10-02-2009, 12:55 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 48
|
تاريخ التسجيل : May 2009
|
أخر زيارة : 06-05-2015 (03:01 PM)
|
المشاركات :
5,280 [
+
] |
التقييم : 1268041875
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
**شريـــــان الليل **
بالأمس كان الليل بارداً وأمواج البحر لم تكلّ ولم تملّ وهي تساومه بتمردٍ على الرحيل ..وفي مشهد آخر كانت الحرية تجرّها الدروب المغايرة بعيداً عن تلك الرتابة وبين هذا وذاك كانت الحياة تختصر ذاتها في أوراق الأقحوان ..
لكنّ شيء ما كان يرشدها إلى ضوء يساكن الأفق ..بينما النوافذ كانت موصدة ..والشمس غائبة لم تكن لتلتمع على الرمال !..
وهناك كانت الشجيرات مكتظة بالورود والأشواك !..والطرق ماتزال مرصوفة بالوعود والصدود بينما الأصداف تنتظر شمس الأصيل ..أما الدمعة والابتسامة فكانتا في كنف الزاوية والعتمة تترقبا تلك المساومة التي أثرت المكوث من غير إكتراث..
قبيل الفجر كانت الرمال متحركة والبحار هائجة وأصوات ناي متقطع تتسلل إلى اللاشيء بينما دقات طبول بعيدة آتية من وراء الجبال العالية ..أما الطيور فكانت خرساء ولكنها كانت تجيد فن الاصغاء والتحليق ..كانت القمر يهمس لتلك النخلة وذلك النجم اللامع في السماء الذي لم ينكفأ عن ترقبهما ..بينما أغصان الحيرة التي ارتسمت بالأمس أرادت أن تسألهم عن تلك الشمس المنفية في مكان ما !..
يالها من دهشة هرولت إلى هاهناك كما لو كانت تلك الأشلاء المبتورة تنتظرها على أحر من الجمر ظناً منها أنها ستلملمها على مقربة من ريب ويقين !!..
يالهذه الجزيرة الرمادية التي أغرقت القلب حين قرر أن يعبرها ليلة البارحة ..ويالها من رياح مثخنة آتية تحمل معها أحلام وردية وآيادٍ بيضاء ..وياللمتناقضات حين لاتنجلي سحب الغبار من جدائل الوقت !..
على أعتاب فجر جديد هاهي النوافذ لم تزل موصدة منذ زمن غابر والساعة تشير إلى موعد النوم ..لقد سافر النوم ولم يعد بموجود الآن إلا في خرائط الحياة المهاجرة ..حقاً هو الفائز الوحيد حينذاك بإرتحاله !!..
لقد رحل النوم هو الآخر ربما ليبحث له عن حرية أو كمن يتوعد بأنه لو طبقت السماء على الأرض لن يعود إلى ذلك الانعتاق !!..
والآن !..
أوقنُ بأن الألوان والظلال تعم الكون ..هاهي القناديل في الذاكرة تضيء زفير العتمة المرتحلة ، هاهي قد أتخذت لها ركناً على مسرح الحياة !!..أظنها قد أطلت بألف ذاكرة وحكاية صورة قادمة من زمن ليس لنا ..
هاهي تمسك بتلابيب الرياح و تقتلع أجداث عتيقة من مكامنها ..تعبر أديم الروح ..و لكن عبثاً تحاول أن تتجاوز صليل تلك السلاسل ..
حقاً !!..
بالأمس كانت الاحتمالات ترسم ُربما ..والتداعيات تنقش ذاتها بلست أدري !.. والافتراضات تشعشع بلـَو ..ورمال الوهاد تنتظر الشمس الغاربة وتهمس بلابأس !!..
حسناً ..أقرّ بأنّ ليلة الأمس كانت الحياة تتسع دهشة وسطور ..خرافات بريئة ..وشخوص شاخصة..ومواويل كرامة تزحف مع كثبان الرمل ..بينما الأفكار تنطلق صوب الوجود تتجاوز الحدود .. تحرك ساق الرتابة والجمود..والنسمة ماتزال متأنية تشتعل بالأفق تلوح بثمة شيء ..تتوسل له بأن يكون بداية فكرتها ..ثمة شيء كان يتوسد بها ليمضيا خلف القباب البيضاء..لكن النوافذ كانت موصودة بينما ذلك الطيف كان مايزال متكوراً على حافة النافذة .. كشمعة قد توارت عن العالم خلف ستائر الوقت !!..لكنّ بقايا شجن ألتمعتْ فجأة ومنحتها ذاتاً ومعقلاً ..
ربما .. شريان الليل المتقد كان كفيلاً لعبور الرؤى ليلة البارحة وهو مَنْ ربت على كتف الحقيقة لتواصل رحلتها إلى المجهول ، لكنها في لحظات أرتطمتا بالأرض وفبيل أن تتبعثر الفكرة عبرت الرؤى مناخات أخرى !!..ورسمت حكايتها على الجدران ..ولونت أحلامها بألوان قوس قزح ..أوقدت شريان الحياة من جديد ..
حينئذٍ أرتعش الظل.. هجعت الأوراد على شط القلب ..وفرت تلك المساومة وتصالحت الدموع والابتسامات على أغصان الحلم ..
على أعتاب فجرٍ بين خيالات عطشى وأحلام عابرة ، تغلبت الفراشة على شرنقة السأم ..كفرس مجنحة كانت تموج بالروح ..سكنت هدب القمر ..دنت من أعماق الوديان ..هناك حيث يخضر الرجاء ويطوّق زهرة من غسق !..
على أجنحة الخيال وبحنين الانتظارات هاهو الصباح يتزين بجلباب الحق بعيداً عن أقبية الظلام ..هاهو موج البحر ينتظر شروق الشمس التي تتأهب للآتيان !..
نجم الثريا
|
|
أحبـُكِ أنتِ ..
أريـدُكِ أنت ..
فما:الخفـقـةُ الــزائدة في قلبي الا بحثا عنك
ورغبة في لقاكِ ..
فأنتي كلماتٌ تمزقنيُ لوعة كلّما هـممتُ
بالإختلاء بكِ على صدرِ الورق ..!!
وهـكـذا أنـا دونك حنين يتجرع حنين..
وفداحـــةُ جِــراح ..بالمساء والصباح
وتمتمةُ رجــــاء ..
♥
,/’
نجم الثريا
|