رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
أيها الأخوة، أيها المسلمون، فما من سبيل يزيد في لحمة الأمة ويقرب بعضها من بعض إلا أرشد الإسلام إليه إما وجوباً أو استحباباً، ولا سبيل يبعد الأمة بعضها عن بعض وينفر القلوب إلا حذر ونهى عنه، أمر بالبر والصلة، أمر بإفشاء السلام، وعيادة المريض، وإتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإجابة الداعي، وإبرار المقسم، والنصيحة للمسلم، ونهى عن العقوق والقطيعة والسخرية واللمز والهمز والغيبة والنميمة والقذف والبهتان وأنواع السباب والشتام، ومع هذه التحرزات التي أرشد الإسلام إليها وربى الإسلام عليها إلا أن العبد في خضم هذه الحياة ومخالطته للناس لا بد أن يكون هناك غضب وغفلة فربما اعتدى على الآخرين بأقوال أو بأفعال فجاء الإسلام ليربأ الصدع ويقرب القلوب فأرشد إلى الإصلاح بين الناس، والإصلاح بين الناس أمر مشروع أمر الله به في كتابه فقال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) [الأنفال:1]، وقال تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الحجرات:9] وأقسطوا إن الله يحب المقسطين.
|