رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
أيها المسلم، ولكن المصلح بين الناس عمله شريف لأن الإصلاح التوفيق بين الآخرين وإصلاح الحال وإزالة أسباب القطيعة والنزاع، قال العلماء رحمهم الله: لابد لهذا المصلح أن تتوفر فيه الصفات التالية: فأولاً، أن يكون مخلصًا لله في عمله لا يريد رياءاً ولا سمعة ولكن تقرباَ إلى الله ولهذا قال الله تعالى: (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) [النساء:114]، ومنها أن يعتقد أن ما يفعله امتثالاً لأمر الله حيث يقول تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) [الأنفال:1]، ومنها أن يعلم أن الإصلاح جمع للقلوب لقوة الأمة وصلابتها واجتماع كلمتها حتى يكون رعباً في قلوب أعداءها، ومنها أن يشكر الله إذ وفقه لهذا العمل الصالح وجعله ممن يُرجع إليه في ذلك الأمر، ومنها أنه لا يقدر على الإصلاح حتى يعلم حقيقة القضية ويسمع من الطرفين كلهما ويدرس الأمر دراسة واضحة حتى يكون إقدامه على علم وبصيرة، ومن ذلك أيضاً أن يكون ذا عدل في إصلاحه فلا يقصد بإصلاحه إضرار فلان ونفع فلان ولا مجاملة هذا مع ضرر هذا لأن الله يقول: (فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ) [الحجرات:9]، فالمصلح لا يريد الضرر بهذا لا يجامل غنياً لغناه ولا قوياً لقوته ولا ذو جاهٍ لجاهه ولكن يحترم القوي والضعيف ويصلح صلحاً لا ينفع غنياً ويضر فقيراً وإنما تكون المنفعة للجميع لأن قصده وجه الله والدار الآخرة، ولا بد أن يكون على علم حتى لا يخالف الشرع فيما يقول، وينبغي له أن يستعين بالله في كل أموره فمهما أعطي العبد من قوة وكيس ورأي إلا أنه فقير إلى الله في كل أحواله
|