العقل المعطل..!
يدعي كثير من الناس أنه لا يضع أحكاماً مسبقة في تعامله مع الناس أو الأفكار أو القضايا، وفي الحقيقة أنه ينتهج هذا بدون وعي منه بقدرة هذه الأحكام في السيطرة عليه وتحريكه في الاتجاه الذي تريد.
البعض مثلا يرفض قراءة كتاب أو الاستفادة من نظرية معينة في خلق جدل فكري داخلي يقفز على حاجز الجمود المعرفي بحجة أن مؤلف الكتاب أو صاحب النظرية رجل غير مسلم أو ملحد وعلمه يحمل أفكاراً هدامة!! إذن هذا يعطي مؤشراً أننا أمة تتعامل مع رموز ذهنية وأحكام مسبقة وأننا نسلم ولاية التفكير في حياتنا إلى غيرنا ممن نعتقد أنهم أجدر منا في القدرة عليه بل تعدى الأمر أننا لم نعد نتعامل مع المعلومات بمنهج التمحيص والتحقق المنطقي.
هناك مثال بسيط نشهده في حياتنا اليومية وهو أن نسبة ليست بقليلة تسلم أذنها وعقلها لأشخاص يتلاعبون بها فبعض الزوجات تنصاع لأفكار والدتها أو أخواتها في طرق التعامل مع زوجها حتى لو كانت هادمة لسعادتها وأخرى تسوء علاقاتها مع قريباتها بسبب ثرثرة نسائية وقيل وقال ولا يختلف الرجل عن المرأة في هذا فهو قد يمزق أواصر العلاقة مع أهله ووالديه بسبب تأثير زوجته عليه أو العكس، وغيرها من الأمثلة التي تبرز وجود انقياد فكري منحدر هيأ أجواء منعشة للوشاية والمكائد والإشاعات وغوغاء الحوار والجدل العقيم والتي أنشأت أزمة في العلاقات الإنسانية والاجتماعية
|