ذَاتْ يَوْمٌ : مُرَاهِقَـه فَيّ السَّادِسـه عَشَرَ مِنْ عُمْرِهَا .
حَلُمْتُ في نَّوْمُهَا ، بِأَنَّهَا أَحَبَّتْ رَجُلٌ عَنْ أَلْفْ رَجُلٌ !
وَكَانَتْ تَعِيْشُ في مِدَّيْنُـه مَسْلُوْبَـهٌ ، فِيْهَا الْكَثِيرُ مِنَ الْصُّرَاخِ !!
وَالَكَثِيِرُ مِنْ أَصْوَاتّ الْبَنَادِقِ ، وَعُنْفُوَانِيِّـىٍ القَنَابِلَ !
لَقَدْ كَانُوْا رِجَالْ تِلْكَ الْمَدِيْنَـه ، يُدَافِعُوْنَ بَشْرَفْ عَنْ مَدِيْنَتُهُمْ ..
وَلَقَدْ كَانَ مِنْ أَحَبَّتْ ، يَعْشَقُهَا حَدَّ الْجُنُوْنُ ’
كَانَ مَهْوُوْسَا بِتَفاصِيْلَهَا ، وَأَحَبُّهَا مُنْذُ أَنْ كُانِتّ طِفْلَـه!
تَطَوَّعَ فً الْجَيْشِ ، لِكَيْ يُدَافِعُ عَنِ أَرْضَـهُ ,
عِنْدَمَا أَتَىَ لِيُوْدَعَهَا ـ أَخْبَرَهَا بِأَنَّهُ يُحِبُّهَا كَثِيْرَا ،
وسَيَفْتَقِدَهَا بِشِدَّه بَكَتّ بِكُلِّ أَلَمْ الْأَرِضْ ،
فً هَاهُوَ مَنْ تُحِبُّ سيَرَحلّ
وَهُنَاكَ احْتِمَالَ كِبِيِرْ بِأَنَـهُ لَنْ يُعَوِّدَ !
مَاذَا تَفَعَلَّ ، هُوَ حَبِيْبُهَا ، وَذَلِكَ وَطَنُهَا انْتِمَائِهَا .
وَعَدَهَا بِأَنَّـه سَيَعُوْدُ ، إِنِ شَاءَ الْلَّهُ !
مَسَحَتْ دَمْعَتِهَا وَهَمِسّتَ لَـهُ
( اسْتَوْدَعْتُكَ الْلَّهِ الَّذْيّ لاتُضِيعُ وَدَائِعُـهُ ) ’
رّحّلّ ، وَتَرْكُ رُوْحُهَا مُعَلَقـه فِيْـه !
مُنْذُ أَنْ فَارَقْتُـه، ذَبِلُتَ !
وَمَرّتِ الْأَيَّامِ ، وَأَصْبَحَتْ كُـ امْرَأَه في الأَرْبَعِينَ ..
وَفِيْ ذَاتِ يَوْمْ : اشْتَدَّتْ الْحَرَبْ ،
وَّقَرَّرُوْا أَهْلَ الْمَدْيَنَّـه بِالهُرُوبْ !
بَكَتْ وَترَجَتِ أَهْلِهَا بِأَنْ لَا تَذْهَبْ ،
فَعِنْدَمَا يَعُوْدُ أَيْنَ سَتَجِدُه ؟ ،
هَلْ مِمَّكُنَ أَنْ تُخَلَّفَ وَعَدَهَا لَـه ؟!
بِأَنَّهَا سَتَنْتَظِرَه إِلَىَ أَنْ يَعُوْدَ ، بِ مَشِيْئَـهَ الْلَّهِ ،
ذَهَبَتِ مَعَ أَهْلِهَا إِلَىَ مَدِيْنَـه أَخْرُىْ ،
عَاشُوْا هُنَاكَ في سَلَامْ ..
لَكِنْ لَمْ يَشْعُرُوْنْ يَوْمَا بَإِنْتِمَائِهُمْ لِتِلْكَ الْمَدِيْنَـه !
فَأَيُّ وَطَنْ سَيُعَوْضُهُمْ عَنْ ذَلِكَ الْوَطَنُ ،
أَمَّا هُيّ ، لَمْ يَكُنْ يُشَغِّلُ بَالُهَا سِوَىْ هَوَ ،
لَقَدْ اشْتاقَتِ لَـه !
وَفَاضَتْ بِهَا الْرُّوْحُ وَاخْتَنَقتُ بِمُرِّ الْأَيَّامِ فِيْ غِيَابِـه ،
وَهِيَ لِاتُعَلِّمُ أَيْنِّ هُوَ ،
هَلْ مِنْ الْمَعْقُوْلِ أَنَّ الْلَّهَ أَخَذْ أَمَانَتُـه فِيْـه؟
مُسْتَحِيْلُ ، يَارَبْ إِنَّ رَحْلُ فَخِذْنِيّ مَعَـه !
لَا أُطِيْقُ ، لَا أُطِيْقُ ، لَا أُطِيْقُ ، / بِأَنَّ أَعْيّشّ فِيْ كَوَكُبُ هُوَ لَيْسَ عَلِيّـه!
مَرَّتْ الْسَّنَوَاتْ ، وَهِيَ عَلَىَ وَعْدُهَا !
وَذَاتَ يَوْمٌ ، حُرِّرَتْ مَدِيْنَتُهُمْ ، وَعَادُوْا إِلَيْهَا .
فِيْ عِزِّ أَلَمُهَا ، وَبَعْدَ مُرُوْرِ كُلُّ تِلْكَ الْسَنَوَاتُ ، وَجَدْتـهُ
لَقَدْ كَانْ يَحْمِلُ طِفْلَا ، وَبِمَسْحِ عَلَىَ رَأْسُـه بِ كُلِّ حُبّ !
هَلْ هَلْ هَلْ مِنْ المُمْكّنَ أَنَّهُ هُوَ ؟
يااارَبُ لَا أَصَدِّقْ ، أَخِيِرَا ستُنَّهِيّ سَمَفَّوْنَيَّـهِ الْأَلَم ’
اقْتَرِبّتِ مِنُـه ، الْآَنَ سْتُفَضَّفّضِ لـهُ مُرْ 6 سَنَوَاتِ مِنَ الْحُزْنِ !
لَقَدْ كَانَ يُحَدُّثُّـوُ ذَلِكَ الْطِّفْلَ !
وَيُنَادِيَـهُ بِـ . . .
اسْتَيْقَظْتُ ذَاتِ السَّادِسـهً عَشَّرَ مِنْ نَّوْمُهَا !
هَلْ ذِلَّكَ حُلُمٌ ؟
أَمْ حَقِيِقَّـه ! ، هَلْ كَانَ ذَلَّكَ الْطِّفْلِ يُنَادِيِـهِ بِ أَبِيْ ؟
ضَحِكُتُ بِبَسَاطَـه ، وَهَمَسْتَ بِ سُخْرِيَـه:
هَـههْـه
حَتَّىَ فِيْ الْأَحْلَامِ يَخُوْنُوْنَ الْرِّجَّالْ
حَتَّىَ فِيْ الْأَحْلَامِ يَخُوْنُوْنَ الْرِّجَّالْ
حَتَّىَ فِيْ الْأَحْلَامِيَخُوْنُوْنَ الْرِّجَّالْ
.. مَمآ رُآقَ لًيِ