هل مات الاحساس لدينا
هل مات الاحساس لدينا .. أم ما زال حياً يرزق
اسم السلسلة: احاسيس
كم هو رائع هذا الشعور ، وكم هي رائعة تلك الكلمة ، كم هو سعيد الحظ من يشعر بنمو هذا المعنى بداخله ، وكم هو تعيس الحظ من مات لديه ذلك المعنى ..
( الاحساس ) كلمة مكونة من قلة حروف ولكن انظر إلى أهمية كل حرف ، تلمع هذه الكلمة في حياة البعض منا ، بينما دفنها البعض بيديه فأعلنت رحيلها عنهم وللأبد ... فكيف يعيش المرء بها وبدونها .. ؟
الاحساس ملك للشخص لا دخل لأي مخلوق فيه ، الاحساس يجعلك تشعر بالدفء والأمان لأنك تشعر وتحس بالآخرين ، تشعر بأحزانهم فتأخذ جرعة منها كي تخفف عن ألآمهم ، تشعر بهمهم فتسارع كي تأخذهم إلى شواطئ الأمل لترسو سفن الإيمان معلنةً أن لكل همٍ نهاية ، وأن الحياة تحمل جنيناً في بطنها يسمى الفرح القادم ، كم تجد الاحساس ينمو ويكبر إن وجد منك التقدير ، وكم يخفق بين جوانحك إن وجد الصدق فيه ، وتتناثر وبشدة عبق الزهور وتهدينا أجمل الأوراق الملونة ثم تعطر عالمنا إن وجدنا صدق الاحساس فيصبح زادنا هو تقديرنا لتلك الكلمة ، ويكفينا أخذ جرعةٌ منه ليومنا وأمسنا وغدنا ثم تشرق معانيها لمستقبلنا ..
كم نحتاج في زمننا هذا من يشعر ويحس بنا ، وكم نحتاج لتلك الكفوف التي بإحساسها تمتد نحونا لترفع من شأن أحزاننا وتشاركنا فيها
الحقيقة
أجل أعترف أن الجميع يحس بفرحك ويشاركك ، ولكن نادراً ما تجد من يشعر بأحزانك ويخفف عنك ، ففي الأفراح يكثر الناس حولك .. ولكن في ليالي حزنك تحتاجهم أكثر ولكن تجدهم أقل ، ومن هنا يأتي المعنى الحقيقي للاحساس ..
1- انظر إلى إحساس الشمس حينما تشرق من أعلى الوادي ، تعلن لنا أن ظلمة الليل قد رحلت ، وأن الليل بظلامه قد زينه إحساس ( القمر ) ، وأنها اليوم قد أشرقت كي تنور حياتنا ، فبعد الظلام جاء النور ، أريتم كيف هذه الآية الربانية دليل على أنه بعد الظلام لابد من نورٍ أكيد ، يسطع في حياتنا من جديد ، وبكل إحساس نغني لكل من فقد الأمل في حياته وندندن له ونقول ( أحاسيسنا تناديك وتقول لك أن الدنيا لا زالت بخير ، وأن هناك من خلق - بضم الخاء - ليشعر بعمق حزنك )
2- انظر إلى الشجرة التي فقدت أوراقها في فصل الخريف ، وشعرت بالحزن الذي يعصر جذورها ، وحينما رأيناها ضربنا فيها الأقوال أنها أصبحت عارية لا فائدة منها ، فبعد أن كنا نستظل تحت رفاف تلك الأوراق بدأنا بقذف أقوى الألفاظ عليها وبقولنا جرحنا شعورها ... فأين احاسيسنا نحوها الآن.
منقول
|