رد: الفشل هو طريق النجاح ! موضوع للنقا ش الجاد .
عندما كتبت موضوعك قلت أنه موضوع للنقاش ، بينما لم أجد أحداً ناقشه معك أو تبادل معك الآراء وإنما اكتفى بقوله شكراً أو نحوها .
وسوف أخوض معك في هذا الموضوع على حسب معرفتي وفهمي ولنتكلم عن الفشل والنجاح ... فهما نقيضان ومرتبطان مع بعضهما ، فلا نكاد نذكر النجاح إلا ويخطر على بالنا الفشل فنحمد الله تعالى على أننا تجاوزنا ذلك وتمكنا من النجاح ، وما نكاد نذكر الفشل إلا وتغمرنا الهموم ، وتعصرنا الحسرة ونأسى على ما فاتنا من لذة النجاح وطعمه الرائع ونشوته .
وفي رأيي أننا إما أن نصنع النجاح أو ننتهج الفشل ، فالنجاح صناعة وفن وإبداع ، والنفشل إخلاد وإحباط ونهج رديء لا ينتهجه إلا الكسالى والمحبطون ، والمخذلون .
النجاح عزيمة وإصرار وتحد من تحديات الحياة إما أن نقتحم عقبته بكل جرأة وعزيمة وإما أن نمكث على تخومها ننظر إلى قمتها وسحنة القلق والكسل والحيرة والإعياء تغمر وجوهنا ، ثم تستولي علينا الخيبة .
إن لكل إنسان عقلان العقل الظاهر وهو ما نفكر به وتنعكس عنه تصرفاتنا ، والعقل الباطن الذي هو القائد الفذ ومكمن الإبداع ومخزنه . فإذا أحسنا استعماله كافأنا بقيادة عبقرية منقطعة النظير وسار بنا نحو النجاحات واكتسح ميادين الفشل وألغاها وبددها ، فهو يتصرف بناء على المعتقدات والإيمان بالشيء والقناعة بجدواها وصلاحيتها وكما نكون فهو كذلك وهو لا يعرف اللاءات ولا النفي بتاتاً ، ولكن عنده إيجابيات محضة خالية من السوالب تماماً ، ولا يقبل ما تمليه عليه بالنفي ، ومثل ذلك أنك لوقلت لشخص ما ( لا تفكر في الجمل ذو السنامين ) . فهنا عقله الباطن يلغى أداة النفي ( لا ) وبالتالي يجد الشخص المتلقي أنه قد فكر في ذلك الجمل ، وبدأ يتخيل شكل سناميه وحجمهما ولونهما ورسم لهما صوراً عديدة في مخيلته رغم أنك قد قلت له لا تفكر فيه .
ولو أنك أردت أن تتعلم قيادة السيارة مثلاً ، ولكنك تجد في نفسك أنك لا تستطيع ذلك وكلما حاولت ذلك قلت لا استطيع وكررتها مراراً حتماً ستجد نفسك عاجزاً تماماً ولن تتمكن من تعلم قيادتها أبداً أبداً حتى تعيد توجيه عقلك الباطن وتوطنه وتعيد له عقيدة الإيمان بالقدرة والنجاح .
إذن نحن من يحدد مصير حياتنا إما النجاح وإما الفشل ، فإذا جعلنا العقل الباطن يقودنا نحو النجاح فنحن ناجحون وإذا سلبناه فن قيادته فهو بالتالي سيلبي لنا رغباتنا . فإذا أردت أن تكون ناجحاً فلا تملي على عقلك الباطن الأوامر بالنفي كأن تقول مثلا : لا أفعل ، ولن أفعل ، ولا بصيغة الاستقبال كأن تقول سوف أفعل وسوف لن أفعل ، فهو كما قلت لا يعرف النفي ولكنه يؤمن بالإيجاب .
أكتفي بهذا القدر أتمنى أن أكون قد تمكنت من إدارة النقاش بشكل مقبول .
تحياتي
|