الرؤيا : سؤال و جواب
( والله تعالى أجل و أعلم )
الرؤيا تُفسَّر بالظن. والظن يُخطيء ويُصيب
تُنسب هذه العبارة لمفسر الرؤى المسلم الشهير محمد بن سيرين
(رحمه الله تعالى) (ت110هـ)
ومعناها أن تفسير الرؤيا دائماً يخضع لاحتمالات الصواب والخطأ
فليس هناك تفسير يقيني للرؤيا
بل هو اجتهاد يحاول فيه المفسر من خلال قواعد معينة
الوصول إلى أفضل معنى ممكن للرؤيا
ومع ذلك فإن هذه الاحتمالات ليست كلها بنفس الدرجة من القوة
فهناك رؤى يُحتمل بقوة وقوعها كما فُسرت
وهناك رؤى أضعف احتمالاً في وقوعها
ولا بد للمسلمين عموماً ولمفسر الرؤى خصوصاً
إدراك أن تفسير الرؤى ليس اختبارات ذكاء أو فك ألغاز بغرض التسلية
أو إشباع فضول الناس لمعرفة الغيب
أو كسب المال أو الشهرة
بل إن لتفسير الرؤى أهدافاً
بعضها قريب واضح وهو تبشير الناس بالخير
وتحذيرهم من الشر وتفريج كرباتهم
وإشباع حاجتهم النفسية لمعرفة معاني رؤاهم
وبعضها بعيد وغير واضح لكثيرين
وهو دعوة الناس إلى الإسلام وتقوية صلتهم بالله (تعالى)
و تفسير الرؤى هو نوع من بذل المجهود العقلي
وبالتالي فهناك درجة معينة من المشقة في القيام به
وتختلف درجة المشقة من رؤيا لأخرى
فهناك رؤى شديدة السهولة والوضوح
ولا تحتاج لتركيز كثير ولا لوقت طويل
وهناك رؤى أخرى معقدة جدا وتحتاج لتركيز كثير
ووقت طويل نسبياً في تفسيرها
ولا يوجد وقت محدد يجب أن تستغرقه الرؤيا في تفسيرها
وكثير من الناس يعتقدون أن تفسير الرؤيا لا بد أن يتم
في نفس اللحظة التي قصها الرائي على المفسر
وهذا قد ينطبق على بعض الرؤى
إلا أنه في بعض الأحيان تكون الرؤى أصعب في تفسيرها
وتحتاج لتفكير وبحث من المفسر
وقد يستغرق ذلك بعض الوقت
وليس في ذلك ما يعيب المفسر ولا ما يقلل من علمه
س :ما هو مفهوم النوم في الإسلام؟
ج : النوم في الإسلام هو حالة شبيهه بالموت
حيث يحدث النوم عندما يأخذ الله (عزَّ وجلَّ) روح الإنسان من جسده
فإن كان له عمرٌ باقٍ أعاد الله (سبحانه وتعالى) إليه روحه
فاستيقظ من النوم
وإن كان عمره قد انتهى احتفظ الله (جل جلاله) بروحه فلم تَعُد إليه
والنوم في الإسلام هو من الآيات التي تدل الإنسان على قدرة الله (تبارك وتعالى)
ومن ضمن الحِكَم التي خلق الله (عزَّ وجلَّ) النوم من أجلها
أن يكون راحة لجسم الإنسان من تعب المعيشة.
س : ما هي الرؤيا؟
ج : هي حالة خاصة من الوعي تحدث للإنسان أثناء النوم.
س : ما هي الأشياء التي يُمكن أن يراها الشخص أثناء النوم؟
ج : يمكن أن تندرج غالبية الأشياء التي قد يراها الشخص في نومه تحت عدة تصنيفات:
1. صور: كرؤيا الإنسان، والحيوان، والنبات، والجماد.
2. أفعال: كرؤيا الأكل، والشرب، والمشي، والطيران، والهروب.
3. أصوات: كصوت الإنسان، والحيوان، والطبيعة، والموسيقى.
4. روائح: كالروائح الجميلة أو الكريهة.
5. مذاقات: كالطعم الحلو، والمر، والحامض.
6. مشاعر وأحاسيس: كالحب، والكره، والمتعة، والألم، والخوف.
7 . أفكار ومعلومات: كأن يرى الشخص أنه يفكر في أشياء معينة أو أنه يعلم بها.
س : ما هو الفرق بين الوعي في اليقظة والوعي في النوم؟
ج:
1. الوعي في اليقظة مصدره الأساسي الحواس الخمس
(السمع، البصر، الشم، التذوق، اللمس)
بينما لا تكون هذه الحواس غالباً مصدراً للوعي أثناء النوم
2. الوعي في اليقظة محدود بقوانين مادية معينة
ومُقيَّد بقيود لا يستطيع الإنسان الخروج عنها عادة
فلسمعه حدود ولبصره حدود ولحركة جسمه حدود
بينما في الرؤيا تتسع حدود الوعي بشكل أكبر كثيراً من اليقظة
فيمكن أن يمر الشخص بتجارب «حسيَّة وشعوريَّة»
لا يستطيع التعرض لها في اليقظة
كرؤياه نفسه يطير في الهواء
أو يتكلَّم مع الأموات
أو رؤياه للجنَّة أو النَّار
أو غير ذلك من أشباه هذه الأمور.
3. يستطيع الإنسان أن يتحكم بدرجة ما في وعيه ويختار أثناء اليقظة
فيسمع أو لا يسمع
وينظر أو لا ينظر
ويفعل أو لا يفعل
بينما يفقد هذه القدرة تماماً على الأرجح أثناء النوم
حتى ولو اعتقد في أثناء الرؤيا أنه يتحكم ويختار