أحياناً تعلن أيها القلم العصيان
فتمنعنا من البوح بما نريد إنسان
و أحياناُ أيها القلم تثور عنيف
فنخوض معك غمار إبداع مخيف
و أحياناً تبدو أيها القلم في سكون
فتنساب كرمش حوراء تهدلت في إشراق الجفون
و أحياناً أيها القلم تشكو منا كثير
فتعيب علينا ما كتبنا هذا و ذاك تُدين
وأحياناً نشكو منك أيها القلم عسير
فتغيب عنا مختفياً بين هذا و ذاك أسون
أحياناً نفرح معاً أيها القلم
فتداعبنا بالكمال و نعشق منك الجمال فنون
و أحياناً أيها القلم نحزن معاً
فتخاصمنا بالنقصان و تغضب ثورة أتون
أحياناً لأجلك نقهر و نعذب
و أحيانا أخرى نعز و نُندب
أحياناً نشترك إبداعاً معاً
فنكتب فنلهم بما كتبنا معاً
أحياناً لا تحبنا أيها القلم
فتزل حروفنا فيحزن أحبابنا في ألم
أحياناً تحبنا أيها القلم
فتبتكر حروفنا ما يسعد الأحبة في حلم
أحياناً أيها القلم تقرب ما نحب
و أحياناً أخرى تبعد ما نريده بالقرب
أيهٍ منك أيها القلم و آهٍ كم أحبك
و كم أنت صديقي و صديق كل من أحبك
أوعدني أيها القلم أن نكون معاً
في الحرف و النظم نديمين دوماً معاً
فكم سعد الإبهام و السبابة و الوسطى ضمك
و كم عشقت عضلات اليد و الساعد رقصاً معك سَرَاً
أتراقصني خطاً ديوانياً يتمايل سحراً قد سكن
أم أخطك ثلثياً جميلاً في نبلٍ رفيعٍِ قد كمن
أوعدني أيها القلم أن نكون معاً
كصديقا الطفولةِ إذ تتشابك أصابعهما معاً
لا تخذلني أيها القلم إن احتجتك إذن
فلن أخذلك إن نساك من أنِسوك في الزمن
كن لي ذا الذي تخطه يميني
أكن لك عازفاً لصريرك سرٌ قد سدن
أحبك أيها القلم و الذين يحبونك حقاً كثر
فيا أيمان الأحبة أعزفوا له سراج حبٍ قد سكن
كن لنا ما استقامت أذواقنا في الزمن
و كن شهيداً لنا لا علينا إلى جنات أسمها العدن
فلعلك تنير طريقاً لنا لمن كان بعد عدن
إلى ذاك الوجه الجميل المقدس في كل زمن
لنهيم به و إليه في مفردات القربى معاً أبداً
و ليرضى رضاه الأكبر في جلال جماله سرمداً
أوعدني أيها القلم أن نكون معاً
فلقد جعلك الله لنا البوح بما في الصدر إذ شجن