05-17-2012, 11:53 AM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1636
|
تاريخ التسجيل : Oct 2011
|
أخر زيارة : 09-16-2012 (03:25 PM)
|
المشاركات :
12,032 [
+
] |
التقييم : 125
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
فضل التوحيد وأهميته
[table1="width:85%;background-color:silver;border:4px inset purple;"]
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد اللهُ فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد,
فهذه جمل مفيدة وكلمات سديدة في فضل التوحيد وأهميته لشد همة العاقل لتعلُّمِ هذا العلم والعمل به، اخترتُ غالبها من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية إلا الفصل الأخير. قال ابن تيمية في"المجموع": (من كان في قلبه أدنى حياة وطلب للعلم ، أو نهمة في العبادة ، يكون البحث في باب الإيمان ، والأسماء والصفات ، ومعرفة الحق فيه ، أكبر مقاصده ، وأعظم مطالبه) وإليك هذه الكلمات المفيدة.
[التوحيد أفضل العلم]
هو أشرفُ العلوم على الإطلاق، كيف لا وهو يتعلق بالله وما له من الأسماء والصفات والحقوق، فليس الأفضلُ والأشرفُ هو الذي ينفع في و قت دون وقت، بل الأنفعُ ما يحتاجه العبد في كل وقت، فللعبدِ في كل وقت عبودية، فالموفقُ من وضع كلَّ عبودية في وقتها.
والعلم بالله أفضل من العلم بخلقه، ولهذا كانت آية الكرسي أفضلَ آية في القرآن الكريم لأنها صفة الله تعالى، وكانت قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن.
[حقيقة التوحيد]
فالله خلق الخلق لتوحيده، والتوحيد حقيقتُه تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، فهو رأس الأمر وأصل الدين الذي لا يقبل الله من الأولين والآخرين دينا غيره، وبه أرسل الله الرسل وأنزل الكتب كما قال تعالى:{وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ}الزخرف45 . وقال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}الأنبياء25. وقال تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ....}النحل36 .وقد ذكر الله عز وجل عن كل من الرسل أنه افتتح دعوته بأن قال لقومه: اعبدوا الله ما لكم من إله غيره.
[التوحيد أول ما يؤمر به وآخر ما يختم به]
فلا شيء مقدمٌ قبل التوحيد ولا بعده، فالتوحيد هو أول الدين وآخرُه، فأول ما دعا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم شهادة أن لا إله إلا الله، وقال: (أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله)، وقال لمعاذ: (إنك تأتي قوما أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله)الحديث.
وختم الأمر بالتوحيد، فقال في الصحيح من رواية مسلم عن عثمان: (من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة) ، وفي الحديث الصحيح من رواية مسلم عن أبي هريرة: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله) ، وفي السنن من حديث معاذ (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة) .
[التوحيد أصلُ الحسنات]
والتوحيد أصل الحسنات، فلا تقبل حسنة قبله، بل هو أحسن الحسنات كما تظاهرت الدلائل على ذلك، كما أن أسوأ السيئات هو الشرك.
[التوحيد أفضل الكلام]
والتوحيد أفضل ما نطق به الناطقون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل الذكر لا اله إلا الله).
ولهذا كانت كلمة التوحيد أفضلَ الكلام وأعظمَه، فأعظم آية في القرآن آية الكرسي{اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ....}البقرة255
[حصول السعادة والغنى بالتوحيد]
فبالتوحيد يقوى العبد ويستغني، ومَن سَره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله.
وبالتوحيد يحصل للعبد غناه وسعادتَه، وإذا أردف معه الاستغفار تمت سعادته وزال عنه ما يعذبه، ولذا قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ.....}محمد19
فبهما تكتمل سعادة المرء دنيا وأخرى.
وذلك أن الاستغفار يمحو ما بقي من العثرات، ويمحو الذنبَ الذي هو من فروع الشرك، فإن الذنوب كلها من شعب الشرك، فالتوحيد يذهب أصل الشرك والاستغفار يمحو فروعه.
[التوحيد فيه الشفاء التام]
فلذا من أحس بتقصير في قوله أو عمله أو حاله أو رزقه أو تقلب قلبه فعليه بالتوحيد والاستغفار، ففيهما الشفاء إذا كانا بصدق وإخلاص.
[الموحد أسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم]
وبالتوحيد يكون أسعد الناس بشفاعة نبيه، ففي الصحيح أن أبا هريرة قال له (أي الناس أسعد بشفاعتك يوم القيامة) قال: (من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه).
فبين أن أحق الناس بشفاعته يوم القيامة من كان أعظم توحيدا وإخلاصا لأن التوحيد جماع الدين، والله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.
[التوحيد يضعف الأحوال الشيطانية]
وبقوة التوحيد تضعف الأحوال الشيطانية من الإخبارات والتأثيرات. بل التوحيد حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين، فلا يتمكن منه الشيطان، وإن حاول إيذاءَه، وقد علم عدو الله أن الله تعالى لا يسلطه على أهل التوحيد والإخلاص، قال:{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}{إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}ص82-83 . فاستثنى أهل الإخلاص. {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }النحل99. فإن التوحيد يطرد الشيطان، ولهذا حمل بعضهم في الهواء فقال لا إله إلا الله فسقط، وحيث ظهر الكفر والفسوق والعصيان قويت هذه الأحوال الشيطانية.
