و يشجع ما يقوله القائد خلال عملية صنع القرارحتى يكون بعيدا عن المسائله فى حاله الفشل. في حالة عدم وجود تغذيه راجعه إيجابيه تعطى النصيحه الصحيحه ، يركن الفرد للاعتقاد أن أفكاره دائما سليمة. حتى لو كان العكس هو الصحيح.
5. النفور من الفشل :
لا أحد يحب أن يفشل. ولسوء الحظ، العديد يربط الفشل بالشعور بالحرج و الخجل، وإنه من المفضل إخفاء ذلك الفشل عن الأهل والأصدقاء . يظل الشخص يخفى ما فشل فيه حتى يتراكم الفشل وينتهى الوضع بكارثه يراها الملأ. أحيانا يكون الفرد حريصا على تعويض الخسارة و يغفل المخاطر المستمرة التي اتخذها و تسببت فى الخساره السابقه. من المهم أن تتوقف وتحلل و تدرس الأسباب قبل المتابعة حتى لا تتخذ قرارا سيئا.كلنا معرضين للخطأ و ليس معنى إنك ذكى فأنت معصوم من الخطأ.
6. التمسك بعناد بالانطباعات الأولى :
الإنطباع الأول لا مهرب منه .المشكلة تنشأ عندما نرفض أن نعيد النظر في هذا الإنطباع و تلك الأحكام التي إتخذناها بناء عليه أول مرة. إذا بهرنا طعم أكله ما نظل نشتريها حتى لو قال لنا أكثر من شخص عن عدم نظافه المطعم . هذا هو السبب لاهميه أن تعيد تقييم انطباعاتك الأولية على أساس منتظم. لا تأخذ قرارك من أول إنطباع و الا سوف تركن إلى شعور خطير وكاذب بالإطمئنان لقرارك.
7. التحيز عند إتخاذ القرار :
لسوء الحظ، ليس هناك من هو في مأمن من سوء عملية إتخاذ القرار. بغض النظر عن التعليم ، والتوجه أو المؤهلات، الجميع عرضة للسلوك الغير منطقي من وقت لآخر. ولكن لمعرفة المزالق، هو أن نعترف جميعا بما نميل إليه او ننحاز له وبذلك نستطيع معرفه أين تكمن المخاطر و نحاول عدم إتخاذ قرار بناء على الهوى الشخصى. عندئذ فقط نكون قادرين على الاقتراب من عملية صنع القرار بشكل منهجي و عقلاني و حيادى.