نعم سأبدأ من العنوان وأنطلق منه ، وسننطلق أنا وأنتم هنا في هذا الصرح الشامخ
من هذه الكلمة سنسير بخطى ثابتة ووتيرة واحدة ، نبري أقلامنا ، ونشمر عن سواعد الإبداع
سواعد القلم والكلمة لنغدو ملوكاً للكلمة وفوارس القلم وعشاق الصفحات والإبحار في عالم الإفصاح
والبراعة .

يجب أن نبث الأوراق أمامنا ونضع فوقها أقلامنا ثم نتوقف قليلاً نجمع شتات أفكارنا وما شرد من أذهاننا
ثم نغفو قليلا لنتأمل ما يدور في خلدنا وأفكارنا لنرسم لها طريقاً تسير فيه ، ونفسح لها مجالات التحليق في سموات
البلاغة والفصاحة والبراعة .

لذا أنتم أعضاء مبدعون محترفون ، وفي كل منكم طاقة وعلو همة ، وساحة للإبداع واسعة ومفازات البراعة شاسعة
فاسكبوا حبر اقلامكم دون تردد ولا تخوف واكتبوا ما يطرأ على افكاركم مباشرة دون تأخر أو توان ، فالكلمة فرصة
ثمينة يجب أن تحضى بها قبل أن تغادرك ، وهي تتضجر منك ، دون علومك واحفظها في أرشيف ايامك ، واكتب كل ما يحلوا لك ، ولا تجعل هيبة الإخفاق تثنيك عن عزمك وتحرمك اكتشاف عقلك وصقل فكرك .

نحن هنا أحراراً نكتب ما نريد ونعبر كما نريد ونتناقش كما نريد دون عنت ولا أحقاد ولا ضغائن ، نتناقش لأننا نحب بعضنا
ونحترم أنفسنا وغيرنا ، نتناقش لأننا نسعى دائماً للرقي بأفكارنا ونسمو بأخلاقنا وأدبنا ، نحن ملوك الكلمة وأمراء الفصاحة ونوابغ البلاغة ، فلماذا نتقهقر وننثني عن مبادئنا .

سنفتح هنا صفحة جديدة ثم نسكن باطنها لنعمرها بجميل لمساتنا ، وروعة ثقافتنا وخلابة تعبيرنا وجزالة معانينا ، وسنجعل الأقلام أوتاداً تقوم عليها إبداعاتنا والأوراق سماء تظل معانينا وتبقي مآثرنا وتحفظ عنا ما دونا وما أسلفنا
وجمال الحرف عرشاً لأفكارنا تتربع عليه لتبقى تتسامى وتتعالى حلى تبلغ عنان الروعة والجمال والرقي .

هنا كونوا بلا حدود انتشروا في أرض الحرية ومساحات الكلمة الجميلة ، وقيدوا حدودكم بالنبل والأخلاق وجمال الروح والنفس وسمو الأخلاق .

واعلموا أن القلم الجميل المبدع لا يكتب إلا جمالاً ولا يلفظ إلا إبداعاً ولا يعطي إلا سخاءً وهذه هي قيود الأديب والناقد وكل ذي علم يرتقي بعلمه وينزه قلمه .

كونوا بلا حدود ... ولا تكونوا بلا قيود .