[تفاضل الناس عند الله بالتوحيد]
وكل من كان أكملَ في توحيده كان أفضلَ عند الله، إذ الأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من التأله والمحبة والتذلل. إذ الكلمات والعبادات وإن اشتركت في الصورة الظاهرة فإنها تتفاوت بحسب أحوال القلوب تفاوتا عظيما، فترى الرجلين يُصليان وبينهما في الفضل كما بين السماء والأرض مع أن كليهما مخلص، وذلك لما قام في قلب كل منهما من أنواع العبودية لله أثناء صلاته، ولذا أدرك السلف أنهم لا يدركون فضل الصحابة لكمال توحيدهم رضي الله عنهم كما قال الحسن: ((ما سبقنا أبو بكر بكثير صلاة ولا صيام، لكن بشيء وقر في قلبه)).
[التوحيد يكفر الذنوب]
كما في حديث صاحب البطاقة الذي يؤتى يوم القيامة فوضعت سجلات أعماله في إحدى كفتي الميزان، ووضعت البطاقة في الكفة الأخرى، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء، فهذا لمّا اقترن بهذه الكلمة من الصدق والإخلاص والصفاء وحسن النية عظمت تلك الكلمة، فلم يبق معها شي من الذنوب، ما ذاك إلا بتألهه لله لما قالها.
ومثل هذا الحديث الذي في حديث المرأة البغي التي سقت كلبا فغفر الله لها، فهذا لما حصل في قلبها من إرادة وجه الله مع شدة الرحمة بالمخلوق إذ ذاك فغُفر لها، فالتوحيد شعاع يبدد ظلمات المعاصي، فلو لم يكن من دراسة التوحيد ومعرفة معانيه وتطلب مباحثه سوى هذا المطلب لكفى.
[التوحيد يفرج الكروب]
والتوحيد مفرجٌ للكرب، فهو كما يقول ابن القيم : (مفزع أعدائه وأوليائه فأما أعداؤه فينجيهم من كرب الدنيا وشدائدها، فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين، فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون، وأما أولياؤه فينجيهم به من كربات الدنيا والآخرة وشدائدها، ولذلك فزع إليه يونس فنجاه الله من تلك الظلمات، وفزع إليه أتباع الرسل فنجوا به مما عذب به المشركون في الدنيا، وما أعد لهم في الآخرة، ولما فزع إليه فرعون عند معاينة الهلاك وإدراك الغرق له لم ينفعه، لأن الإيمان عند المعاينة لا يُقبل. هذه سنة الله في عباده، فما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد، ولذلك كان دعاءُ الكرب بالتوحيد ودعوة ذي النون التي ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه بالتوحيد، فلا يُلقي في الكرب العظام إلا الشرك، ولا ينجي منها إلا التوحيد، فهو مَفزع الخليقة وملجؤها وحصنها وغياثها، وبالله التوفيق.
[القرآن كله في التوحيد]
ولذا اهتم القرآن به حتى قال بعض العلماء: إن كل آية في القرآن الكريم متضمنةٌ للتوحيد، شاهدة به، داعية إليه. فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم.
[اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالتوحيد وتعليمه للناس]
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحقق التوحيد ويعلمه أمته، فهو منذ بعثته إلى وفاته والتوحيد أعظمُ شأنه وأزكى أعماله، يدعو إليه ويعلمه أمته، ويقاتل من أجله، فقال كما في المسند: (بعثت بالحنيفية السمحة) ويبعث به رسله إلى الناس كما في بعث مُعاذ، ويراسل به الملوك، ويعلمه الوفود إذا قدموا إليه حيث قال لوفد عبد قيس حيث قال لهم: (أتدرون ما الإيمان بالله وحده) الحديث، ويبايع على التوحيد كما في حديث جرير في البخاري: (بايعت رسول الله على شهادة أن ...الحديث) ورُبي المسلمون على التوحيد فهذا الأذان والصلاة فيها من كلمات التوحيد من الفاتحة إلى التشهد ما الله به عليم. وفي صباحه ومسائه التوحيد ملازم له كما في سيد الاستغفار: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت...) ففيه من معاني التوحيد ما لا يحصيه إلا الله، كما أفرد في شرحه ابن تيمية، ولا يغفل عن معاني توحيد هذا الذكر إلا من أغفل الله قلبه.
