أنا وقلمي

سر ياقلمي فإني خادمك المخلص الذي أقسم بأن يطيعك فيما يرضي الله
فأنت أعظم مني مكانة , وأرفع منزلة

أيها القلم .. ياسيد الأوليــــــات
إنك أول ما خلق الله سبحانه وتعالى
وإنك أول ما خط في الرسالة المحمدية :
(إقرأ باسم ربك الذي خلق *خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم )
ومن قدسيتك وعظمتك .. قد أقسم الله بك في كتابة العزيز : ( نون * والقلم وما يسطرون )

أتعلم أيها المخلوق العظيم

أخشاك كثيراً , أخشى أن تكون خصمي يوماً بسبب جهلي
أخشى أن أبخصك حقك وأظلمك

أذكر جيداً في صغري كنت أُخفيك عن أعين الآخرين خشية فقدانك
وعندما أكون معك أكسرك وأبريك .

هل سوف تسامحني على تلك اللحظات والحماقات ..؟

لقد كبرت الآن وتعلمت الكثير عنك وأبحرت في سيرتك .
وجدتك المحبب والصديق الصدوق لمن تمسك بكتاب الله وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم .

يقول عنك الإمام العالم إبن القيم رحمه الله :

( التعليم بالقلم من أعظم نعمة على عباده إذ به تخلد العلوم وتثبت الحقوق، ولولا الكتابة لانقطعت أخبار بعض الأزمنة عن بعض واندرست السنن وتخبطت الأحكام ولم يعرف الخلف مذهب السلف، وكان يعظم الخلل الداخل على الناس في دينهم ودنياهم لما يعتريهم من النسيان الذي يمحو صور العلم من قلوبهم .... إلى أن قال رحمه الله : فمن ذا الذي أنطق لسانك وحرك بنانك، ومن ذا الذي دعم البنان بالكف ودعم الكف بالساعد فكم لله من آية نحن غافلون عنها في التعليم بالقلم ) .

يقول عنك سيد قطب رحمه الله :

" إن كلماتنا تبقى كالعرائس الجامدة ..فإذا متنا من أجلها دبت فيها الحياة "

أيها القلم يارفيق دربي :

أنت المساهم والمكافح في توعية المجتمع ككل ، وأنت الذي يشحذ الهمم عندما تحيط رايات الخطر في البلاد ، وأنت الذي يُوظف من أجل خدمة الخير ومحاربة الفساد ، وأنت الذي يراعي الله في كل نقطة حبر تخرج من جوفه .
قال تعالى : (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )

عندما أقرأ لمن خانوك في كتاباتهم ، وممارستهم لدور الشيطان في إفساد المجتمعات وزرع الوسوسة الفكرية والخزعبلات فيها ، وحملهم في سراديب عقولهم المظلمة ، أفكاراً وأراءً غريبة على مجتمعاتنا المسلمة ذات الأثواب المؤمنة الجميلة .

ينتابني القهر والألم بسبب تلك الخيانة المُعلنة والمجاهرة بالمعصية , وتشويه سيرتك الخالدة
لذلك أقول كما علمتني ... سر ياقلم .

فأنت رغم ماتذرفه من دموع على خدود الورق تظل شامخاً , وسوف نرد عليهم
ونحاربهم بحبرك الذي نزفته على مر العصور لإعلاء كلمة الحق .

أتعلم لقد قرأت يوماً أنك أرعبت سفاحاً وكان يخشاك أكثر من أي سلاح قاتل ..؟
إنه السفاح هتلر الذي وقف يوماً من الأيام بين وزرائه ، وقواده ، وجنوده في أحد خطبة
فقال :
" ألمانيا اليوم تمتلك أكبر ترسانة سلاح على وجه الأرض بلا منازع
فلا تخافوا عليها إلا من عدوٍ واحد فقط !
هل تعرفون من هو " ؟
فتهامس الحضور فيما بينهم ، من يكون هذا العدو
فأدخل يده في جيبه وأخرج القلم ، فرفعه لهم فقال :
" هذا هو العدو الذي لا يمكن لهتلر أن يقهره ".
كم أنت شامخ أيها القلم حتى الظالم المُفسد يعرف قدرك , ولكنه إغتر بنفسه
إن مانراه اليوم ممن حقروك وكتبوا بما يمليه عليهم الشيطان
هو خيانة عظمى لسيرتك الخالدة الطيبة ولابد من دحر هذه الخيانة والمؤامرة الدنيئة

أعتذر إن كنت أرهقتك اليوم أيها القلم
ولكنك علمتني أن أسير معك بصدق وإخلاص .. لذلك سر ياقلم .

همسة قلم :