10-01-2009, 12:30 AM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 48
|
تاريخ التسجيل : May 2009
|
أخر زيارة : 06-05-2015 (03:01 PM)
|
المشاركات :
5,280 [
+
] |
التقييم : 1268041875
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
غربة النفس ؟؟؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
يضطر كثير من الناس إلى السعي في الأرض والتنقل من مكان إلى آخر لكسب الرزق ومكافحة قسوة الحياة ، تضحية تفرضها الظروف .. تضحية بالأهل والأحبة والوطن والمنزل والذكريات ، كل ذلك من أجل لقمة عيش تضمنها لنا الغربة والبعد عن الوطن .. ومع ذلك وسبحان الله نجد الفرد من اولئك الناس قد تأقلم وتكيف مع غربته وبمرور السنين تجده قد انخرط في مجتمع جديد في مكان غربته بكل ما يتبع ذلك من عادات وتعوّد وألفة وروتين حياة مختلف تماماً عما كان عليه بوطنه الأصلي فينقلب الحال وتصبح غربته في وطنه ولا يستطيع مهما حاول الاستغناء عن حياته الجديدة والعودة للتكيف مرة أخرى مع حياته السابقة أو بالأصح حياته الأصل.
غربة أخرى ولكن أقل وضوحاً ودعونا نفترض لها إسم الغربة البسيطة وهي ما تتكرر أمام أعيننا كل يوم دون أن يخطر ببالنا تصنيفها كغربة ، وهي الغربة عن المجتمع المحيط .. فمثالها غربة الفتاة عن بيت أهلها بعد زواجها وبصرف النظر عن احتمالية أن تكون قريبة منهم سكناً ولكن المهم أنها خرجت من وسط أسري بما فيه من طقوس اجتماعية وطباع وعادات إلى وسط جديد أو طقس جديد مع أسرة جديدة في لبنتها الأولى وما يملي عليها ذلك من وجوب التعود والتأقلم مع طباع آخرين ، وللعلم فالرجل أيضاً يواجه نفس النوع من الغربة حتى يستطيع مع مرور الأيام أن يكون هو وزوجته وأبناءه جواً جديداً أو طقس اجتماعي مستقل عن ما سبق لهم العيش فيه ، والعجيب أنه أيضاً في هذه الحالة يصعب على أي من أطراف هذه الوحدة الاجتماعية الجديدة العودة للتكيف مع ما سبق وأن نشأ وترعرع عليه فلا المطلقة أو الأرملة تجد راحتها عند العودة للبيت الأصلي ولا الرجل المطلق أو الأرمل تجده قادراً على التقيد بحياة ما قبل الزواج وغالباً ما تجده مستقلاً بحياته مفضلاً الوحدة على الحياة وسط أسر المجتمع والأقرباء وحياتهم التي لم تعد هي حياته ..
أمثلة أخرى كثيرة عن الغربة ، الطفل حين تجبره الظروف على تغيير مدرسته أو الانتقال م نمرحلة إلى الأخرى تجده غريباً وسرعان ما يتأقلم ويسري عليه ما ذكرناه من تغيير الولاء والتكيف والموظف الذي يضطر إلى تغيير جهة عمله والكثير من الأمثلة وكلها تتفق في بداية صعبة وتغيير ذات ومن ثم معاودة تكيف وتأقلم مع طبيعة وظروف جديدة !!
إلا غربة النفس .. فهي أصعب أنواع الغربة .. عندما يحس الإنسان بأنه غريب بينما لم يطرأ على حياته أي تغيير جوهري أو ملموس .. يحس أنه تائه وسط أهله وفي بيته وداخل حدود وطنه .. يشعر بالوحدة دون أن يكون وحيداً والوحشة دون أن ينفض عنه من حوله .. يترك ما حوله دون أن يجد محلاً جديداً يعوضه عن وحدته وغربته .. فهو مسافر إلى حيث لا يعلم .. بعيداً دون أن ينتقل من مكانه .. وحيداً رغم أن أحداً لم يهجره أو يبعد عنه ..
النفس إن رحلت فقرارها حاسم لا رجعة فيه .. لا تمر بقترة تجربة تختبر فيها قدرتها على الابتعاد والتغيير .. تسافر بتذكرة إتجاه واحد .. ترحل بلا خريطة ولا دليل فتتوه في أرجاء الأرض ..
أفكر مع نفسي دائماً .. ما الذي يستدعي النفس على الرحيل .. هل هو ضعف الوازع الديني .. هل هي قسوة الحياة .. أم هو هروب من جفوة الأحباب وغدر الزمان .. هل تجد النفس ضالتها وتظفر براحتها عندما تهاجر إلى حيث لا تعلم .. هل لرحلتها نهاية أم أنها ستقضي العمر عابر سبيل بلا مأوى ولا وطن ..
من يدفع النفس إلى الهجرة .. من يمنحها تأشيرة المغادرة .. من يحاول منعها من السفر .. وهل هناك من يقدر على توفير رحلة عودة لها .. إن رحلت !!
اسئلة كثيرة وتظل غربة النفس مسألة معقدة !!
|
|
أحبـُكِ أنتِ ..
أريـدُكِ أنت ..
فما:الخفـقـةُ الــزائدة في قلبي الا بحثا عنك
ورغبة في لقاكِ ..
فأنتي كلماتٌ تمزقنيُ لوعة كلّما هـممتُ
بالإختلاء بكِ على صدرِ الورق ..!!
وهـكـذا أنـا دونك حنين يتجرع حنين..
وفداحـــةُ جِــراح ..بالمساء والصباح
وتمتمةُ رجــــاء ..
♥
,/’
نجم الثريا
|