وإذا أوى إلى فراشه فالتوحيد على لسانه، فيقرأ آية الكرسي ويدعو كما في حديث البراء حيث علمه إياه: ( قُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ) متفق عليه أي التوحيد، فهذا الدعاء يقطر توحيدا واستسلاماً، ثم إذا انتبه من نومه بدأ بالتوحيد ويبدأ صلاته النهارية بالتوحيد، ويختمها بالتوحيد فإنه يقرأ في ركعتي الفجر بـ: قل يا أيها الكافرون والإخلاص....الخ
وبين لهم أمر التوحيد للصغير والكبير، فها هو يعلم ابن عباس وهو غلام أصول العقيدة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم لو أن الأمة...الخ
وعلم الجارية حيث قال لها أين الله فقالت: في السماء،
ورغبهم في معرفة أسماء الله والعمل بمقتضاها فقال: (لله تسعة وتسعون اسماً مائة إلا واحدا لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة)
وحذرهم من الشرك بل وسد ذرائعه حتى قال له رجل: ما شاء الله وشئت فقال: (أجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده)
وقال: (لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد، ولكن ما شاء الله ثم شاء محمد)
ونهى عن الحلف بغير الله فقال: (من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت).
وقال: (لعن الله من ذبح لغير الله)
وقال: ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))
وقال: (والله لقد قلتم كما قال أصحاب موسى لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) إلى آخر التعليمات فإنها لا تكاد تحصى.
[التوحيد سبب كل خير في الدنيا]
فبالجملة كما قال ابن تيمية: (ومن تدبر أحوال العالم وجد كلَّ صلاح في الأرض سببه توحيدُ الله وعبادتُه وطاعةُ رسوله، وكلَّ شرٍ في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليطِ عدو وغيرِ ذلك سببه مخالفة الرسول، والدعوة إلى غير الله، ومن تدبر هذا حق التدبر وجد هذا الأمر كذلك في خاصة نفسه وفي غيره عموما وخصوصا، ولا حول ولا قوة إلا بالله).
فإذا تقرر فضل التوحيد وأهميته, وأن هدي الأنبياء دعوة جميع الناس إلى التوحيد بداية ونهاية وتعاهدهم عليه فعجبٌ بعد ذلك لمن يتسمى بالداعية ولا يدعو إلى التوحيد وبدعوة تعني بالإصلاح ولا تلقي بالاً بالتوحيد، وفقد خرجت دعوات جديدة تنكَّبت منهاج النبوة، ففي القرن الأخير ظهرت طوائف لم تبن دعوتها على بصيرة من كتاب الله، ولا قدوة من سنة نبيه، وخالفوا منهاج النبوة في الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك والبدع والخرافات من دعاء غير الله، فطائفة استبدلتها بالسياسة، بل عرفوا شهادة التوحيد بمعنى (لا حاكم إلا الله) وطائفة أخرى استبدلتها بالسياحة في الأرض وتزكية النفوس، زعموا وعرفوا شهادة التوحيد (بلا خالق إلا الله) فخرجوا بذلك عن الجماعة والولاية وعن منهاج النبوة في أهم وأخص وظائف النبوة والرسالة وهي(الدعوة إلى الله) انظر المقالات لسعد الحصين)
بل تجد أحدهم يستهين بأمر التوحيد فيقول: (يمكن أن تعلمه في عشر دقائق) والآخر يقول: (لا نحتاج إلى التوحيد لأن الأمة كلها على ذلك) وهذا هو مبلغهم من العلم ولو علموا حقيقة ما يقرؤن من القرآن لما قالوا ذلك، مع إن بعض من يقول ذلك ولد بين أوثان المقامات والمزارات، فلم يفرق بين الشرك والتوحيد من صغره إلى أن شب، فضلا أن الشرك الأصغر لا يكاد يسلم منه أحد إلا القليل. قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ }يوسف106.
وتجدهم مع جهلهم يستخفون بمن يدعو إلى التوحيد، قال ابن تيمية: (والضالون مستخفون بتوحيد الله تعالى دعاء غيره من الأموات، وإذا أمروا بالتوحيد ونهوا عن الشرك استخفوا به كما قال تعالى:{وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ }الأنبياء36، فاستهزؤا بالرسول لما نهاهم عن الشرك، وما زال المشركون يسبون الأنبياء ويصفونهم بالسفاهة والضلال والجنون إذا دعوهم إلى التوحيد لما في أنفسهم من عظيم الشرك، وهكذا تجد من فيه شبه منهم إذا رأى من يدعو إلى التوحيد استهزأ بذلك لما عنده من الشرك).
ومثل هؤلاء لهم نصيب من قوله تعالى:{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ}{الَّذِين َ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }فصلت6-7
قال ابن القيم: قال أكثر المفسرين من السلف ومن بعدهم: هي التوحيد: شهادة أن لا إله إلا الله والإيمان الذي به يزكو القلب، فإنه يتضمن نفي إلهية ما سوى الحق من القلب، وذلك طهارته وإثبات إلهيته سبحانه، وهو أصل كل زكاة ونماء.
فأسأل الله العظيم بمنه وكرمه أن يعفو عنا وعن تقصيرنا، وأن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين، وأن يرزقنا ويرزق المسلمين شهادة التوحيد قبل الموت،
وليد بن حمود العبري
كلية الحديث - الجامعة الإسلامية
| [/table1]
|
|
|